مجلة ضفاف القلوب الثقافية
السبت، 31 أغسطس 2024
الطيف بقلم حسن الابراهيمي
غزة الأسلام بقلم فراس ريسان سلمان العلي
خِــــيفَـــةْ بقلم محمد العزاني آل مذحج
أشتاقكِ بقلم محمد أبو ياصف
أداري حبي بقلم حسن سبتة
آه من بعد وطول مسافات بقلم فلاح مرعي
للكلمة همس بقلم أميره الأعور
و عطري خلفي بقلم عائشة لنور
أدب المتلازمة بقلم ملك أول ( أم شهد)
معاناة شاعر بقلم عبد الصاحب الأميري
ماذا لو بقلم فيروز محمد
الفراق بقلم حربي علي
سأنساك يوما بقلم حسن حوني جابر
لفظُ (لهوة) بقلم محمد جعيجع
سأبقى اكتب لها بقلم أبو خيري العبادي
همسات صادقة بقلم محمد بليق حميدو
هذا هو شكلي بقلم أنور مغنية
كل إللى بعدك بقلم السيد بدر
صرخه ألم بقلم جيجي علي
سجينة العشق بقلم سعاد حبيب مراد
إلى المجاهدين في جنين بقلم عمـ نصـر ـاد
كرم الهوى بقلم محمود علي
يا بحر بقلم محمد سعدان
ويأتيني المساء بقلم كلثوم حويج
إستغفار بقلم عبدالرحمن المساوى
أنا والليل بقلم فؤاد زاديكي
أنا و الليل
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
الليلُ يحكي قصةً
بيني و بينَ العاشقينْ
خمرٌ و شعرٌ ساهرٌ
و الحرفُ مفتونٌ بِلِينْ
عهدُ الصّبايا مُولَعٌ
منهُ التَّصَابي و الدَّفِينْ
عشقٌ, عناقٌ وارفٌ
و النُّورُ نهدٌ كاللُجَينْ
و الصَّمتُ شوقٌ غائبٌ
في القلبِ لا يبدو لِعَينْ
وجهٌ صَبوحٌ ساحرٌ
ثغرٌ تمنّاهُ الحَنِينْ
حيثُ ارتعاشٌ صارِخٌ
عندَ التحامِ الرّاغِبِينْ
بَوحٌ شَفيفٌ هزّنا
و البَوحُ مفتاحُ الأنِينْ.
هذي معاناةُ الهوى
هذي أحاديثٌ تَلِينْ
هذي أمانينا, التي
في بحرِها سرٌّ دَفِينْ
هذي حكاياتٌ لنا
و العمرُ لا يبقى جَنِينْ
الّليلُ يحكي و الهوى
و الّلهوُ يخطُو خُطْوَتَينْ
كم في مذاقٍ لذةٌ
كم في أمانيهِ شُجُونْ.
الّليلُ يحوي جَمْعَنا
في ظلِّهِ ذاكَ الأمِينْ
الّليلُ في أسطورةٍ
عاشتْ لتِهْدِي تائِهِينْ
هذي بَقَايا نشوةٍ
ظلّتْ لعِقْدٍ مِنْ سِنِينْ
فيها خُلُودٌ دائمٌ,
لا لمْ تكنْ يوماً لِحِينْ.
سلوك العقل بقلم فؤاد زاديكي
سُلُوكُ العَقلِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
لِمَا يَجري بهذا الوقتِ مِنْ بؤسٍ و أحزَانِ
و ما في نَزْعةِ الإنسانِ مِنْ شَرٍّ و عُدوَانِ
يَحارُ المَرءُ في فَهْمٍ لِما في طَبْعِ إنسَانِ
نِتاجُ الكُرهِ و الإرهابِ مَعلُومٌ بعُنوَانِ
سبيلُ الموتِ و المأساةِ و الويلاتِ إخوَانِي
لِمَ الأفكارُ في سُوءٍ و في تأجيجِ نِيرَانِ؟
سُؤالٌ قد يُعَرِّيكُم كما بالفِعلِ عَرَّانِي
لماذا يُقْتَلُ الإنسانُ؟ مَنْ في ذلكَ الجَانِي؟
هَلِ المَوروثُ مِنْ فِكرٍ بِدَعوَى وجهِ إيمَانِ؟
أمِ الإنسانُ في فِعلٍ غَدَا اِبنًا لِشَيْطَانِ؟
سؤالٌ سَوفَ أُبْقِيهِ بِلا رَدٍّ لِتبْيَانٍ
و كلٌّ حَسْبَما يَبْغِي على الإيجابِ يَلْقَانِي
جوابٌ ليسَ مَحصُورًا بِرَدٍّ ما لَهُ ثَانِ
رُدُودٌ عِدَّةٌ مِنكم، و هذا وفقَ حسبَانِ
سُلُوكُ العقلِ في مَنْحًى و نَهجٍ نَحْوَ خُسْرَانِ
يُؤدِّي كلُّهُ حَتمًا إلى يأسٍ و حِرْمَانِ.
باقة فكرية من حدائق الحياة بقلم فؤاد زاديكي
باقةٌ فكريّةٌ مِنْ حدائقِ الحياةِ
بقلم فؤاد زاديكى
من خلالِ مُعاناتِنا الحياتيّة و تجاربِنا نستخلصُ عبرًا، و نغتني أفكارًا وعلينا أن نَستفيدَ منها و نُفيدَ الآخرينَ بها لنفس الغاية و الهدف، و اليوم اخترتُ لكم باقةً من أزهار و ورود جنائنِ الحياة ليَضوعَ منها عطرُ الفائدةِ مُنعِشًا الأفكارَ و الأرواحَ.
علّمتني الحياةُ وُجُوبَ البَقاءِ على قَيدِها
الغضبُ بدايةُ الطّريقِ لبلوغِ الحماقةِ، كلاهما بالغُ الخُطورةِ
الوهمُ قِنَاعٌ من صُنعِ البَشرِ
القدرُ كتابُ البشريّةِ المحتومُ
الاِستجابةُ إلى صلواتِنا مَرهونةٌ بِصِدقِنا فيها
نُحَمِّلُ اللهَ أعباءَ كثيرةً نحنُ سبَبُهَا
لا حاجةَ لنا بالحكمةِ، إذا لم تكنْ نَافعةً
الصّبرُ أحدُ وسائلِ اختبارِ مَتانةِ النّفس
السّعادةُ لحظةُ ارتياحٍ داخليّة تُشْعِرُنا بالانسجامِ مع الواقعِ
العَطاءُ حالةُ شعورٍ، نتَخلّى فيها عن أنانيّتنا
السّلامةُ طَفْرةُ أمانٍ في حياةِ البشرِ
خيبةُ الأملِ جرحٌ عميقٌ في شعورِنا الإنسانيّ
الجُرأةُ حَمَاسٌ يحتاجُ لِبَعضِ التَّحفيزِ
الصّداقةُ اِمتحانٌ يجتازُهُ بنجاحٍ مَنْ كانَ أمينًا
مهما تَعَدَّدتْ دَوَاعي الصّمتِ, فلا يجبُ أنْ يكونَ الخوفُ أحدَها
الماضي صفحةٌ مطويّة مَنسيّة, و الحاضِرُ تَفاعلٌ مُعاشٌ بينما المُستقبلُ هُوَ الأكثَرُ غُمُوضًا
الإخلاصُ فضيلةٌ, أمّا الإخلاصُ الأعمَى فغباءٌ
إذا لم يُثِرِ الأدبُ أيّةَ جدليّةٍ بالحياةِ, فعُقمُهُ لن يكونَ مُجدِيًا
الحقيقةُ العاريَةُ ليستْ بحاجةِ رِداءٍ, فَهِي فَخُورةٌ بِعُرْيِهَا.
الطلاق النفسي بقلم فؤاد زاديكي
الطّلاق النّفسي
بقلم: فؤاد زاديكى
نعيشُ في هذهِ الحياةِ كبشرٍ, و لكلٍّ منّا طُموحاتٌ و أهدافٌ يسعى جاهدًا إلى تحقيقِها. فَمِنَها ما هو على الصّعيدِ الشّخصيِّ و منها ما هو على الصّعيد العائليّ و منها ما يتجاوزُ ذلكَ إلى ما هو أوسع بحيث يكونُ على صعيدِ المجتمعِ أو الوطنِ. ففي مرحلةِ المراهقةِ, و التي هي من أهمّ المراحلِ دقةً و حساسيةً في حياتنا. تكونُ لدينا رؤية لواقعِ الحياةِ الاجتماعيّة قد تختلفُ من شخص لآخر,وعلى العمومِ تكونُ في إطارِها النّظريِّ, غيرِ التّطبيقيِّ.
في مرحلةِ البُلوغِ يسعى كلّ شابٍّ و فتاةٍ إلى البحثِ عن شريكٍ يُمكنُ أنْ يُمضي معه رحلةَ الحياةِ الزوجيّةِ المُشتَرَكَةِ, و بالطّبعِ قد يحصلُ التّوافقُ والتوفيقُ أو عدمُ التّوافقِ و بالتّالي يكونُ في ذلكَ الفشلُ. لكنْ في النّهايةِ ستكونُ النّتيجةُ الحتميّةُ هي قناعتُنا النظريّةُ بشخصٍ نتوقّعُ أن يكون هو الشخص المناسب, الذي وقعَ عليهِ اختيارُنا لِيُكْمِلَ معنا رحلةَ الحياةِ الزوجيّةِ.
مِنَ المنطقي و البديهيّ أيضًا, أن يكونَ هناك بعضُ الاختلافِ بين الطّرفينِ, خاصّة عندما يكون كلٌّ منهما من بيئةٍ مختلفةٍ أو من واقعٍ غير ما هو عليه الطّرفُ الآخرُ و هذا يكون نابعًا من تربيةِ هذا الشّخصِ و مستواه الثقافيّ أو تَحصيلِهِ التّعليميّ الخ... كلُّ هذه العواملِ التي لا نراها في بدايةِ الحياةِ الزّوجيّةِ قد تكونُ ذاتَ أهمّيةٍ في ما يلي, إذ نرى أنّها تنعكسُ على حياتِنا بإيجابيّةٍ أو بسلبيّةٍ لأسبابٍ كثيرةٍ قد تلعبُ دورًا في فشلِ الحياةِ الزّوجيّةِ أو في نَجاحِها.
لا يَجِبُ أنْ نَتَّخِذَ مواقفَ مُسبَقَةً من فشلِ بعضِ حالاتِ الزّواجِ لدى آخرين فلكلّ شخصٍ طريقةُ تفكيرِه و أسلوبُهُ بِالتّعاملِ مع مواقفِ الحياةِ الصّعبةِ و ما قد يعترضُ الحياةَ الزّوجيّةَ من بعضِ الخِلافاتِ و المَشاكلِ و التي تكونُ أسبابُها كثيرةً و مختلفةً, منها الفوارقُ الاجتماعيّةُ, التي قد تقفُ عائقًا في طريقِ التّفاهمِ و حُصُولِ الانسجامِ, و منها انعدامُ أو تراجعُ الاهتمامِ بشريكِ الحياةِ و هذا سَيَخلقُ حالةٌ مِنَ الشّعورِ بعدمِ الارتياحِ لدى الشّريك, مِمّا يَتَسبّبُ في تَعميقِ الهُوَّةِ التي يحصلُ مِنْ خلالِها الطّلاقُ النَّفسيُّ و أنا سَأُسَمِّيهِ بالطّلاقِ العاطِفِيِّ. أمَّا تعريفُ الطّلاقِ النّفسيِّ, فَيُمْكِنُ القولُ إنّهُ وصولُ الحياةِ الزوجيّةِ إلى حالةِ انسدادِ الأُفقِ, فَلا حياةً عاطفيّةً بل بُرودًا, و لا مَحبّةً أو اهتمامًا بل جُمُودًا و انكماشًا و شعورًا بالغُبنِ و القلقِ و الخوفِ, و مع كلِّ هذا فإنّ الزوجين يُبقيان على علاقتِهما أمامَ النّاسِ على أنّها بخيرٍ وهيَ على أفضلِ ما يكونُ, أي مِمّا يُمْكِنُ تَسْمِيتُه بِالبرستيج (البرستيج هي كلمة تُعبّر عن الإطارِ الاجتماعيِّ الذي يضعُ الشّخصُ نفسَهُ فيه، وما يتعلّقُ بذلك من أمورٍ تناسِبُ الوضعَ الاجتماعيَّ الذي حدّدَهُ هذا الشّخصُ لنفسِه أمامَ الآخرين، و يدخلُ في البرستيجِ عواملُ كثيرةٌ، مثل: المظهرُ والمكانةُ الاجتماعيّةُ، والعملُ ومكانُ السّكنِ، و قد يعتقدُ البعضُ أنَّ كلمةَ البرستيجِ لها دلالاتٌ أخرى، كالتكبّرِ والتّعالي على الآخرين، وهو استخدامٌ غيرُ صحيحٍ لهذه الكلمةِ، ومِنَ الجديرِ بالذِّكرِ أنّ أصلَ كلمةِ البرستيجِ غيرُ عربيٍّ ولكنّها كلمةٌ أجنبيّةٌ تحملُ معنى الوضعِ أو الهيئةِ أو المنظرِ والمقصودُ بهِ الشّكلُ العامُّ أمامَ النّاسِ في الوسطِ الاجتماعيِّ أو السياسيِّ ويكونُ الشّخصُ هو الذي يُحَدِّدُ برستيجَهُ أمامَ النّاسِ ) كي يتجنّبَا كلامَ النّاسِ لعدمِ الشَماتَةِ بهما أو الحديث عنهما بشكلٍ فاضحٍ أو بالتشفّي الخ... أي يستمرُّ الزّواجُ بدونِ قناعةٍ أو محبّةٍ أو تفاهمٍ من الطّرفين فقط لإرضاءِ المجتمعِ و النّاسِ والظّهورِ أمامهم بالمظهرِ الحَسَنِ و المقبُولِ, بينما هو مَنْخُورٌ من الدّاخلِ بالفشلِ الأكيدِ. كما أنّ الشِّجارَ الدّائمَ بسببٍ أو بغيرِ سببٍ هو الآخرُ يدفعُ إلى حالةِ الطّلاق النّفسي (العاطِفِيّ) إذْ لا يُمْكِنُ أنْ يعيشَ الزّوجانِ في وسطٍ مَشحُونٍ طوالَ الوقتِ فقد ينفجرُ هذا الوضعُ في أيِّ وقتٍ و لحظةٍ مِمّا سَيُؤدّي إلى ما لا تُحْمَدُ عُقباهُ, و قد تحصلُ حالاتُ قتلٍ كما سَمِعنا و رأينا في مجتمعاتٍ كثيرةٍ. لكنْ برأيي أنّ المللَ عندما يدخلُ على الحياةِ الزوجيّةِ يكونُ الأكثرَ خطورةً مِنْ جميعِ الأسبابِ,فَهوَ سَيَقلبُ كلَّ المعاييرِ و الموازينِ ومِنْ نتائجِهِ البرودُ الجنسيُّ و العاطفيُّ بين الزّوجينِ و مِنْ ثُمَّ الشُّعورُ بالتّنافُرِ و النُّفورِ و قد يدفعُ هذا أحدَ الشّريكينِ إلى البحثِ عن علاقةٍ عابرةٍ كي يتخلّصَ مِنْ واقعِ هذا المللِ المُمِلِّ, الذي ينزعُ كلَّ مشاعرِ البهجةِ و الفرحِ و الاستمتاعِ في الحياةِ الزوجيّةِ لِيَقضِي عليها كلِّها. و قد تلعبُ بعضُ حالاتِ المرضِ أو التقدّمُ في السِّنِّ دورًا في خَلْقِ هذا الشّعورِ, إلّا أنّ هذا السّببَ لا يجبُ أنْ يحصلَ في الحياة الزّوجيّةِ, فكلُّ البشرِ سيمرّونَ بهذا العمرِ و لطالما الحياةُ الزوجيّةُ هي عهدٌ على تحمّلِ الحُلوةِ و المُرّةِ معًا, فلا يجبُ أنْ يقعَ أحدُهما في هذا الشِّركِ المدعوّ التقدّمُ في العمرِ أوِ المرضُ, فكلُّ النّاسِ عرضةٌ للمرضِ و لو أّنّ كلَّ شريكٍ تخلّى عن شريكِه بسببِ المرضِ لَمَا بَقِيَ زوجانِ في هذه الحياة معًا على الإطلاق. إنّه من قلّةِ الوفاءِ و كذلك البحثِ عن أسهلِ طريقٍ للهروبِ من المسؤوليّةِ الإنسانيّةِ, التي من المفروضِ أنْ تَربطَ الزّوجينِ معًا رباطًا أبديًّا لا انفصامَ فيهِ.
يجبُ ألّا ننسى أنّ فقدانَ الثّقةِ بالآخر هو أيضًا واحدٌ من هذه الأسبابِ التي تؤدي إلى الطلاق العاطفي, أيْ تنافرِ العاطفةِ تجاهَ الآخر.
الطلاق العاطفي (النّفسي) هو حالةُ الزّواجِ لزوجينِ يعيشُ كلٌّ منهما في زاويةٍ داخلَ البيتِ الواحدِ بعيدًا عن الآخر بمشاعرِه و اهتماماتِه و ميولِه. فهو حالةُ طلاقٍ فعليّةٍ, لكنْ بالبقاءِ تحتَ سقفٍ واحدٍ تجنُّبًا لنظرةِ و حكمِ المجتمعِ و النّاسِ لهم و خوفًا من انتشارِ خبرِ انفصالِهما و برأيي الشّخصيّ أنّ هذا نوعٌ من الضّحكِ على النّفسِ, لأنّها حالةُ عيشٍ في أزمةٍ دائمة و حقيقيّةٍ لها انعكاساتٌ نفسيّةٌ خطيرةٌ قد تؤدّي إلى أمراضٍ نفسيّةٍ و جسديّةٍ.
أعتقد و بحكم العقلِ و المنطقِ و التّجربةِ أنّه لا تُوجدُ مشكلةٌ بين الزّوجينِ لا يُمكِنُ حلُّها خاصّة عندما تتوفّرُ النيّةُ الحَسَنةُ و الرَّغبة الأكيدةُ الصّادقةُ و المسعى الجادّ, دونَ اللجوءِ إلى الهروبِ لِتَفَادي المشكلةِ ظَنًّا منهُ بأنّ الهروبَ سيُساعدُ على حلِّ المشاكلِ, فهو بالعكسِ يؤزِّمُها أكثرَ.
بعدما استَعرْضنَا لمفهومِ و معنى حالةِ الطّلاقِ النّفسيِّ (العاطِفِيِّ) و عن أكثرِ الأسبابِ, التي تخلقُ هذهِ الحالةَ مِن العلاقةِ بينَ الزّوجينِ, فَمِنَ الضّروريّ أن نتطرّقَ إلى أهمِّ و أنجعِ الحلولِ لهذه الحالةِ, عِلمًا أنّني ومن خلال العرضِ عَرَضْتُ لبعضِ الخطواتِ, التي يمكن أنْ تُساعِدَ في عدمِ وقوعِ هذا الطّلاقِ, إنّ لغةَ الحِوَارِ هيَ أفضلُ وسيلةٍ لتلافي هذا الأمر لأنّها لغة تعملُ على تقارُبِ الأفكارِ, التي قد تكونُ متباينةً و ربّما متناقضةً في بعضِ الأحيانِ, لهذا من المنطقِ السّليم أن يتمَّ التّحاورُ بعيدًا عن أيّ تشنّجٍ أو تعصّبٍ أو تمسّكٍ بالرأي الواحدِ, فقد يكون كلاهما على خطأٍ أو على صوابٍ, لكنّهما يفكّران بطرقٍ مختلفةٍ و يتصرّفانِ على هذا النّحوِ, فكلُّ مسعًى للحوارِ سيكونُ نافِعًا بكلِّ تأكيدٍ. عندما تكونُ هناك صعوبات مادّيّةٍ بما فيها مصاريفُ البيتِ و الأولادِ, بالنّظرِ إلى الغلاءِ الفاحشِ في أسعارِ معظمِ الموادّ الغذائيّةِ أو الحاجيّات الضّروريّة, و هذا يفعلُ فعلًا سلبيًّا على واقع البيت و من ثمَّ ينعكسُ على العلاقةِ لذا يجبُ أنْ يتصرّف الزّوجان بحكمةٍ فلا ينبغي أن يتغلّبَ المصروفُ على المردودِ, و سوفَ أذكرُ حالةً من حياتنا الشّخصيّةِ كعائلة, فعندما تزّوجتُ من عائلتي, كان كلانا يعملُ كمعلّم مدرسةٍ و كانَ راتبُ المعلّم في تلك الأيّام (نهاية سبعينيّات و بداية ثمانينيّاتِ القرنِ الماضي) لا يكفي, و كنتُ إلى جانب ذلك أقوم بإعطاء بعض الدّروس الخاصّة باللغة العربيّةِ لتلاميذِ و طلّاب من أجل الحصولِ على مدخولٍ إضافيٍّ, لهذا كنّا نشتري كيلوين من اللحمِ و نقوم بتوزيعِهِ على أيّام الشّهرِ كي يكفينا, و هذا لم يكنْ مُعِيبًا, لأنّ المسيحَ قال: "ليس بالخبزِ وحدهُ يحيا الإنسانُ" و كذلك من جوانب أخرى كثيرة كنّا نحاولُ خلقَ توازُنٍ بين راتبينا كمردودٍ شهريٍّ و بينَ ما يُمكنُ أن نُنفقَهُ على مصروفِ البيت, و قد استغنينا عن كماليّات الحياة و أحيانًا عن بعضِ الضروريّاتِ, و نشكرُ الربَّ أنّنا استطعنا بناءَ بيتٍ, دون اللجوءِ إلى استدانة, و أقصدُ من هذا أنّ الزّوج و الزّوجةَ يستطيعانِ قهرَ الكثيرِ مِنَ المشاكلِ عندما يتعاونانِ معَ بعضِهما البعضِ بصدقٍ و ثقةٍ و محبّةٍ.
لا ينبغي كتمُ المشاعرِ بل يُفضّلُ أن يعبّرَ كلُّ شخصٍ عن مشاعرِه دونَ أنْ يتعرّضَ لنقدٍ مِنْ الشّريكِ, أو أيِّ شُعُورٍ بالخجلِ, و هذا أمرٌ ضروريّ كي تبقى العلاقةُ في مسارِها الصّحيحِ, و من الجميلِ أن لا يسعى أيّ طرفٍ إلى توجيهِ النّقدِ المستمرّ بداعٍ أو بدونِ داعٍ فهذا يخلقُ لدى الشّخص الآخر حالةً من الغيظ و عدم الرّضى و بالتّالي التّشنّجِ, و من المفضّل تركيزُ كلٍّ منهما على إيجابيّاتِ الآخرِ, و هذا يخلقُ شعورًا جميلًا بالرّاحة و السعادةِ و الاطمئنانِ لدى الطّرفينِ.
في مجتمعاتِنا العربيّةِ و الإسلاميّةِ تتعرّضُ المرأة لكثيرٍ من الإهانةِ و التّحقيرِ أو التّقليلِ من شأنِها كمخلوقٍ لكونِها أنثى في مجتمعٍ تغلبُ عليهِ فكرةُ سيطرة الذكورة, فللرّجلِ الحقُّ في هذا و ذاك, بينما المرأة لا, لأنّها امرأة, هذه المعادلةُ تخلقُ شرخًا نفسيًّا عميقًا في مشاعرِ المرأة, مِمّا يدفعُها إلى الوقوعِ في حالةِ شحنةٍ قابلةٍ للانفجارِ. يجبُ أنْ تكونَ هناكَ مساواةٌ كاملةٌ بين الرّجلِ و المرأةِ, دونَ أيّ نُقصانٍ, أو تقليلِ مِنْ أهمّيةِ المرأة في حياةِ الأسرةِ, فهي نصفُ المجتمعِ بينما تقوم بتربيةِ النّصفِ الآخر منَ المجتمعِ, فمتى كانتِ المرأةُ لا تتمتّع بحرّيّة كافيةٍ أو هيَ ناقصة مِنْ أيّةِ ناحيةٍ, فهي ستكونُ عاجزةً عن التّربيةِ السّليمةِ, و الرّجالُ الذين سيكونون من نِتاجِ تربيتها, سيكونُ فيهمُ النّقصُ و العيبُ, إنّ أكثرَ ما يحصلُ من حالاتِ الطّلاقِ النّفسيِّ هو في مجتمعاتنا الذّكوريّة, التي لا تمنحُ المرأة مكانتها و لا تُعطيها ما تستحقُّهُ من احترامٍ و تقديرٍ ولا حتّى فرصةَ التّجريبِ, يجبُ الإيمانُ بفكرةِ أنّها كفؤٌ للرّجلِ و ليستْ بأقلّ منهُ في أيّ أمرٍ أو شأنٍ, و آنَ لنا أنْ نفهمَ هذا و نَعيهِ و ننظرَ إلى المرأةِ كما في المجتمعات الأخرى على أنّها إنسانٌ. كيفَ قادتْ و اخترعتْ بجدارةٍ و تفوّق, أنديرة غاندي, مارغريت تاتشر, أنجيلا ميركل, ماري كوري والزّبّاء و كليوباترة و سمير أميس و غيرهنّ و اللائحةُ تَطُولُ. فالمرأةُ قادرةٌ على تحقيقِ النّجاحاتِ, و قادرةٌ على تغييرِ المجتمعاتِ, و حكمِها و القضاءِ فيها, و مَن يقولُ إنّها خُلِقَتْ للبيتِ و لمتعةِ الرّجلِ كدميةٍ أو ماكنةِ تفريخٍ لإنجابِ الأطفالِ فقط, فعليهِ أن يَدْفنَ نفسَهُ في أقربِ مزبلةٍ, لأنّ مثل هذا الفكرِ هو سبَبُ تخلّفِ و تراجُعِ مجتمعاتِنا العربيّةِ و الإسلاميّة و عدم تطوّرِها و تقدّمِها, وما تَهميشُ المرأة بهذا الشّكلِ سوى أحدِ أسبابِ هذا الطّلاقِ النّفسيّ, فلا يجبُ فصلُ الأمُورِ عنْ بعضِها, كيفما يحلُو لَنا, هناكَ واقعٌ و صوتُ الواقعِ أصدقُ إنباءً مِنْ غيرِهِ.
كرامة الإنسان بقلم فؤاد زاديكي
كرامةُ الإنسانِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
مَنْ يَدوسُ النّاسَ في طَيشٍ و تِيْهِ ... فَهْوَ بِالتَّأكيدِ مُنْدَاسٌ عَلَيْهِ
إنّهُ إقرارُ أحكامٍ تَوَالَتْ ... حُكْمُ إحقاقٍ على هذا السَّفِيْهِ
اِحتِرَامُ النّاسِ مَفهُومٌ جَميلٌ ... مَنْ تَعَدَّاهُ بِلا فَهْمٍ نَبِيْهِ
رُبَّما يَنْسَى معَ القاضي بِحُكْمٍ ... أصْلَهُ مِنْ أمِّهِ أو مِنْ أبِيْهِ
ليسَ بالمعقولِ دَوسُ النّاسِ ظُلمًا ... و احتِقارًا, سَوفَ يَلْقَى مَنْ يُرِيْهِ
وَزْنَهُ, مِقدارَهُ, أو مُستَوَاهُ ... ليسَ تَقديرٌ لِمَا قد يَدَّعِيْهِ
بَاطِلٌ بُطلانَ وهمٍ ليسَ إلَّا ... ما لَهُ مِنْ مُسْتَجِدّاتٍ تَقِيْهِ
سوفَ لنْ يَبقى على مَبْنَى غُرُورٍ ... ساقِطٌ و الأمرُ هذا بِالبَدِيْهِي
اِحتِرامُ النّاسِ وَعْيٌ في نُضُوجٍ ... ثمَّ بالإحساسِ روحٌ يَحْتَوِيْهِ
حُرْمَةُ الإنسانِ ليسَتْ لِانتِهَاكٍ ... أو تَعَدٍّ أو تَمَادٍ أو شَبِيْهِ
إنّها كُلُّ احتِرَامٍ دونَ شَكٍّ ... جِئتُ مَنْ في غَفْلَةٍ حتَّى أُرِيْهِ
كيفَ أنّ اللهَ لم يخلقْ حياةً ... لِانْتِهَاكٍ أو لِمَا مِنْهُ و فِيْهِ
قُمْ بِإكرامٍ و تَقدِيرٍ جميلٍ ... لا بِدَوْسِ النّاسِ في طَيْشٍ و تِيْهِ
الإخفاق الواضح بقلم فؤاد زاديكي
الإخفاقُ الواضِحُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
فَقَدْنَا كُلَّ إحساسٍ بِمُتْعَةْ .... وقد ساءتْ مَعَ الأيّامِ سُمْعَةْ
خَسِرْنَا منطِقَ العقلِ ابتدَاءً ... فَوَلَّى عَقلُنا مِنْ غَيرِ رَجْعَةْ
ظَنَنَّا أنّنا نَحيَا بِوَضْعٍ ... بِهِ أحوالُنَا تَزْدَادُ رِفْعَةْ
ولكنْ وَهمُنَا ما جاءَ هذا ... لأنّ الجهلَ مُزْدَانٌ بِرُقْعَةْ
يَعِيشُ العَجْزُ و الإفلاسُ فينَا ... و عِلَّاتٌ مَعَ التَّعْدَادِ سَبْعَةْ
هُوَ الإخفاقُ في أجلَى وُضُوحٍ ... نُعَاني مِنْ سُقُوطٍ ثمَّ وَقْعَةْ
وَما إحساسُنا في كلِّ هذا ... خَجُولٌ, لَيتَهُ يُمْنَى بِصَفْعَةْ
أضَعْنَا فَهْمَنَا, غِبْنَا طَويلًا ... عَنِ الرُّشدِ, الذي ما مِنْهُ دَفْعَةْ
عَجِزْنَا مِنْ سَخَافاتِ اِدَّعاءٍ ... بِأنَّا لاِنتصارٍ جاءَ قُرْعَةْ
لَنَا في عُمْرِنَا و الدَّهرُ يَحكِي ... تَرَدِّي اِنْكِسارٍ جاءَ لَذْعَةْ
فَهَلْ في واقِعِ الأحوالِ هذي ... تَرَى يا صاحِبَ الأوهامِ مُتْعَةْ؟
حَصَدْنَا ما زَرَعْنَا مِنْ بُذُورٍ ... هَشيمًا فاسِدًا, أضحَى كَبِدْعَةْ
تَغَنَّينَا بِها جَهلًا لأنّا ... فَقَدْنَا الوَعْيَ ما عِزٌّ و رِفْعَةْ.
بين زهد الناسك وسعة عيش المالك بقلم فؤاد زاديكي
بينَ زُهدِ النّاسِك و سِعَةِ عيشِ المَالِكْ
بقلم/ فؤاد زاديكى
كان النُّسّاكُ والرُّهبانُ المُتعبِّدونْ
عنْ كُلِّ مُغْرَياتِ الدّنيا يبْتَعِدونْ
وإلى البساطةِ والتّقشّف والزُّهدِ يَلجؤونْ
ومنْ أجل تطويعِ الجسد الخبزَ النّاشِفَ يأكُلونْ
يعيشون في عُزْلَةٍ مع الرّوح, فما كانُوا يَظهَرونْ
إذ هم في قلاليهم وصوامعهم في خُشوعٍ يَسْكنُونْ
بكلِّ ما يجري من أمور الدّنيا لا يَأبَهُونْ
فهم بليلِهِم ونهارِهم بكلِّ صبرٍ وجَلَدٍ يُجَاهدُونْ
فَشَتّانَ ما بينهم وبين رجالِ الدّين في هذه الأزمان, الذينَ يَتباهُونْ
وبسيّاراتهم الفارِهةِ منْ آخرِ مُوديل وطرازٍ يَتفاخَرونْ
وللصُّلبانِ الذَهبيّة الثّقيلةِ على صُدورِهمْ يُظْهِرونْ
وهي كافيةٌ لِإشباعِ عشراتِ العائلاتِ, أبناؤها جُوعًا يتضَوّرونْ
إنّهم بعقدةِ الغرورِ والتّباهي مُصابُونْ
وبِتَعالٍ وتَكَبُّرٍ على المؤمنين مُتّأمَّرونْ
على شاشاتِ التّلفزةِ ووسائلِ الإعلام يَتَهَافَتُونْ.
مِنْهُمْ مَنْ يَكيدُ المؤامراتْ ويُلْصِقُ الاتّهاماتْ
ومِنْهُمْ مَنْ يَهْتَمُّ بالمالِ وجَمْعِ الثّرَواتْ
مِنْهُمْ مَنْ يعملُ لصالحِ عشيرتِه والأقرباءِ مِنَ العائِلاتْ
ومِنْهُمْ مَنْ يَسْعَى لإرضاءِ الزّعماءِ والحكوماتْ
وهو يُنافِقُ ويعملُ بِخلافِ ما تقولُهُ الآياتْ.
لقد أصبحَ الالتزامُ بِالدّينِ شَكْلًا دونَ المَضمونْ
لهذا لمْ يَعُدِ المؤمنُ في وَضعٍ مأمونْ
لمْ يَعُدْ صالِحًا في هذه الأيّام تَوَجّهُ الرّاعِي
يُدرِكُ هذا وبوضوحٍ تامٍّ المُراقبُ الواعِي
أرى لِمَا جئتُ بهِ اليومَ أكثرَ مِنْ دَاعِ
إنْ لم أقُلْ: هناكَ جملةٌ مِنْ دَوَاعِ
قطف الرحيق بقلم سعاد حبيب مراد
سيدة الأبجدية
سعاد حبيب مراد
قطف الرحيق
طبيعة بجمال الورود
الناظر ينظر ويتمتع
الفراشات ترفرف فرحة
جمال ألوانها يشرق
تحط على الأزهار
رحيقها طعم تتذوقه
تلهو
تفرح
تتراقص
النحل يبدأ بالعمل
يرفرف لبرودة عسلٍ
غذاءه للبشر
الأشواك تُكسَرٍ
طعم بالمذاق يُنسيك
الضجرُ
تَمتَع فتحلو الحياة
بحكايات صنعِ العسل
سرٍ أعطاه الخالقُ
تحَيَّر علماء الوطن
خلية بمملكة الحب تعيش
ملكةٌ حراسها بلا ملل
جنود بالأدوار للعمل
كلما يقطف رحيق
تتغنى الأجنحة برفرفات
أنشودة لعشقِ النحلِ
ورودٍ
ألوانها تُزيغ البصر ُ
تنعم أيها الإنسان
فإن خالقك
وهبك النعم
فتنعم واحمي
الجسد
لوم العتاب بقلم محمد السيد السعيد يقطين
لوم العتاب
منها إليّ
والقلب ذاب
من لهفتي
يا ويلتي
أدمنتها
كانت هنا
حطمتها
وظنوني أني قتلتها
فوق السحاب
بحر الغمام
قطعت نفسي لأجلها
لتعود روحي لعهدها
ودموع عيني كلها
لو زار قلبي طيفها
أين التي أحببتها
بالأمس كانت خلتي
سرقت فؤادي ومهجتي
تركتني وحدي بدنياي
وأبدلتني عذابا بجنتي
أحبها
وتلومني
بقلمي محمد السيد السعيد يقطين .مصر
باسمة الأريج بقلم إدريس البوكيلي الحسني
باسمة الأريج
انطلقي يا باسمة الأريج
ويا أريجا بثغر من رحيق
انثري عبيرك ونداك في روحي
واجعليها أنفاسا تسري في عروقي
تشفي ببركاتك وبلسمك جروحي
حوليها أنهارا تروي عطشي..
حرماني.. وجفافي
شلالا دافقا تغتسل من نوره أنفاسي
تتفتح به مسامي زهورا في كل الأماسي
ارفعيها شعارا من فل وياسمين
يبعد عني الأسى والأنين
ذكريني بآااهات الفردوس والحنين
رتلي بثغرك أهازيج الحب والصفاء
واروي كيف رقصنا على أنغام الوفاء
ولا تذكريني بلحظ البعاد القليل
فانا مغرم بماضينا الجميل
لا تذكريني وأنا وسط ليلي البهيم
وحيدا يقتلني الليل الطويل
فهل تظنين أن أماسينا لا تعنيني؟!!
قولي للأنام أنت مناي وقريني
أنت فجري الآتي..
أنت خيري في الأرض ونباتي..
أنت الزهور.. والطيور.. والشريان.. أنت البحر بخيراته ..
والشعر بخياله..
والغرض بغزله وهيامه..
انت وردة الحب السرمدي..
والغرام الذي لا ينتهي...
إدريس البوكيلي الحسني
المغرب
الصمت يكفي بقلم سليمان كامل
الصمت يكفي
بقلم // سليمان كامل
*******************
قولي أو
لاتقولي أحبكَ
فهمسكِ
بالحب يكفي
إني عشقتك
بلا شرط
فصدى نبضكِ
للقلب يُشفي
كم على
أهدابك
نظرتي تهيم
وتغفي
أتلمسها
أتتبعها
أغوص فيها
ولو ألقى حتفي
فما أنا إلا
نبضة جائعة
وعطشى لحبك
إن لبيتها تدفي
أنا بين يديك
طفل
تائه
ألوذ بحرفي
لعلي ألقاك
لعلي أشتم
عبيرك من مداد
العطر بالطرف
أنا السؤال
وأنا الإجابة
وإن لم تقولي
فالحب شغفي
قرأتها بعينيك
بلمسة من يديك
وبظلك الذي
يبدي ويخفي
ومن لحن صوتك
إن فاض عذوبة
حين يبدأني
الحديث وينفي
قوليها
أو لا تقوليها
أحبكِ
فالصمت يكفي
*******************
سليمان كامل
الأربعاء
2024/8/28
أمطرني صمتك يا امرأة بقلم هيثم بكري
أمطرني صمتك ياامرأة
أجمل أفكاري
وأزهرت الكلمات
على شفتي
في الحب أعذب
أشعاري
و اغتسلت حروفي
بطهر همساتك
وسالت
على السطور في هواك
أنهاري
وفي عينيك تاهت
مراكبي وسفني
و في عينيك إلتقت
أقداري
ياللتضاد في أقداري
ضياع ولقاء
وليل طويل هو نهاري
يا سفينة اﻷقدار
أينما تشائين خذيني
فالجنة في هواها
تتلظى بناري
المحامي هيثم بكري
أفق بقلم حافظ القاضي
. أفقٌ جميل (رباعيات)
أفقُ جميلُ گُلٌ ، يُراوِد حلْمهُ ،
وَ يعِيشهُ فِيْ ، ملعبِ الأقدار .
حلمُ يدافع كُلّ ، لحظَ بلحظه،
وَ گواثِقٍ ، ذا الفارِسِ المِغوَار .
هَذا يقاوِم يومَ ، عسر يصِيبه ،
بِهزائِمٍ لَو ، يُعلِيَ الأسوار ،
زيحَ الشِواكِ يفِيد،سهلَ طرِيقِهِ ،
و يُضِيئهَا لَو ، أُطفِئَت أنوَار .
كُلّ لِيزرعَ بَاقَ ، ورد بقلبِهِ ،
بِشميلَةٍ و لينتقِيْ ، الأخيار .
وبِذِيْ المحبة ذي، طيور بِسربِهِ ،
لِسلَامِهِم ، فليُكمِل المشوار .
أحداثَ تُروَىْ ذا ، لِجِيل يعيبه ،
شٍحّ التجاربِ ، لَيلةَ الإعصار .
نكُن المِثالَ مِن ، أمور تخِيبِه ،
لِنحِيدهُ مِن ، كِلفةِ الأضرار .
د. المهندس حافظ القاضي /لبنان.
اشتياق بقلم مارينا أراكيليان أرابيان
أشتياق
أُبدي التجاهلَ والفؤادُ عليلُ
والنومُ في ألمِ الفِراقِ قليلُ
لو تعلم الدُنيا بألام الهوى
لبَكَت عليَّ حمائمٌ وخميلُ
واظْلمّتْ الدُنيا نهارا وأنزوى
بدرٌ وغار النجمُ وهو قتيلُ
الصبرُ مات مُرمَلاً بِدمائهِ
والدمعُ في جَزعِ الفِراقِ جميلُ
يأتي عليَّ الليلُ وجها شاحبًا
والعينُ من كُثرِ الدُموعِ أفولُ
فتسافر الأفكار مثل نوارسٍ
نحو الحبيبِ وما هناكَ وصولُ
هل أنه مثلي يعيشُ بعالمٍ
من ذكرياتٍ والغرامُ ذبولُ
وهمٌ، خيالٌ، هل هناك نهايةٌ
للبُعدِ كي يتحَققَ المأمولُ
ياربُّ حننْ قلبَ من أحببتهُ
فالعمرُ من دونِ الهوى مقتولُ
بقلمي
مارينا أراكيليان أرابيان
Marina Arakelian Arabian
النحلة و الزهرة ٤٧ بقلم إبراهيم العمر
النحلة والزهرة - ٤٧
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفني النحلة عمرها القصير
تتنّقل في البراري والبساتين,
تلثم ثغر الزهور,
لا ترضى مكانا غير جبين الجبل
وصدر السهول,
لا تكلّ ولا تستريح
لتجني خلاصة الثغور,
لا تتذمّر ولا تستاء
لتجمع الدواء الشافي لكل داء,
وتصنع الأمل ليائسين
لا تعرفهم ولا تربطها بهم أيّة صلة,
قد يكونون من الناس الذين يكرهون النحل,
لسعة صغيرة تنهي حياة النحلة
ورغم ذلك فهي لا تتردد
في لسع من يقترب من الإكسير
الذي تمنحه دون مقابل.
أمثولة رائعة في التضحية والحب والعطاء,
عاشقة صغيرة بحجم النحلة,
عشيقة برية بحجم الزهرة,
كيف ولدت تلك العلاقة الحميمة بينهما؟
ما هو سر تلك اللثمة بين غريبين
يلتقيان بلمحة ويفترقان بلمحة؟.
تمضي الزهرة حياتها في الإنتظار,
وحياة النحلة لحظات تنّقل وعبور,
من زهرة الى زهرة,
لحظة لقاء لزهرة في كامل الجمال والأناقة والنضوج,
لمسة بين الثغور وينتهي اللقاء,
تنتهي القصة,
تنتهي حياة الزهرة,
وتنتهي حياة النحلة.
هل من الممكن أن يعيش النحل في بيئة ليس فيها زهور؟
هل من الممكن للزهور أن تنبت وتتكاثر وتنضج
تفوح بالعطر وتعبق بالعبير
دون تلك اللمسات السحرية
من تلك النحلات البرّية؟
ترى هل هناك, بين أبناء البشر,
من يحتذي بالنحل والزهر؟
هل هناك, من أبناء آدم وحواء,
من يمتلك تلك المقدرة
على التضحية والحب والعطاء؟.
إذا كانت المشاعر حقيقية
الكلمات سوف تكون صادقة,
وستقصد الخطوات الطريق الصحيح,
ستصل الى القلب
مثلما تصل النحلة الى الزهرة,
إذا كانت المشاعر حقيقية
العلاقات سوف ترتدي من خيوط النور,
ستتقيّد بالأنظمة والشرائع والقوانين,
سيعمّ الخير على العالمين,
سيتقلّص حجم المعاجم والقواميس,
سيتخلّص العالم من غالبية المعالجين النفسانيين,
ستغلق أكثرية معامل الأدوية والعقاقير.
هناك علاقات مميزة بين النحلة والزهرة والمكان والزمان,
هناك علاقات متينة ثابتة محددّة,
هناك تجاذب وأسرار ومراسيم وألوان ونكهات وعطور,
هناك تراكيب ونسب ومعايير وفلكلور
هناك دفء وتعاطف وملامسة وطنين,
هناك تزاوج وإرتعاش ومتعة ونشوة وحنين,
هناك إفرازات ومزج وتصنيع وتخزين
في علب مسدّسة من الشمع والمواد الحافظة
متطابقة في الشكل والحجم والمقاييس.
عالم متكامل في غاية الدقة والإتقان,
غير منظور وغير محسوس
لدى الغالبية العظمى من الكائنات.
تضحية بحجم الموت,
عطاء بحجم الحياة,
لقاء بعمر اللحظة,
إنتظار بعمر السنين,
فراق بحجم اليأس والضياع والعدم والفناء,
إكسير حلو المذاق
بطعم الصحة
ونكهة الإبتسامة
ولمسة الشفاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر