كم من الغُزاة على ممر التاريخ أنغلب
جربت كُل الغُزاة خابت بهُم التجارِبُ
.
تقاطرت جيوش العالم وكأنها هباب
ردت الشام الكيد على من كاد وانقلبَ
.
كُلُ من ركِبَ قوافل السياسة كذاب
وما جنت السياسةُ للبلاد إلا العذاب
.
باتت السياسة خِلافةُ من سلفٍ لعقب
كُلُ بعيدٍ لهُم قريب وأهل البلاد أغراب
.
وما أدركَ العُلى أهل البلاد إلا أُصيبُ
بجهل الساسة وكُل طموح الشعب خاب
.
باتت الساسة وكأنها الشمسُ سرابُ
لا يصلُ لهُم بشرا نورُ صورهُم تجوب
.
تشتكِ البشر الظُلمٌ والمشكو إليه السببُ
لهُ حُراس ولا تجد لهُ دروبٌ ولا أبواب
.
لا تظننَ أهل الدين والسياسة أغراب
إن تباينوا بالشكل في المضمون أنساب
.
قُسِمت البشر إلى مذاهِبٍ وأحزابُ
في الظاهر أحبة وفي الباطن حِراب
.
رجالُ دينٍ تشبُ في القلوب الرعُبُ
لا تقبل الوحدة بين أهل الكتاب
.
لا فرق بين الدين والسياسة إلا اللقب
وكُلٌ على مصالحهِ يؤلف الأسباب
.
الشمسُ تُشرق ثُم تغيب تدورُ كالدولاب
والسياسة والدين السلف كذاب والخلف كذاب
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق