مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 31 أغسطس 2024

أنا والليل بقلم فؤاد زاديكي

 أنا و الليل

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

الليلُ يحكي قصةً

بيني و بينَ العاشقينْ

خمرٌ و شعرٌ ساهرٌ

و الحرفُ مفتونٌ بِلِينْ

عهدُ الصّبايا مُولَعٌ

منهُ التَّصَابي و الدَّفِينْ

عشقٌ, عناقٌ وارفٌ

و النُّورُ نهدٌ كاللُجَينْ

و الصَّمتُ شوقٌ غائبٌ

في القلبِ لا يبدو لِعَينْ

وجهٌ صَبوحٌ ساحرٌ

ثغرٌ تمنّاهُ الحَنِينْ

حيثُ ارتعاشٌ صارِخٌ

عندَ التحامِ الرّاغِبِينْ

بَوحٌ شَفيفٌ هزّنا

و البَوحُ مفتاحُ الأنِينْ.

هذي معاناةُ الهوى

هذي أحاديثٌ تَلِينْ

هذي أمانينا, التي

في بحرِها سرٌّ دَفِينْ

هذي حكاياتٌ لنا

و العمرُ لا يبقى جَنِينْ

الّليلُ يحكي و الهوى

و الّلهوُ يخطُو خُطْوَتَينْ

كم في مذاقٍ لذةٌ

كم في أمانيهِ شُجُونْ.

الّليلُ يحوي جَمْعَنا

في ظلِّهِ ذاكَ الأمِينْ

الّليلُ في أسطورةٍ

عاشتْ لتِهْدِي تائِهِينْ

هذي بَقَايا نشوةٍ

ظلّتْ لعِقْدٍ مِنْ سِنِينْ

فيها خُلُودٌ دائمٌ,

لا لمْ تكنْ يوماً لِحِينْ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق