مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 1 سبتمبر 2024

ضرورة الحذر و خطورة التهور بقلم فؤاد زاديكي

 ضرورةُ الحذرِ و خطورةُ التهوّرِ


بقلم: فؤاد زاديكى


هل لِعَدَمِ أخذِ الحِيطَةِ و الحذَرِ مخاطرٌ؟ ما هي و كيفَ يمكنُ التّغلّبُ عليها؟

سؤالٌ يجبُ أن يطرحَهُ كلُّ إنسانٍ على نفسِه, ليعرفَ و يتعلّمَ حُسنَ التّصرّفِ, كي يَتجنّبَ التهوّرَ, و سيرى – بكلِّ تأكيدٍ – أنّ الجوابَ سيأتي واضِحًا ليقولَ له: أجَلْ، إنّ في عدمِ الحذرِ, و في عَدَمِ اتّخاذِ الحيطةِ خُطورةً كبيرةً, يُمكنُ أن تَتَسبّبَ بمخاطرَ كثيرةٍ، مثل الإصابةِ بحوادث, أو الوقوعِ في مشاكلَ ماليةٍ أو صحيةِ, و بالإمكانِ التَغلّبُ على هذهِ المخاطرِ, من خلالِ اتّباعِ إجراءاتِ السّلامةِ المناسبةِ، و بتقديرِ المخاطرِ قبلَ اتخاذِ أيّ قرارٍ، والتعلّمِ منَ الأخطاءِ السَابقةِ، و الاستفادةِ منَ النّصائحِ و التوجيهاتِ من الأشخاصِ ذَوي الخبرةِ, هذا على صعيد العمل في مؤسسة أو مشروع الخ.. أمّا على الصّعيدِ الشخّصيِّ, و في حياتِنا, فإنّ الحذرَ واجبٌ وُجُوبًا كبيرًا, و بمقدورِنا الاستفادةُ من خبراتِ و تجاربِ الآخرين, و كذلك من أخطائنا و تجاربِنا الشّخصيّة, التي تجعلُ الأمورَ أكثرَ وُضُوحًا. فالحَذرُ يلعبُ دوراً مهمًّا في حياةِ البشرِ، حيثُ يساعدُ على تجنّب المَخاطرِ و الحفاظِ على السلامة الشّخصية, كما يُسهِمُ في اتّخاذِ القراراتِ الصائبة، و تجنّبِ الأخطاءِ، و بناءِ علاقاتٍ صحيةٍ و ناجحةٍ, إذا تمّتْ ممارسةُ الحذرِ بشكلٍ مناسبٍ، يُمكن أن يساعدَ في تحسينِ جودةِ الحياةِ و في تحقيقِ النّجاحِ في مختلفِ المجالاتْ, لهذا قُلتُ فيهِ: إنَّ الحذَرَ, يُنقذُ حياةَ البشرَ, نعم، بالتأكيد، الحذر يمكنُ أن يكونَ عاملًا محوريًّا في إنقاذِ حياةِ البشرِ, و لأنّ الحذرَ عكسُ التّهوّرِ فمنَ الطّبيعيِّ, أن يكونَ هناكَ فرقٌ كبيرٌ بينهما


فالحذرُ هو الاهتمامُ و التروّي, في اتّخاذِ القراراتِ و تنفيذِ الأفعالِ، بينما التّهوُّرُ هو اتّخاذ القراراتِ دونَ التّفكيرِ الجيّدِ, أو دونَ تقديرِ المخاطرِ المحتملةِ, إنّ الحذرَ يُساعدُ في تجنّبِ المشاكلِ والأخطاءِ، بينما التّهوّرُ قد يؤدّي إلى نتائجَ غيرَ مرغوبٍ فيها و مخاطرَ غيرَ متوقّعة, لهذا قُلتُ عنِ التّهوُّرِ: التّهوّر يُشوّشُ التصوّر

نَعَم، التّهوّرُ يمكنُ أنْ يُشوِّشَ على التّصوّرِ, و أن يؤثِّرَ سلبًا على القراراتِ الصائبةِ و التّفكيرِ الواعي, فعندما يكونُ الشّخصُ مُتهوِّرًا في حياتِه، فقد يَفقدُ القُدرةَ على التّفكيرِ الواعي و تقديرِ المخاطرِ المحتملةِ، مِمّا يؤدّي إلى اتّخاذِ قراراتٍ سريعةٍ و خاطئةٍ دونَ مُراعاةِ النّتائجِ المُحتملةِ.

كُونُوا حَذِرِينَ على الدّوامِ, ففيهِ تكونُ السّلامةُ و الأمانُ, و تجنّبُوا سلوكَ التّهّوُرِ, ففيهِ يكونُ انتحارُ الفكرِ, فالإخفاقُ و الفشلُ.


المانيا في 8 أيّار 24


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق