مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 30 نوفمبر 2020

ومات ‏الليث ‏بقلم ‏شحدة ‏خليل العالول‏

ومات الليث 
              (في رثاء أخي زكريا)
ومات الليثُ والبطلُ .... كما الأشجارِ يبتهلُ
ترجلَ والدنا قمرٌ ........ ورملَ الأرضِ يكتحلُ
ويحضنها بلا وجعٍ ............. ولا فزعٍ ويرتحلُ
فلا دنياهُ آسرةٌ ........... وطيبُ الزادِ والجُمَلُ
ولا رُتبٌ ولا دُثرٌ ........... تطيحُ القرمَ أو دُولُ
بعينٍ تعصرُ الماضي ......... وعينٍ كلّها أملُ
يُحبُّ طفولةً صعدتْ ........ كأحفادٍ وينتحلُ
يمازحهمْ بأشكالٍ ......... مِنَ الألفاظِ تَعتقلُ
ويغريهمْ بأمتعةٍ ..... فيربو الحبُّ والعسلُ
وينظرُ للفتى دهرًا ....... فيعلمُ أنهُ الجَملُ
وأنَّ الأرض قادرةٌ ... فتنجبُ يصعد البطلُ
ويثمرُ نصرنا الآتي ..... وتحيا الدارُ والمُقلُ 
وكلّ رجولةٍ ورثوا .. وأروى النفسَ لم يزلُ
بكل جسارةٍ وهبتْ .. فخار السجنُ والعِللُ
وجلادٌ نفى وطنًا ........ أسيرَ الجاهِ يعتملُ
فذلوا والرؤى كانتْ ... كما الأزهارِ تمتثلُ
فما تعذيبهمْ يجدي ......... ولا الجدران والسؤلُ
وما نجحوا بفعلتهمْ ....... وما رُفِعتْ لهمْ شُعلُ
ففي غيظٍ قد ارتُهنوا ..وفي الأوهامِ قد ثملوا
وظلَّ الليثُ يأسرهمْ .. بعفٍ والهوى عملُ
وما زكريَّةٌ قتلوا .......... ويحيى بات ينتحلُ
وكالفنانِ موهوبٌ ....... إذا يبني ويشتعلُ
ويحمي الذوقَ محترفًا . لهُ الأحلامُ تكتملُ
وفي الأهوالِ منتصرٌ . وبالأصحابِ ينجبلُ
ومحبوبٌ إذا هلوا ...... إذا ولوا وإن عجِلوا
رئيسٌ دائمًا وأخٌ .. ويحمي الحقَّ إن رحلوا
سخيٌّ واليدُ العليا ... أحبُّ فلا تفي السُّبَلُ
ويخشى الله في سرٍّ ...... وفي علنٍ ويتكلُ
ولا تلهبهِ دنيانا ........... ولا بالوهم ينشغلُ 
ويرجو رحمةَ المولى .. ويعلمُ كم تفي الرُّسُلُ 
شحدة خليل العالول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق