مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 30 سبتمبر 2023

جحافل العناكب بقلم مصطفى الحاج حسين

 * جحافلُ العناكبِ.. 


     أحاسيس : مصطفى الحاج حسين. 


كانتْ تجمعُ في راحةٍ يدِها

سبعَ سماواتٍ وأُفّقا

وعشرَ محيطاتٍ ونهرا

وملايينَ الشّجيراتِ

المثمرةِ بشموسِ الحنانِ 

أمّي التي ما ودَّعتُ عينيها

المشتاقتينِ إلى صوتيَ

الهائمِ في السّحابِ

والصّاعدِ إلى ترابِ الوطنِ

المسيَّجِ بالعذابِ

وتلالِ الجماجمِ والخرائبِِ

وحشُ النوائبِ والدّمارِ فرَّقَنا يا أمي

وجحافلُ الأنيابِِ والمخالبُِ

وأطماعُ الخفافيشِ والثّعالبُ

أقصانا

فلا تعتَبي يا أمّي 

على موتٍ بدرَ منِّي

وشرّدَ أدمعي

وزرعَ المصائبَ في غُربتي

لا تعتَبي

الرِّيحُ صارتْ تعبثُ بي

وتأكلُ العناكبُ وديان قلبي  *.


          مصطفى الحاج حسين

                 إسطنبول


عفوا بقلم كريم كرية

 عفوا فهذا قلم يسطر نصحه فاسمع 

عفوا فعند نزول المسيح ٱجراسكم لن تقرع

عفوا فإنه لن يرضى بجزية تدفع

عفوا فحينها غير التكبير لن تسمع

عفوا فالرب واحد و الدين واحد يجمع

عفوا فالدين عند الله هو الاسلام و لسوف يرجع 

عفوا فالنصر يحتاج للتقوى لا إلى المدفع

عفوا فٱنا بالحق ٱصدع

عفوا فالنصر لا يلزمه غناء بل من يسجد لله و يركع


بقلم كريم كرية


ألبوم صور بقلم صبري رسلان

 ألبوم صور  (626)

..............

خايفه ياخدني الماضي   

وأفتكر اللي فات  

خايفه بأيدي تتفتح 

الذكريات

ألبوم صور كله دموع  

والفرحه غابت فى  الرجوع   

ببكي على عمري اللي  ضاع

نصه إتسجن فى ألبوم  وداع

كل صوره بتحكي معنى 

عارفه حالنا وفين وجعنا   

مين اللي شاري 

ومين اللي بايع

واللي عشقه

يشوف دموعنا

حب زايف زاد ألمنا   

والآنين كتماه في  ضلوعي 

خدت نفسي وقولت   هنسى

ماضي باقي وضي  ونسه  

عتمه طله في قلبي  قاسمه  

من الوجع ألوانه راسمه  

صورة باكيه وصورة   باسمه

والفرح مليش فيه قسمه 

غير دموعي ما أفتكر   

راح وتاه فيها اللي راح     

عمر محبوس بين جدارك ذكرى قاسيه لثوب جراح 

والدموع على خدي تسأل فرحنا 

ليه فاتنا راح

فايته حكايات   

لسه عايشه وغيرها  دبلت  

وردها جوانا مات  

أوقات تغيب عننا 

وبتيجي ساعات 

كنت نسيتك يا وجع 

والدمع فاتني ما رجع

رممت قلبي اللي  إتصدع  

وهعيش خلاص من  غيرصور  

وهقفل بأيدي ع الوجع  

ونسيت خلاص 

ألبوم صور فيه ذكريات

بقلم  .. صبري رسلان


حين تخاطبني الفراشة بقلم محمد الحسيني

 حين تخاطبني الفراشة

...................................................... 


جموح إبتسامات شمس 


في منحنيات متخيلة


قد بللت ب النسائم


تشهد أن الحنين هوية


لبهجة وجنتيك


و أسكن اللحظة التي تسابق الهمسة


حين تخاطبني الفراشة ب الأجنحة


لأخطئ بينك وبين الرحيق


محمد الحسيني


ميلاد خاتم الرسل بقلم آمنة ناجي الموشكي

 ميلاد خاتم الرسل


نجمٌ علا فوق النجوم وحلق

وبدا بنورٍ في البرية أبرق


فأضاء كل الخافقين بنوره

وتوافد العشاق حين تعملق


حتى دنى من قاب قوسين إعتلا

شأنا فصار معظما ومخلّق


ذاك الرسول الخاتم المذكور في

كتب السماوات العلا وتعمّق


حتى سما فوق السماوات التي

كانت به تزهو بماقد أنفق 


فسمت به الأرض التي مازال في

ذكراه فيها صولةٌ تتدفق


في كل أرجاء البصيرة إسمه

عالى وصوت الحق منه تحقق


حتى رأينا النور منه واضحا

يعلو ويجلو للظلام  المطبق


وبذكر مولده ولادة أمةٍ

سعُدت به وبه السلام توثّق 


وعليه صلى الله ما لاح الضياء

في كل شبرٍ في الدنا يتدفّق


نورٌ يفيض علينا من أفضاله

ربٌ عظيم الشان حتى نشهق


بزفيرنا وشهيقنا تسري بنا

ذكرى بها الحب الذي لاينفق


فنرى الحياة بظله إنشودةً

بيضاء باسمةً تشق المنشق


صلوا عليه وسلموا تلقونه

نور الحياة بكل قلبٍ أشرق


       شاعرة الوطن

اد. آمنة ناجي الموشكي

اليمن ٢٦.  ٩.  ٢٠٢٣م


رسائل يكتبها الليل بقلم بنيامين حيدر

 رسائل يكتبها الليل ٥٢


أصبحت حياتي روتينا قاتلا...!!

لقد تسرب الملل والرتابة إلى حياتي بعد الزواج، رويدا رويدا...


قبل الزواج كنت في نشاط يومي مستمر بين الدراسة وأنشطتي الثقافية... حتى أيام العطل، كنت دوما في تعاطي هواياتي، والأعمال المنزلية ومراجعة الدروس...

بعد الزواج والإنجاب، أصبحت حياتي روتينا قاتلا... وأنا بطبيعتي أكره الروتين...

       إنه برميل البارود الراقد في أعماقي الذي يهدد بالانفجار المهول...!!


ماذا أفعل في بداية كل يوم، تتراكم فيه المشاغل، وتقبع الحاجيات في طابور الانتظار؟؟

اجر قدمي بين الحيطان البيضاء... عند الحوض بالمطبخ، تتغامز الأواني، وتتنطط في انتظار شلال المياه...

عند بيت الاستحمام، تتنطت الملابس منتصبة في تجمع عشوائي، تلوح بالأكمام، والياقات المتسخة في احتجاج... أمر حذوها في لامبالاة... 

أدير راسي في تجاهل نحو الرواق... أرى النباتات التي تبدو جافة... وريقاتها تلوي أعناقها عطشا... كعطشي أنا للحب والحياة...!!


كل يوم، أقوم بنفس الأعمال...!!

روتين قاتل يحطم كياني... نفس الأعمال ونفس الإهمال الذي يقابلني به... نفس اللامبالاة... وكأنني كرسي... أو منضدة... أو أريكة...

القفر يقتلني... الجدب بأنواعه، يحطمني...

لم أعد أتحمل هذه الحياة التي لا أريدها...

ليتني أفر بجلدي إلى عالم يشبهني...

ترى هل سدت منافذ الرجاء؟؟


إلى متى أبقى لأغالب، واعافر، وأكابد كل هذا الروتين والإهمال، والرتابة... واللامبالاة...؟؟

يتبع

بنيامين حيدر


حروف تحاكي المشاعر بقلم زكريا تيت

 حروف تحاكي المشاعر بهمسات  رقيقة حزينا

لن يشفى جرح ويلتئم الا بوجود

الأفياء المحبينا 

ان طال الزمان او قصر فالحب باعناقنا دوما دينا

لا بد أن تعبر أيام الحزن ويروق الجو

وتتحقق أمانينا

هذه من طبع الحياة تسعدنا يوم وسنه

تعزبنا وتشقينا

احنا بدنيا غريبه نحبها باوجاعها مجرد

تضحك لنا 

لا أدري لنا أم علينا أم خلقنا ولا نعلم 

لماذا تتلاعب فينا 

مقدرات من الله خالقنا تسعد من تشاء

ويشقى من محبينا 

ندعوا الله  أن يبعد البأساء عن الاحبه ويسعدنا ويرضينا

بقلمي زكريا تيت


ماذا لو بقلم راتب كوبايا

 ماذا لو 


ماذا لو تمددت خيوط الليل بعز النهار 

وتمايل بالتقاعس خصر الغلاء والويل ثم لاذ بالفرار

أتتمالك جأشها الجيوب !

ماذا لو تقهقرت بالسماء زخات المطر

وتوارى خلف الشمس قنوات رواد  القفر

أتستقيم تعرجات الدروب؟

ماذا لو توقف الاصطياد بالماء العكر

وغنمت البشرية نغمات طمأنينة الوتر

أتتوقف أطماع الحروب !

ماذا لو أعاد الناهبون للمودعين جزء

وساهموا بنهوض بلادهم وحسنوا مستقبل المرء

أتتحقق معجزة العدالة !

ماذا لو .. وماذا أو .. عو عو ، بالصدور نباح مكبوت

فليس من مات اخذ معه من مال وبنيان بالتابوت 

حسبنا الله فيهم ونعم الوكيل يرى ويعلم ولا يموت .


راتب كوبايا ~ كندا


أيتها العابرة بقلم محمود عبدالحميد

 أيَتُهَا العَابِرة

أو لَم  تَعلَمي أني من  جَذوة  الوَجد

المُتَقِدَه على مسَاحَاتِ عَينَيكِ أشعَلتُ

اللَهفَة في نَبض قنَاديلي التي أرجَفهَا

نَعِيقُ الدَاجيات 

وغَزَلتُ بمَغزِل الشَوقِ منَاديلآ من

زهُور النَبضِ تَلثُمُ عِطر الدَمعِ من

مآقِيكِ 

ولَملَمتُ بأهدَاب الأنينِ لهِيب الدَمعِ

كُلما تأجَجَت بالضَنى مُقلتَهُ 

والظِلُ  يَسجُدُ  حَانِيآ على  رُكبَتَي

الغَسق  إن غَادَرهُ  شَفَق  الغُروب

سجُود الوَقت في مجَرّات الثَوَاني

ويَأبى السؤالُ تَكَسُرَآ على رِمَاح

الجَواب  كُلمَا إندَاح  الأسَى على

نَايَات الحُزن السَاري في تَجَاويف

الروح لَحنَآ يَتوَشَح القَهر

أيَتُهَا العَابِرةُ  ضِفَاف  العُمر فُكّي

وثَاق الشَوق المُتآكِل على  جذوع

الإنتِظَار عَلّ  الريحُ  تَحمِل  بَقَايَا

عِطرِ يَسجُدُ في محرَاب الرحِيق

..بقلمي.. محمود عبدالحميد


الضحية تبيع السلاح للجلاد بقلم كريم كرية

 الضحية تبيع السلاح للجلاد 

في زمن ضاعت فيه الٱمجاد

و بانت الحقيقة بعد ٱن جاء الٱحفاد

و ظهر النور من عمق السواد

و انكشف الغطاء عن كذبة الضحية و الجلاد

بل كانت خدعة لسلب فلسطين بحجة ٱنها ٱرض الميعاد


بقلم كريم كرية


من رواية ملح السراب 2 بقلم مصطفى الحاج حسين

  من رواية ملح السّراب 2


          مصطفى الحاج حسين .

                                               


        استيقظت على ركلة قوية ، وقبل أن أفتح عينيّ الناعستين ، انهمرت دموع الوجع منهما ، أحسست أنّ خاصرتي قد انشقت ، وقد هالني أن أبصر أبي ، فوق رأسي وعيناه تقدحان شررا ، نهضت مسرعا ، يسبقني صراخي وعويلي ، فأنا لم أدّر بعد ، لماذا يوقظني بهذه الطريقة ؟!.


ـ ساعة .. وأنا أناديك .. فلا ترد ياابن الكلب !!!.

   

        أنا أعرف أبي ، إنه قاس ، بل هو أشدّ قسوة وفظاعة من الشيخ " حمزة " نفسه ، ومن مدير المدرسة " الأعور " ، فكثيرا ما كان يضربني وشقيقتي " مريم " ، لأتفه الأسباب ، حتى أمي ، لم تكن تسلم من ضربه وشتائمه :


ـ إلى متى ستبقى " فلتانا " مثل الحمار ، لا عمل .. ولا صنعة ؟!.


        شهقت بعمق ، تنشقت مخاطي ، بينما راحت عينايّ تستوضحان وجه أمي ، المنهمكة باحضار الفطور ، عن معنى مايقوله ابي ، قرأت أمي تساؤلاتي .. فاقتربت مني :


ـ ستذهب .. لتشتغل مع أبيك .. صار عمرك عشر سنوات .

وكدت أصرخ :


ـ أنا لا أقدر على حمل الحجارة ، ولا أحب صنعة العمارة .


غير أنّ نظرات أبي الحادة ، أرغمتني على الصمت ، فبقيت مطرق الرأس ، أشهق بين اللحظة والأخرى .

قال أبي بقسوة :


ـ تحرك .. اغسل يديك ووجهك .. وتعال تناول لقمة قبل أن نذهب .


        خرجت من الغرفة ساخطا ، شعرت بكره نحو أبي ، وصنعة البناء ، فهي متعبة ، تعرفت عليها ، عندما كنت أذهب إليه أحيانا ، فأرى ما يعانيه ، الذين يشتغلون بهذه المهنة .. من تعب .


        تبعتني أمي إلى المطبخ ، وما كدت أسمع وقع خطاها ، حتى التفتّ نحوها صارخا :


ـ أنا لا أريد الشغل .. في العمارة .


فردت بصوت يكاد يكون همسا ، بينما كانت تضع اصبعها على فمها :


ـ لو لايّ .. لأخذك من سنتين معه إلى الشغل .. الآن لم يعد يسمع كلامي .


ـ لكنني لا أقدر على حمل الأحجار ، وأسطلة الطين .


قلت بحنق شديد . قالت أمي :


ـ وماذا أفعل ؟.. أنت تعرف أباك .. لا يتناقش .


وقبل أن أرد ، على أمي .. انبعث صوت أبي صارخا ، من الغرفة :


ـ ألم تنته من التغسيل يا أفندي ؟!.. تأخرنا .. صار الظهر .


أسرعت إليه .. متظاهرا بتجفيف وجهي .. وخلال دقائق ، ازدردت عدة لقيمات .


        ونهضت خلفه ، حزينا .. يائسا .. بي رغبة للبكاء ، سرت خلفه ، أراقب حركات " شرواله" المهتريء ، وسترته " الكاكية " الممزقة ، تأملت " جمدانته " السوداء العتيقة .. تمنيت في تلك اللحظة ، ألاّ يكون هذا الرجل أبي ، كل شيء فيه كريه ، حتى شكله ، عمي " قدور " أجمل من والدي ، والأهم من هذا كله ، أنه لا يرتدي " شروالا " ، ولا يرغم ابنه " سامح " ، الذي يكبرني بسنة ونصف ، على عمل لا يحبه ، لقد أدخله و " سميرة " المدرسة ، وهو يشتري لهما الألعاب ، ويعاملهما بمحبة ودلال .


        كنت أحدث نفسي طوال النهار ، وأتمنى التملص من أبي ، وكلما ازداد تعبي ، أزددت حنقا عليه ، الشمس حارقة ، والأحجار ثقيلة ، وسطول الإسمنت قطعت أصابعي ،الغبار يخنقني ، والعرق الدّبق يغسّلني ، وأبي لا يتوقف عن العمل ، ولا يسمح لعماله بقسط من الراحة ، في الظل .


        أفكر في  " سامح " ، وكيف سيضحك عليّ ، إذا علم بقصة عملي ، إنه الآن في المدرسة ، بعد قليل ينصرف ، ينطلق باحثا عني ، لكنه لن يجدني ، سيجوب الأزقة .. يسأل أمي وأخوتي .. وسيفرحه الخبر ، فأنا الآن عامل بناء ، في ثياب وسخة ، بالتأكيد سيفتش عن أصدقاء غيري ، يشاركونه اللعب .

        لن ننصرف قبل أن تغيب الشمس ، ما أطول النهار ، وما أبعد المغيب !!!.. لن يتسنّى لي أن أرتاح ، وألعب قليلا مع " سامح " .


        اللعنة على الإسمنت والحجارة

 اللعنة على الفبار الذي أمقته ، أكاد أختنق ، رأسي انصهر من شدة الحر ، والعرق يتصبب مني بغزارة ، عليّ أن أستحمّ فور عودتي .


        هذا اليوم أقسى أيام حياتي ، لم يكد أن يأذن العصر ، حتى شعرت أن قواي خارت تماما ، وجهي تحول إلى كرة ملتهبة ، محمرّة ، رأسي أشتد به صداع حاد ، يدايّ ، قدمايّ ، ظهري ، رقبتي ، أكتافي ، عينايّ ، كلّ خلية في جسدي الهزيل ، تؤلمني ، وتوجعني ، وتصرخ ، وتبكي ، وتمنيت أن أموت في تلك اللحظة ، أو أتحول إلى كلب ، أو قطة ، تذهب حيث تشاء ، تستلقي في الظلّ .. وتغفو . وتساءلت :


ـ يا إلهي .. ألا يتعب أبي ؟!؟!؟!.. هل هو من حجر ، أم من حديد ؟!؟!؟!.. إذاَ لماذا لا يستريح ؟!.. ولو خمس دقائق فقط ، خمس دقائق يا أبي لن تخرب الدنيا .. شعرت نحوه ببعض الإشفاق ، وبشيء كبير من الغضب والحقد :


ـ إن كنت لا تهتم بنفسك ، أو بعمالك ، فأنا تعبت ، ولم أعد قادرا على تسلق السّلّم ، ولن أقوى على حمل سطل الإسمنت ، أنا منهار أيها الأب القاسي ، هل تسمعني ؟!.. ألا تفهم !!!.. اعلم إذاَ بأنني سوف أهرب .. وأتركك مع عمالك الأغبياء ، هل باعوك أنفسهم ، من أجل بضع ليرات ؟!.


        ونمت فكرة الهرب ، في رأسي

 صارت تتغلغل إلى خلايا جسدي ، المنهكة .. فتنعشها ، لكنني سرعان ما جفلت .. من فكرتي هذه ، وصرت أرتجف. غير أن الفكرة الرائعة ، كانت قد سيطرت عليّ تماما ، سأهرب .. وهناك في البيت ، سوف تتشفع لي أمي .. سأهرب .. وسأرجو والدي أن يعتقني من هذه الصنعة ، وكبرت الفكرة في ذهني ، سألجأ إلى عمي " قدور " ، أتوسّل إليه أن يساعدني ، في إقناع أبي ، بالعدول عن قراره ، بالعمل معه ، سأعمل في أيّ مهنة يشاء ، فقط لو يتركني أنجو من هذه الصنعة ، وعزمت أن أنفذ الفكرة .. وتمكنت من الفرار ، دون أن يلحظني أحد ، فقد تظاهرت بأنني أريد التبول ، ولمّا أدركت ، أنني ابتعدت عن أنظار والدي وعماله ، أطلقت العنان لقدميّ المتعبتين .


        لم أكن أدري ، أن أبي سيترك عمله ، ويتبعني إلى البيت ، فور اكتشافه أمر هروبي ، فما كدت أطلب من أمي ، أن تعد لي لقمة ، ريثما أغتسل وأغير ثيابي ، حتى اقتحم أبي الدار ، والغضب يتطاير من وجهه المغبر ، هجم عليّ ، وفي يده خرطوم ، صارخا في هياج :


ـ هربت يا ابن الكلبة !.


      يبست الكلمة في فمي ،تراجعت

 انبعث صوتي ضعيفا باكيا :


ـ تعبت يا أبي .. لم تعد لي قدرة على الشغل .


انهمرت على جسدي العاري ، سياط الخرطوم ، عنيفة ، قوية ، ملتهبة ، ودون أدنى شفقة ، أو رحمة ، وانتشرت صرخاتي في كل الإتجاهات ، حادة عالية :


ـ دخيلك يا " يوب " ، أبوس رجلك .. أبوس  "صرمايتك " .


وأسرعت أمي نحوي ، ارتمت على أبي بضخامتها ، وقفت حائلا بيننا ، فما كان منه ، إلاّ أن صفعها بكل قوة :


ـ ابتعدي .. من أمامي يا بقرة .


تلقت لسعات الخرطوم ، صارخة :


ـ خير !!!.. يا " أبو رضوان " .. ماذا فعل الولد ؟؟؟.


ـ ابن الكلب ...هرب من الشغل .


تابع ضربي ، ولم تنج أمي من ضرباته أيضا ، فكانت سياطه تقع على جسدها الضخم ، المترهل ، بينما وقفت أختي (مريم) في أقصى الزاوية ، جزعة ، مرعوبة ، تبكي بصمت ، وترتجف ، تدفق الدم من فمي بغزارة ، فارتمت أمي على قدميه ، ترجوه ، تتضرع له ، تتوسل ، تتذلل ، تبكي بجنون ، وبحرقة ، وألم :


ـ أبوس " قندرتك " توقف ، عن ضربه ، الولد انتهى .


        هجم عليّ من جديد ، رفع يده عاليا ، وهوى بها على رأسي ، فطار الشرر من عينيّ ، وصرخت صرخة ارتجت لقوتها أرجاء الغرفة ، صاحت (مريم) بذعر شديد ، وبينما كنت أتدحرج ، ممرغا بدمائي ، شقت أمي ثوبها ، اندلق على الفور نهداها الهائلان ، تناهى إلى أسماعنا ، صوت خبطات قوية على الباب .. رمى أبي الخرطوم ، وخرج ليفتح .


        انحنت أمي تغسلني بدموعها ، ضمتني إلى صدرها العاري ، وبكت بحرقة ، وهي تدمدم :


ـ أسفي عليك يا " رضوان " ... أسفي عليك يا ولدي .


دخل عمي (قدور) ، فأسرعت أمي إليه باكية :


 ـ دخيلك .. الولد راح من يدي .


زعق أبي .. متهدج الصوت .. وكان الندم قد تسلل إلى صوته :


ـ ادخلي .. غرفتك يا مقروفة الرقبة .. واستري صدرك .


لكنها لم تأبه بكلامه :


ـ الولد بحاجة إلى دكتور..يا (قدور) .


          مصطفى الحاج حسين 

                       حلب


بحب مصر بقلم حربي علي

 أغنية

 بحب مصر 


بحب مصرومصر في كياني

بلدي مصر    حبي  الأولاني

عشت فيها  شربت ___ آها

سافرت بيها _  رنت خطاها

أم الدنيا ___  وماليها  تاني

بحب مصرومصر في كياني


بحبك  ومين ميحبش مصر؟

غرام قلبك   عاصرني  عصر

زرع  أرضك __  بنالي  قصر

صونت عرضك  جابلي  نصر

قلب كمل  __   جمال الروح

حبيبة    تزعل تطبب جروح

وأم  بتضم  _  إيدها الأماني

بحب مصر ومصر في كياني


بعدت عنك  __ غصب  عني

دا القلب منك  _ ياحتة مني

شوقي ليكي _  نيل واصلني

جايب أمل _ بحاجات  تغني

آثار صنعت  م الخير حضارة

آمال بناها  _  مصري  بمهارة

وأهرام  وجندي مات عشاني

بحب مصر ومصر في كياني


فاضل في قلبي _ دقة ليكي

بعمره  كله  __     مشتريكي

لحضن دافي _  ينده عليكي

خلتني      دايب   مشتهيكي

عاشق حزين _   بس شايفك

عروسة حلوة   القلب عارفك

من يوم ميلاده يبعت_تهاني

بحب مصر ومصر في كياني

بلدي مصر      حبي الأولاني


( مصر )

حربى علي

شاعرالسويس


ميلاد فكرة بقلم مريم أمين أحمد إبراهيم

 ميلاد  فكرة 


بنات الفكر حين يداعبن ناعس

 يوقظن في  روحه كل شعور

تتبارى الأقلام في سكب مداد المحابر

 فإذا بالأفكار مع كل الأفلاك تدور  

تهيم في الخلد الذكرى

 وتترنح الأنفاس مع الزفرات في الصدور

نمسك بتلابيب نهاية الفكرة 

فإذا بالبداية ما عادت في الذهن تجول 

تتماسك الخيوط وتترابط

 وفي ذات اللحظة تختلط الأمور 

نستجدي الخواطر أن تكف عن التسابق 

فإذا بها تتدفق كشرار اللهب في المواقد 

فتطغى على كل حضور 

نلتفت لما في القلب ثابت 

فإذا بنا نبصر عما غم عن العيون

نغيب عن الحضور  في زخم الخواطر فلا ندرك ما يدور 

نتدارك الأمور ببسمة تشبه تلاقي المشتاق بعودة مهاجر 

فإذا بالحديث جف بين جمهور الحضور 

نحاول وأد المشاعر بالنوم خلسة بين دفات الدفاتر 

تتجافى الجناب عن المضاجع فالفكر بالفكر مشغول

فإذا ما فض على القرطاس أول دمع المحابر 

تتوارد الأفكار كزهر أينع بعد ذبول .....

تولد من رحم الخلد فكرة 

تطرد كل الخواطر وتظل وحدها تصول وتجول

إما تجود بالمشاعر أو تضج مما يحاك من أمور


#بقلمي_م_ أ مريم أمين أحمد إبراهيم  🇪🇬 مصر


خلطبيطة بقلم سامي يعقوب

 الكِتَابَةُ بَأَبَجَدِيَّةٍ ثُنَائِِيَّ التَرْقِيْم :


خَلْطَبِيْطَة 


أَنَا ؛ النَخْنُ و هَذَا لَيْلٌ وَحِيْدٌ لا يَنَام ...

و لا حَتَّى مَا بَعْدَ الظَهِيْرَة ...

غَرِيْبٌ و مَجْهُولُ الهُوِيَّة ...

هُلَامِيٌّ ، شِيزوفرِنِيُّ انْقِسَام ...

ظَلامِيٌّ ذُو أَيّْدٍ خَفِيَّة ...

مَارِقٌ قَتَلَ الطُفُولَةَ و مَاتَتْ أَحْلَامٌ جَدَائِلُهَا صَغِيْرَة ...

سَرَقَ الثَرَاءَ مِنْ دَمْعِ الغَمَام ...

وَ نَثَرَ الفَوضَى لِلدُنْيَا هَدِيَّة ...

جَاءَ بِالخَلْفِ يَخْطُو أَمَام ...

فَقَط كَي تَكْتَمِلَ المَسِيْرَة ...

عُنْوَةً حَظَرَ اللِسَانَ عَنِ الكَلام ...

لِيُعِيْدَ بِالمَوْتِ تَرْتِيْبَ البَقِيَّة ...

زَرَعَ قِرطَاجَ فِي وَسَطِ الجَزِيُرَة ...

وَ اليَمَنُ البَعِيْدُ أَرْضٌ هُنْدُ - صِيْنِبِّة ...

بَيْنَ مِصْرٍ و شامٍ غَمُّ السَلام ...

وَ القُدْسُ شَمَالَ شَرْقِ ( البُنْدُقِيَّة ) ..

وَ أَرضُ الرَافِدَيْنِ أَنَّتْ _ غَدْرَ العَمِّ سَامٍ - طَائِفِيَّة ...

و المَغَرْبُ العَرَبِيُّ سَالَ فِي صَحْراءِهِ الكُبْرَى ،

و فِي صَحْرَائِنَا الكُبْرَى قَارَةَ قُطْبِيَّة ...

فَهَلْ بِلَادُ الغَربِ شِمَالاً ، صَارَتْ أُوروشَرْقِيَّة !؟ ...

لَائِمٌ يُهَرطِقُ مُجَادِلَاً عَنْ كُنْهِ المُلَام ...

و هُوَ المَلُومُ دَاخِلَ نَصِّ المَسْرَحِيَّة ...

هُوَ مَنْ وَضَعَ عَلَى العُقُولِ اللجِام ...

يَعْزِفُ لَحْنَ الخَرَابِ بَيَاضَاً مِنْ هَدِيْلِ الحَمَام ...

يَسُوقُ الجَمِيعَ كَمَا القَطِيْعِ كُلٌّ فِي حَظِيْرَة ...

و بَعْدَ أَنْ يُكْمِلُ تَقْسِيْمَ الشَطِيْرَة ...

و أَنا و أَنْتِ الآنايَ الأنثَوِيَّة ...

و النحن الجَمِيْعُ عَلَى هَذِهِ الأَرضِ الضَحِيَّة ...


2 / 4 / 2021 


سامي يعقوب . / فلسطين .


ابن الأصول بقلم زياد أبو صالح

 ابن الأصول  ... !!!


ابن الأصول :

يتحلى بالأخلاقِ والأدب

مثل الفصول

لا يتقلب لأتفه ... سببْ ... !


يحل المشاكل بتروٍ

لا يزيد

على النارِ ... الحطبْ ... !


لا يسخر من الناسِ

هذا شريفٌ

وذاك  بلا شرفٍ  أو ... أدبْ ... !


ابن الأصول :

ليس باللباسِ

أو طولِ القامةِ أو ... الشنبْ ... !


لا يرضى على نفسهِ

أن يكونَ إمعةً

أو ذنبْ ... !


لا يخون عهداً

لا يخالف وعداً

ليس كغيره من الناسِ

أفعالهم كلها ... عجبْ ... !


ابن الأصول :

صاحب مبدأ

وموقف صريح

لا يميل أينما هبت الريح

لو دفع لهُ قنطار من ذهبْ ... !


خصاله لا تعد ولا تحصى

يصون العشرة

وعز النسبْ ... !


يخاف الله

من قولِ الحقيقةِ

لم يهبْ ... !


ابن الأصول  :

لا يترك الملهوف وحيداً

فريسة سهلة

لمن هبَ ... ودبْ ... !


سخي اليد

بيته مفتوحٌ للناسِ

يستقبلك بالرحب والسعة

يواصل الليل بالنهار

لوأد الفتنةِ

الشر مراراً عن الناسِ ... حجبْ ... !


يسامح الناس على زلاتهم

لا ينقلب عليهم 

راسًا على عقبْ 

لأتفه سببْ ... !


يا من تدعونَ الأصالة :

الأصالة منكم براء

يعرفكم القاصي والداني

أفعالكم كلها نصبٌ 

وفيها الكثير من العجبْ ... !


دبابيس / يكتبها

زياد أبو صالح / فلسطين


محمد صل الله عليه و سلم بقلم زكريا تيت

 محمد صل الله عليه وسلم


كلامه من درر أضاءت الدنيا والظلام

بوقت ظهوره اندثر 

أضاء لنا الدنيا بهجة وسرورا علم الناس

كيف السعادة للبشر 

اصطفاه الله من بين الناس خير نبي بوجهه

الصباح و السماح كالقمر

أبا الزهراء شوقي اليك يجري  كما تنبع الماء

من بين الصخر 

طبت وطابت سيرتك في الكون مدى الزمان مهما تقلب الدهر  

نبي وشفيع وامام  صادق صدوق بعثك الرحمن القادر المقتدر

الف صلاة والف سلام على من كان رحمة

للعالمين ظاهرا كالقمر 

كتبت حروفي واعترف بضعفي لعلها تأتي 

بشيء من أثر 

بقلمي زكريا تيت


نور محمد بقلم نشأت سرحان الحصري

 نور محمد


وهل تغرب الشمس 

الا اذا جاء القمر

وهل يأآتي السحاب

الا بمجيء  مطر

وذهب الظلام 

بمجيء نور

نور محمدا

به القلوب تعلقت وتألقت 

أقصد حبيبك للمدينة أذهب وزور

بروحاً يفوح عطرها 

فيها القبول

ببابك أبقى مدي الدهور

أصلي وأسلم أرجو نظرتاً

فيها نور

لاشقاء بعدها ابدا

يامن بحسن جمالهِ في الخيال صور

ولا صورُ لحسنهِ أشباهُ 

فاق الجمال بوصفهِ

بمحمدِ أشتاقت الأرواحُ .


الشاعر ✍️

نشأت سرحان الحصري


لقاء بعد غياب بقلم فؤاد زاديكي

 لِقاءٌ بعدَ غِيَابٍ


الشاعر السوري فؤاد زاديكى


أَسْعَدَتْنِي رُؤيَةُ الخِلِّ الخَلِيْلِ ... لَمْ يَزُرْنِي قَطُّ مِنْ عَهْدٍ طَويْلِ

رُؤيَةٌ مِنْهُ أعادَتْ ذِكرَياتٍ ... اِنْقَضَتْ طِيبًا على نَحْوٍ جَمِيْلِ

يا خَليلَ القلبِ في صِدقٍ مُحِبٍّ ... كُنتَ في دَعْمِي و عَونِي بالأصِيْلِ

كانَتِ الأيَّامُ أحيانًا تُرِيْنَا ... ما بِهَا مِنْ عِبءِ مَرْدُودٍ هَزِيْلِ

اِقْتَسَمْنَا عَيشَنَا هَمًّا و غَمًّا ... مثلَ أفراحٍ و كانتْ في قَلِيْلِ

ما أضَعْنَا لَحظةً في صَبِّ لَومٍ ... اِصْطَبَرْنَا في مُعَاناةِ الوَبِيْلِ

هكذا كانتْ لَنَا الأيَّامُ تَصْفُو ... عاشَ قلبانَا بِإخلاصٍ نَبِيْلِ

عِندَما شاهَدْتُ خِلِّي هَفَّ قلبِي ... و انتَشَتْ رُوحِي, فأهلًًا بالخَلِيْلِ

اِجْتَمَعْنَا بعدَ أعوامٍ. غِيَابٌ ... وَلَّدَ الأوجاعَ كالغيمِ الثَّقِيْلِ

أشكُرُ اللهَ, الذي أجلى هُمُومِي ... بالتَّلاقِي في تَعَاطِيْهِ الجَلِيْلِ

لم يَعُدْ حُزنٌ و لا خَوفٌ و يأسٌ ... نِعْمَةُ البارِي أجادَتْ بِالفَضِيْلِ

إذْ كِلانَا في أمانِينَا و حُبٍّ ... وابْتِغاءِ القلبِ مِنْ ذاتِ الفَصِيْلِ.


أنا و شهرزاد بقلم علاء فيشة

 أنا و شهرزاد 

حبي وعشقي 

في ليلة من ليالي

السهر تحدثت معها

قالت لما أنت سهران

وأنا أحبك جدا وكثيرا

فرددت عليها 

إن كنت أنت أحببتيني كثيرا

فأنا لك عاشق متعبد

في محراب حبك وهواك

فقالت أيها العاشق 

    قتلتني 

وبسهام الحب رميتني 

وفي نيران الشوق القيتني

فقلت لها لم ألقيك بعد 

      بسهامي

بل بنظراتي فقط أصبت

وبقلبي لك أرسلت

وبروحي لروحك بعثت

فقالت الله أغلى ما عندك

     أعطيت 

فأنت كريم 

وإبن الكرام اللهم لي أهديت

أشكرك ربي على ما رزقت

فقلت لها ماذا أنت فعلت بي

قالت أما قلبك فبه إحتفظت

وبروحك روحي داويت

فقلت لها صرت كطفل رضيع

يبحث عن أمه إن غابت

عنه لحظات

فقالت طفلي صغيري 

لا تخف أنا بقربك 

  لن أبتعد 

نم يا حبيبي وبقلبي

أنت سكنت وهل للحب

مكان تركت أنت لروحي إحتليت وبكياني إستوطنت

وقلبي سلبت ولحبي تملكت

وعلى عرش قلبي تربعت

فقلت لها ياسعدي ياهنايا 

أني علي عرش قلبك

تربعت فأنت الهيام

والغرام والوله

فقلت لها

لست طالب من ربي غير

أن أسمع همسات صوتك

 تقول لي  أحبـــك

فقالت تراني علي 

متن السحاب إمتطيت

وإلى حبيبي سافرت

وأحبك لك قلت

وصوتي الأن لا يمكن

إلا الصمت 

فقلت إن لم تريني 

       بعينيك 

فعينا قلبك رأتني

قالت أحبك يا سيدي  ومولاي 

فإقتنعت إن الحب 

غذاء الروح هكذا فهمت

فقلت لها نعم فالحب حياه

فقالت هل ستذوب حقا

 لو أرسلت لك صوت

أحبك يا رجلا في 

خيالي رسمت 

بقيت لسنوات 

أنتظرك وعنك بحثت

فقلت نعم سأذوب

 كما ذابت ثلوج القطبين 

فقالت أين الثلوج 

ونيران الشوق 

بقلبك أشعلت

فقلت أنت الحب 

والشوق والاشتياق

فقالت شهرزاد 

حان وقت النوم

 تصبح على خير

 يا أغلى من الروح


✍️✍️بقلمي✍️✍️

علاء فيشه


للصورة حكاية بقلم صاحب ساجت

 لِلْصُورَةِ حِكَايَةٌ

      

          في ٱلظَّلَامِ ــ

          تَتَفَتَّحُ ٱلأَزْهَارُ...

          مَحَبَّةً بِٱلآخَرِ!

  صاحب ساجت /العراق


بين حيرة و طمأنينة بقلم محمود

 بين حيرة وطمأنية


مالك ياقلب  

 ليل أظلم وشمسك تكادتغيب

أمن ضيم أم عشق كئيب

تحاورني نفسي بالهوى 

فيجيب عني صوت مهيب

مالك ترتجف سر بصمت 

لاتدع قمرك للمغيب 

فما تأخذ الدنيا 

إلا بصراخ وصراع 

مابين عثرة وأخرى 

ستجد من كان لك لا يغيب

ستشرق الشمس بحسن ظن

ويأتي مساء بخبر يطيب

قلت في نفسي 

مالي وتلك الأحاديث 

دعها للقدر المحتوم 

فلا الحزن ولا الأفراح بيديك

بل بيد من اوجد الكون هوا 

    المجيب


محمود قاسم المحمود


الجمعة، 29 سبتمبر 2023

أ أهجـوك بقلم شذى عيسى

أ أهجـوك 
ـــــــــــــ

إلى قانص 
  نبضي
أ .. من
الأجدى لي
أن أكتب فيك
كلمات تبخس
من شأنك هاجية
أم أكتب فيك 
كلمات تمجد
من شأنك مغازلة

أ أ هجــــــوك

لا .. لأستطيع
لأنني لا أشعر
   إتجاهك 
   بأي لوم
بالقدر الذي
أشعر معه بالأسى
العميق لفقدان 
      حالي
فحين تخليت
  لقد حدث
و سلبت من
حياتي النور

أ أغـــــــــآزلك

أيضا ..
 لا .. لأستطيع
لربما هجاؤك 
هو الأسهل علي
و قتما .. 
يبتز سؤددي
 منك و فيك
كل هذا الغرور

شذى عيسى 
29/9/2023
6 0 : 8 م

ياثاقبِ الفكرِ بقلم غزوان علي

إلى الدكتورالشاعر والناقد الجزائري العربي الكبير يوسف وغليسي المحترم أهدي هذه القصيدة والرسمة تعبيرا عن محبتي وتقديري له .
(( ياثاقبِ الفكرِ)) 
يا ثاقــــبَ الفكـــــرِ يا أيقــــونةَ الأدبِ
       ألّفتَ في النّقدِ ما يدعـــــو إلى العجبِ
سطّرتَ في النّقدِ فكـــــراً كانَ معجزةً
        وخــــيرَ ما سطّرَ النّقــــــادُ في الكتبِ
صحائفٌ كالسّنا بالعلــــــمِ حافلــــــــةٌ
        فيهــــــــا البيانُ زهــــا كالدّرِ والذهبِ
تلكَ السّطورُ قطوفُ الوردِ زاهــــــيةٌ
          كأنّهـــــــا منْ ضروبِ الشّهدِ والعنبِ
تصبو إليهــــــا عــــيونُ النّاسِ قارئةً
       فيهــا من السحّرِ ما يبقى مدى الحقبِ
وكمْ جلــوتَ لنا عنْ فكــــرةٍ غمضتْ
         حـتّى بدتْ مــثلَ روضٍ يانعٍ خصبِ
يا مبدعَ الحــــــرفِ كــالتّمثالِ ينحتهُ
         اسلوبكَ العذبُ يدعـــونا إلى الطّربِ
بوركـــــتَ منْ ناقـــــدٍ فذٍّ ومنْ فطنٍ
         أعادَ للعُـــربِ مجدَ العلـــــمِ والأدبِ
أحييتَ في فكّركَ المعطاءِ ما درستْ
         من المـــــآثرِ والأمجـــــادِ والحسبِ
سموتَ في ســــاحةِ الإبداعِ منتصباً
         وكانَ مسراكَ فـــوقَ النّجمِ والشّهبِ
لو قيلَ من سيّدُ النّقـــــادِ قــــــــاطبةً
         لقلـتُ يوســــفَ ذاكَ النّاقـــدُ العربي
لمْ يثنهِ الدّهـــــــرُ عــنْ تحقيقِ أمنيةٍ
        هو المـثابرُ في مسعـــــاهُ لمْ يَخِـــبِ
معــزّزُ النّفسِ شهمـــــاً في مروءتهِ
         لو باتَ عدمــاً من الدّنيا على سغبِ
وما يبالي بما في الأرضِ منْ ذهبٍ
          لو أحرزَ المجدَ والمأثورَ في الكتبِ
سمحُ الشّمـــــائلِ لا تغــــريهِ بارقةٌ
           لم يرضَ غيرَ ذرى العلياءِ منْ رتبِ
تحيّةً لكَ منْ بغــــــــدادَ أبعثُهـــــــــا
        فيهـا من الحبِّ ما يسمو عن الكذبِ
...........
بقلمي وريشتي/غزوان علي/ 27/9/ 2023




حُروفي بقلم محمد الدبلي الفاطمي

حُروفي

سَأُوقِظُ أُمّةَ العَرَبِ اخْتِبارا***بِصُبْحٍ مُشْرِقٍ نَشرَ النّهارَ
وأُعْلِنُ عَنْ ولادةِ زَمْهَريرٍ***بهِ الأفْكارُ تَنْتَفِضُ انْتِصارا 
حُروفي أرْشَدتْني باحْتِرافٍ***وقدْ صَنَعَتْ لِمَوْهِبَتي قِطارا 
أسيرُ إلى الطُّموحِ بِخَطْوِ حُرٍّ***على أمَلٍ يَرُدُّ لَنا اعْتِبارا
وإنّ الجِدّ بعدَ الكَدِّ عَزْمٌ***ومنْ شاءَ العُلى وَلَجَ الغِمارَ
@محمد الدبلي الفاطمي




مَولدُ الهادي بقلم محمد جعيجع

مَولدُ الهادي 
............................. 
1. كيف السبيلُ إلى جِوارِك دُلَّني ... 
في جَنَّةِ الفِردَوسِ فيها مَسكَني 
2. خَوخٌ ورُمَّانٌ وأعنابٌ ولَحْ ... 
مُ الطَّيرِ مِمَّا أشتَهي، تينٌ دَني 
3. ماءٌ وألبانٌ وخَمرٌ طَيِّبٌ ... 
عَسَلٌ مُصَفَّى للمُنى شُربٌ هَني 
4. قد بَشَّرَ الإنجيلُ من قَبلُ الوَرى ... 
بقُدومِ أحمَدَ بعدَ عيسى لا يَني 
5. عن ذِكرِ رَبِّهِ ماشِيًا أو جالِسًا ... 
بنَهارِهِ وبلَيلِهِ له يَنحَني 
6. أمَرَ الإلهُ سَماءَهُ فتَزَيَّنَت ... 
وتَضَوَّعَت مِسكًا وطيبًا من غَني 
7. وُلِدَ ابنُ آمِنَةٍ وعبدِ اللهِ في ... 
أمِّ القُرى والعامُ فيلٌ يَنثَني 
8. في لَيلَةِ الإثنَينِ فجرًا النورُ ضا ... 
ءَ الكائِناتِ ببَهجَةٍ من أحسَنِ 
9. في الثانِ بعدَ العَشرِ من شَهرِ الربيْ ... 
عِ الأوَّلِ ازدانَ الوَرى بالأحسَنِ 
10. شَرِبَ الأمانَةَ والحَديثَ فصاحَةً ... 
والصِّدقُ فيه مُلازمٌ بحِمى بَني 
11. سَعدٍ ، حَليمَةُ أرضَعَتهُ حليبَها ... 
فاشتَدَّ عودُهُ عِندَها بالمَعدَنِ 
12. وبمَولِدِ الحِبِّ الحبيبِ محمَّدٍ ... 
أفَلَ الظلامُ وشِركُهُ بالأثمَنِ 
13. يا عاذِلي في الحُبِّ حُبِّ محمَّدٍ ... 
لو كنتَ تعلَمُ فَضلَهُ ما لُمتَني 
14. أو كنتَ تعلَمُ أنَّهُ داوى الجِرا ... 
حَ بمَرهَمٍ له من خِصالِهِ تَقتَني 
15. فأنا السعيدُ إذا نظرتُ لوَجهِ رَبْ ... 
بي يَومَها وشَفَعتَ لي وسَقَيتَني 
16. من حَوضِ مائِكَ شُربَةً من كَوثَرٍ ... 
وأنا السعيدُ إذا جِوارُكَ ضَمَّني 
17. عِشتُ الدُّنى للهِ طائِعَ أمرِهِ ... 
ومُوَحِّدًا والشِّركُ ما..ما مَسَّني 
18. واللهُ أعلَمُ بالغُيوبِ جَميعِها ... 
مُستَقبَلٌ ، ماضٍ وحاضِرُ خَصَّني 
19. وعلَيكَ كنتُ مُصَلِّيًا ومُسَلِّمًا ... 
والآلِ والصَّحبِ الأُلى قد سَرَّني 
20. وعلَيكَ دُمتُ مُصَلِّيًا ومُسَلِّمًا ... 
وإلى مَماتي ذِكرُ أحمَدَ دَندَني 
21. صلَّى علَيكَ اللهُ والمَلَأُ الملا ... 
ئِكُ في السما والذِّكرُ نورٌ شَدَّني 
............................ 
محمد جعيجع من الجزائر... 12 ربيع الأوَّل 1445هجري 
الموافق ل: 27 أيلول/سبتمبر 2023ميلادي

القمر بقلم أدهم بصول

القمر

يطوف القمر في ليلي 
يجوب بين أروقتي 
يجالسني بعزلتي 
ينير عتمة الفكرة 
يضع يده
على كتفي ويأبى أن يفارقني 
وبين الحين والآخر 
يغني لي 
أحبّك يا أبي جداً
ويرسم فوق جبهتي 
بساتيناً من القبل 
يلاعبني لأن يتعب 
فيغفو بين أحضاني 
ويبقى وجهه القمري 
ينير كلّ أيّامي 

أدهم بصول
الأردن

محمد جميل الخصال بقلم بقلم محمد أبو بكر

{{ محمد جميل الخصال .}} 
••••••••••••••••••••••
رسول الله محمد جميل الخصال.)) 

••••
لم يكن لعانا ولا سبابا ولكنهُ كان للأدب مثال.)) 

••••
كان قرأنا يمشي على الأرض؛؛؛؛؛؛؛ 
 وشافع ومشفع يوم الحساب والعرض؛؛؛؛؛
يوم الفزع والأهوال)) 

••••
هو حبيبنا؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ وقرة عيوننا؛؛؛؛؛؛؛؛ هو نبض قلوبنا؛؛؛؛؛؛؛؛؛ 
هو مُعلم البشرية وزينة الرجال)) 

••••
فما لكم أيها المُلحدُون؛؛؛؛؛؛؛ 
على وجوهكم تهيمون؛؛؛؛؛؛؛؛؛ 
وعليه تتقولون بسفاهةِ وضلال)) 

••••
 ولقد علِمنا أنكم سُفهاء؛؛؛؛؛؛؛ 
تتطاولون على إمام الأنبياء؛؛؛؛؛؛؛ 
 بقولٍ تهتز لهُ الجبال.)) 

••••
حقدٌ دفين في قلوبكم كالبركان يثور؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ 
فموتوا بغيظكم إن الله عليمٌ بذات الصدور؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ 
 وسيظل الرسول بدرا عنكم بعيد المنال)) 

••••
 لكنهُ معنا في طريقنا يُرشدنا؛؛؛؛؛؛؛ 
ومعنا في صلاتنا يُسعدنا؛؛؛؛؛؛؛؛ 
 علمنا بُغض الحرام وحببنا في الحلال )) 

••••
ومعنا في بيوتنا نعمل على نهجهِ؛؛؛؛؛؛؛ 
وقد علمنا أن خيركم خيركم لأهلهِ؛؛؛؛؛؛؛ 
 وهو القدوة لا جدال.)) 

••••
علمنا أن نسامح لمن أساء إلينا؛؛؛؛؛؛؛؛ 
نعم منه قد تعلمنا؛؛؛؛؛؛؛؛ 
لكن لمن أساء إليهِ لن نُسامح هذا مُحال.)) 

••••
فهو رسولنا محمد الكريم؛؛؛؛؛؛؛؛ 
وصفه الله بالخُلقِ العظيم؛؛؛؛؛؛؛ 
واصطفاهُ برسالة الطهر والكمال)) 

••••
فكُبت وجوهكم بما تقولون؛؛؛؛؛؛؛ 
ولكم الويلُ مما تصفون؛؛؛؛؛؛؛؛؛ 
وعلى رقابِكُم الأغلال.)) 

••••
فهو الحبيب نفديهِ بأرواحِنا؛؛؛؛؛؛؛؛ 
وأرواحِنا قليلٌ عليهِ بفدائِنا؛؛؛؛؛؛؛؛ 
لولاهُ ما خُلقت السماواتِ والأرض
  ولا رَسيت الجبال )) 

••••
فاواللهِ ما يزيدنا عدائكم لهُ إلا إيمانا؛؛؛؛؛؛؛ 
وحبا لهُ يملئ الأرض عدلا وسلاما؛؛؛؛؛؛؛ 
وتمسُكا بسُنتهِ وبسُنتهِ يكون الإعتدال.)) 

••••
 نحن نؤمن بكل الرسل و الأنبياء؛؛؛؛؛؛؛؛ 
وأنهم جائوا بوحي من السماء؛؛؛؛؛؛؛؛ 
وهكذا هو ديننا تقديرا لهم وإجلال.)) 

••••
  فهل حسد الحاسدِين؛؛؛؛؛؛؛ 
 وحقد الحاقدِين؛؛؛؛؛؛؛ 
يُنقص البدر عن نورهِ ليلة الكمال.)) 

••••
فهذا رسول الله؛؛؛؛؛؛؛؛ 
خاب وخسر من عاداه؛؛؛؛؛؛؛؛؛ 
محمد جميل الخصال )) 

••••
؛؛؛؛ بقلم محمد أبو بكر؛؛؛؛؛؛

نفحات من الشوق تطرق الذاكرة بقلم زكريا تيت

نفحات من الشوق تطرق الذاكرة 
وتحتلها بأمان 
تفرش حنينها في كل بقعة من 
جسم الإنسان
تطرد الآلام كلها بالحب والدفء 
لتعيش بأطمئنان
تنثر عطرها أن وجدت أو رحلت 
عن المكان 
أثرا طيبا طاهرا لا تخشى الصعاب
عرفت معنى انسان 
تذكر يابن آدم في الدنيا انت
راحل بين لحظه وان 
فترك عبقا طيبا عسى أن تلقى 
محبة الله هي الغفران
بقلمي زكريا تيت

عشق في اواخر الخمسين بقلم عادل هاتف السعدي

عشق في اواخر الخمسين

أقولُ لها عمّاه
وعشقٌ بلا خجلٍ من الستينِ
بات يصفعُنِي
فأمدُ يدي لله 
كلَّ فجرٍ أُناشدهُ
بموتٍ منها يرحمُنِي
أناديه جبّارًا عساهُ يسمعُنِي
ويتوبُ منها ويفهمُنِي
يا عشق أن لي إبنًا 
أردتُ أن أُزوجهُ
عيبًا عليكَ
بماذا تطالبُني
يا عشق لساني 
عاجزٌ ينطق
كيف أقول لهُ
منها يزوجُنِي
********بقلم::-
عادل هاتف السعدي

ليلة وداع بقلم ادريس العمراني

ليلة وداع......

من مقصورة القطار 
لوحت بكل حشمة و وقار
تلاشىت معزوفة الانتظار
راحلة و في حقيبتها
آمالي و أحلامي
تركت في القلب لهيب و نار
تركت آلاما و جراحا
غاب القطار و انسدل الستار
كشمس غطاها السحاب
تركت قلمي اليتيم
يعانق آخر أنفاس الكتابة
و رسائل تحتضر
تظللها; سحابة اليأس و الكآبة
قلم عانى الكثير .....
في أشرعة الشوق فقد التعبير
في ليل بلا سواحل
يصارع النقط و الفواصل
تكويه ألسنة الشموع دون مقابل 
حروف تائهة دون عنوان
عبثت بها ليالي الحرمان
تلفظ أنفاسها الأخيرة
تعانق مرارة الخيبة و الخسران
تعثر المشوار و.خسرت الرهان
طال الغياب و الحلم فيه انتحر
تكسرت القصيدة في ليل بلا قمر
ليلة ودا ع.........
غاب فيها بدر الدجى
صوت الحزن خيم و انتشر
غيوم تناثرت وراء السحر 
و الوصال لم يكتب له قدر.. 
يا قلبي لا تيأس ولاتضجر 
توالت عليك نكبات الهوى
انفض غبار الهزيمة 
و لملم جراحك.......
اسألها من باع الهوى بالفراق
اسألها عن حر الحنين و الأشواق
و كيف عبرت جسر التجافي
في ليل بلا آخر...... 
تركت جرحا يعزف غربة التلاقي
و نار ذاب لها الفؤاد و انكسر
أما أنا.سأعتذر لقلبي
لا أشكو و لا أعاتب
ستبقى بداخلي القصيدة
هي رهينة دمعي 
هي حسرتي و صرختي
هي ضعفي و انتكاستي 
هي محطة عاشق حائر
مسافر مكسور الجبين
ادريس العمراني

حفظ ماء الوجه عند الكرام بقلم عباس كاطع حسون

حفظ ماء الوجه عند الكرام

قال الشَّاعر:
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي
ولم تستحِ فاصنعْ ما تشاءُ

فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ

يعيشُ المرءُ ما استحيا بخيرٍ
ويبقَى العودُ ما بقي اللِّحاءُ

وقال أميَّة بن أبي الصَّلت يمدح ابن جُدْعَان بالحَيَاء:

أأذكرُ حاجتي أم قد كفاني
حياؤُك؟ إنَّ شيمتَك الحَيَاءُ

إذا أثنى عليك المرءُ يومًا
كفاهُ من تعرُّضِك الثَّناءُ

وقال آخر:
إذا قلَّ ماءُ الوجهِ قلَّ حياؤهُ
فلا خيرَ في وجهٍ إذا قلَّ ماؤهُ

حياءَك فاحفظْه عليك فإنَّما
يدلُّ على فضلِ الكريمِ حياؤهُ

وقال آخر:
كريمٌ يغضُّ الطَّرفَ فضلَ حيائِه
ويدنو وأطرافُ الرِّماحِ دواني

وكالسَّيفِ إن لاينته لَانَ متنُه
وحدَّاهُ إن خاشنته خَشِنانِ

وقال العرجي:
إذا حُرِم المرءُ الحَيَاءَ فإنَّه
بكلِّ قبيحٍ كان منه جديرُ

له قِحةٌ في كلِّ شيءٍ، وسرُّه
مباحٌ، وخدناه خنًا وغرورُ

يرى الشَّتم مدحًا والدَّناءة رفعةً
وللسَّمع منه في العظات نفورُ

ووجهُ الحَيَاء مُلبَّسٌ جلدَ رِقَّةٍ
بغيضٌ إليه ما يشينُ كثيرُ

له رغبةٌ في أمرِه وتجرُّدٌ
حليمٌ لدى جهلِ الجهولِ وقورُ

فرجِّ الفتى مادام يحيا فإنَّه
إلى خيرِ حالاتِ المنيبِ يصيرُ

وقال آخر:
ما إن دعاني الهوى لفاحشةٍ
إلَّا نهاني الحَيَاءُ والكَرَمُ

فلا إلى فاحشٍ مددتُ يدي
ولا مَشَتْ بي لريبةٍ قدمُ

و ذكر في (لسان العرب لابن منظور) هذه الحكاية:

كانَ أعرابي يَسكِن بِجوارِ الحَسن بن علي عليهما السلام، وقَد أصابهُ الْفَقْرُ والعوز الشَّدِيد.. 

-فَقَالَتْ لهُ زوجته :
اذهب إلى الحسن فهو كريم أهل البيت ولا يردُ سائلاً ..
- فقال لها :
استحيي من ذلك، فقالت إن لم تذهب أنتَ ذهبتُ أنا ..

- فأجابها بأن سيكتب إليه، وكانَ شاعراً، فكتب للحسن عليه السلام بيتين من الشعرِ قال فيهما :

 لم يبقَ عندي ما يباع ويُشترى 
       يكفيكَ رؤية مظهري عن مخبري .

 إلا بقية ماء وجه صنتُه ُ
       عن أن يباعَ وقد وجدتُكَ مُشتري . 
     
 وأرسلها إلى الحسن بن علي عليهما السلام، فقرأها الحسن وبكى ، وجمع ما عنده من مال وأرسله إليه وكتب له :

 عاجلتنا فأتاكَ عاجل برنا 
               طلاً ولو أمهلتنا لم نقصرِ .

فخذ القليل وكنْ كأنكَ لم تبع 
                 ما صنتَهُ وكأننا لم نشترِ . 
انتهى.
عباس كاطع حسون/العراق