حين أسافر... بقلم الشاعر فاروق الجعيدي تونس
حين اسافر ...
وحين اسافر
اسال عنك وعني ...
اجالس غربة عمري
ووحشة صخر المرافئ
احدثها عن مطافي
وعن ربيع التغني
عن قصة كانت هنا
خطوات...
رسمنا تضاريسها من شفاه المَنَافِي
وذبنا على رسم ثغر هفا
امنيات...
وعن سرّ حزن بصوت النوارس
وعنك
وعـن شهــر مــارس
وعن حلمنا بالكـــرى
ضحكـــات...
وعن قبرنا في ضريح المنايا
وكيف نمت عشبة الموت فينا
شفاها
بريح النوى زفــــرات...
لسانا
بحرّ اللظى حســـرات...
••••••••••••••••••••••••
وحين اجالس غربة صيفي
واستدعي هدبك ضيفا
يحلّ على هدب طيفي
احدثه عنك
عن لحظة كنت فيها
بقربي
وعن خفقة فيك اذكر
كانت بقلبي
اقص عليه الحكاية
احدثه عنك
وعن بدئنا والنهاية
عن نجمة بالسماء
كانت تجيء هنا
تراقص طيفي وتلهو
بدربي
تزف لنا عشقها
والهدايا
••••••••••••••••••••••••
وحين اسامر صخر الشواطئ
يحدثني القفر عنك
عن عشقنا بالتماسي
ووقع الخطى بالمراسي
وهمس الورود لقطر الندى
والمطر...
وعن بيتنا فوق ارض بعيدة
بنيناها تمرا وخمرا وحلوى
بعيدا هناك
بسطح القمر ...
وعنّي
وعن لحن عودي
وعن بسمة شاردة
ضاعت هنا
في ثنايا الدرر...
وكيف صنعت لك من وعودي
ومن خمر كاسي
ضلوع الوتر...
••••••••••••••••••••••••
وحين يهامس طيفك طيفي
يحاكيه عنك وعني
وعن حلمنا بالرغيف...
بجرعة ماء
بحلم تراءى
بومضة غيث
بلحظة جدب تئنّ
لحرّ باعقاب صيف...
وعن دمع حلم تناثر
في خطوات لنا بالرصيف...
ويروي له قصة غابرة
منذ زمان
وربع مكان
وفسحة حلم ونيف...
يحدّثه عن قبضة غادرة
رمتنا بعيدا بعيدا
على ظهر لحظة ناكرة...
نتوه فرادى
بلا ذاكرة ...
كما جثة عابرة
على صفحات التمني...
اعود لتوّي خطافا
اسافر فيك
ابحث اسال لجّ البحار
عنك وعنّي ....
••••••••••••••••••••••••
بقلم : فاروق الجعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق