قصيدة بعنوان ( دعوة للتصالح )
بقلمي : إبراهيم محمد رمضان
مِن قلبٍ غيورٍ أُرسِلُ دعَوتي
للتصالُح ونبذ الفُرقةُ بحقن الدمِ
اللهُ وحدَنا وقالَ تعـــــــاونُوا
على البرِ وليسَ الفُرقَةِ والخَصِمِ
فلِمَ إختِرنا أن نكونَ آحــــــاداً
كلٌ يسيرُ منفرداً بطريقٍ بهِ عَـتَمِ
كانَ يُشارُ إلينا بالبنانِ عِندما
كُنا دُعاةً ومن ســـــادَةِ الأُمَمِ
هيا نعُودُ إلى سابقِ العـــــهدِ
نُداوي جِراحُنا بالحبِ لتلتــئمِ
إذا شاكتكَ شوكةٌ بلا وجــــــعٍ
سأصرُخُ أنا عنكَ من شدةِ الألـمِ
أنا أخاكَ الذي يشُد ُمن أزرِكْ
وقد وُلِدتُ معكَ من ذلكِ الرَحمٍ
أنا عربيٌ مثلُكَ وحقِي عليكَ
واجِبٌ إذا ما زادتْ بي الحِمَمِ
فكيفَ تسعَى جاهدًا أنْ تُعاديني
وكيفَ تكونُ اليومَ هُنا خَصِمِي
فنحنُ من نسلِ قحطانٍ وعدنانِ
وليسَ من بلادِ الرومِ والعجـــمِ
إمتدتْ إلينا يدُ الشرِ تُفرِقُــنا
ودسْوا لنا في طعامِنا السُـمِ
هيا نسترجِع مجدُنا الغــابِرْ
كمْ كانَ يتربعْ على عرشهِ قِمَمِ
مصرُ هي النبضُ الذي يسري
في الشرايينِ من سالفِ القِدَمِ
هي العروبةُ ومجدُنا الحاضر
عربيٌ أنا من بلادِ النيلِ والهرمِ
وبلادْ الحرمينِ التي شَرُفتْ
بوجود الكعبةُ من داخلِ الحرمِ
منها رسولُ اللِه مبعُوثاً لأمتهِ
ومُبشراً ونذيراً لسائرِ الأمـمِ
فلسطينُ التي بها المسجِد الأقصَى
أسرى منهُ الرسولِ سيدِ العِلْـــمِ
وبلادُ الرافدينِ التي يجرِي بهــا
نهرُ الفراتِ عِراقُ العزِ والكرمِ
بسوريا الحبيبةِ تجِدْ هنا بردى
تجري مياهُهْ فيُروى بها الكَرْمِ
إماراتُ العزُ للجميع مفخــــرةٌ
مدت أيادي الخيرُ فطالت الأممِ
زايدُ الخيرِ لو عددنا مــــناقِبَهُ
ما كفانا من شدة عزمهِ الهِمَمِ
واليمنُ السعيدُ التي سارت قوافلَهُ
إلى بلادِ الشامِ تحمل له الــــِــنعَمِ
وفي السودانِ تجد للنيلِ شُرياناً
يَروي آلافُ المساحاتُ من الدُنُمِ
خليجُنا العربيُ منبعِ الخيراتِ
رآهُ الأعمى ومن كانَ بهِ صمـمِ
تلك الحضارات هي عروبـــتُنا
علماؤنا كانوا نجوماً على علمِ
كانوا نجوماً سطعوا بعلمِهُمِ
يذكرهم التاريخُ فكانوا به زخمِ
من حاكَ لنا شراً لن يأمن عواقبُنا
ولابُدَ له من أن يتجرع السُــــــمِ
ولنَحفُر له قبراً ليكونَ مدفَـنَهُ
ونكتُب عليهِ هذا قبرٌ بهِ رِمَــمِ
كفانا فُرقةٌ طمستْ هوِيتُنا ومَنْ
يقبَل الظُلم على عِيونه غَـــمَمِ
فلنمُد أيادينا بالصفحِ متحدين
على عهدٍ جديدٍ نرفع بهِ علمِ
ولتكُن هويتُنا في صدرِ صحائِفِنا
عربيٌ بلا فخرِ لايقبل الظُـــــلمِ
عربيٌ لهُ وطنٌ ممتداً بأكملـــه
شعارُهُ سأمُوت رافعاً علـــمِي
أفيقوا اليومُ يا حُكامُ أُمتِنا غدا
سترحلون فقد خُلِقتُمْ من العدمِ
وبقوة السلاح فلتقوى عزائِمُــناَ
وبالعلمِ والإيمان والقِرطاسِ والقلَمِ
ولنحفظ لنا وُداً بِنبذِ فُرقتُنـــــــا
ولماذا هُنا الجميع بالحقدِ مُنقسمِ
عدونا الصفَويِ قادْم يُهدِدنا
ومعه بلاد الروم بالظُلمِ مُلتحِمِ
لم يحفظ لنا عهداً من دأبه الغدر
كأنه بهذا على الشرِ مُنفطـِـــــــمِ
ولتكن مواردُنا خيراتٌ لنا أجمع
حتى لاينهبها لصٌ خائنٌ أثــــــِمِ
ولنرجِع إلى اللهِ تتشابك أيادينا
ولننبُذْ كلُ من يعبد من دونهِ صنَمِ
ونرسِمْ حياةً حُرة لجيلنا القادِم
ليهتِف هُنا تحيا وتعيشي يا أُمي