نيران أنثوية...
لن أبكي بعد اليوم....
لن أبكي...
دموعي ودق بنهر فؤادك ..
أودعتك مفاتيح غدري وجبني ..
وأقسم أنني لن أبكي ....
على شرعة رجل شرقي خاضع
بكيت وانتهى...
ودعت أساطيرك بنهر النسيان
وانسلخت من أحزاني نحو الآمال
لم أعد أبدا تلك الساذجة بقلبها تتلاعب....
أو تلك الجميلة بعينيها تتغزل
وبجسدها تتلحف...
فلم البكاء والرجل الذي هويته
مجرد ريشة تدغدغها الأقاويل والنزوات..؟..
لكني ممتنة لغدرك وشهامتك المقنعة...
شكرا لطوق الحرية الذي أهديتني
دون أن تهتدي لعتبات حبي الهادي ...
كنت طيفا جميلا ..وبت شبحا عقيما..
من الأحلام والأوهام...
لن أبكي على أطلالك...
فالأيام وحدها كفيلة ..
بطبطبة جراحي ...
سأكون الداء والدواء لعلتي...
فلا تبحث عني ولا تنشغل بطيفي...
فإنه بات عذريا مخيفا...
ولا تتعقب ريحي...
فعطري جهنمي ..
يمحق كل رجل شرقي متسيد...
أودع كل الماضي بسلام المنتصرين...
وفوقها لن أبكي على رجل ضاع
في أول القاطرة ...
لكني أهديك باقة من الزهر والأكاليل...
علها تكفكف دمعا ..
من مقلتيك ..صدقني لن يزول
ومن وجنتيك لن يجف ...
ندما على امرأة طفولية...
كانت يوما بين جنبيك...
كادت تشعل الكون نورا من أجلك
لتعلم أيها الشرقي البربري
أني نيران أنثوية ...
تضاء في ليلة سرمدية
وتحرق كل ذكرياتك ....
بنيران صديقة...
وفي جب الهاوية ...
ألقي بقاياك....
عازفة معزوفة الغياب...
وأرقص على لحن الأحزان...
وأرقص حد الدوران...
وأشرب كأس موتك بشراييني...
وأستنير بضوء القمر
الذي بات يغمرني
منذ غيابك...صرت أعانق الحياة...
أصالح كل البشر
وأحضن الطبيعة دون ألم....
ولتبكي على أيقونة ...
تستجمع كلها بدونك...
وتبني حلمها على أعتاب ضياعك...
حيث باتت كل الحدود
تحول بينك وبين عالمها...
الذي محال فيه أن تكون...
بقلم الشاعرة إسلام الغرايري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق