مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 30 يناير 2021

جواز تحت المطر بقلم المحامي عبدالكريم الصوفي

 (  حِوارُُ تحت المطر  )


قالَت  تُحَدٌِثُني  ... ما أجمَلَ ذلِكَ القَدَرُ


أجَبتها ...  لأنٌَني في قَلبِهِ ؟ ... أم رُبٌَما لِقادِمٍ مُنتَظَرُ ؟


قالَت  بَلى ...  لأنٌَكَ قَد جُعِلتَ بِهِ ...  وقبلكَ كُنتُ لَم أزل في خَطَر


وأنٌَكَ  فارِسي  ... ولَقَد أزَلتَ  من خاطِري ذاك الحَذَرُ


أجَبتها ... و كَيفَ أحبَبتِني ؟ 


 وَلَم يَكَد  يَنقَضي  ما بَينَنا  ...  من بُرهَةٍ أو وَطَرُ  ؟


هَل  يُعقَلُ في لَحظَةٍ أن تَظهَرَ البَراعِمُ ويَنضَجُ في عودِهِ  ذاكَ الثَمَرُ ؟


أو تَزدَهي في غُصنِها الأوراق  ... تَكسوا الشَجَر ؟


قالَت   ...  رَسَمتُكَ  في الخَيال ... قَبلَ اللِقاء  ...  وأنا في الخَيالِ أُبحِرُ


فَهَل أراكَ من خَيالي تَسخَرُ ؟


ولا  تُبالي  بِوَحيِ  السَماء  ...  قَضاءَها ... وذلِكَ القَدَرُ  ؟


أجَبتُها ...  يا غادَةً من ساعَةٍ ما كُنتُ أعرِفها 


ولَم تَكُن في خاطِري تَخطُرُ


تَحَدٌَثِ  صَراحَةً  وفي وُضوح  ...  كَيفَ مِن سُوَيعَةٍ هَوَيتِني ؟


لا تَظلُمي  عاشِقاً من هَمسَةٍ قَد يُسحَرُ


فأردَفَت  ... لِعِشقِها  ... ذاكَ السَريع  ...  تُفَسٌِرُ


حينَما ظَلٌَلتَني  من الهُطول  ... ماذا أقول ؟ ... 


أحسَستُ أنٌَكَ  بِما  فَعَلتَهُ  يا فارِسي ... بَطَلُ 


أجَبتَها ... أينَ البُطولَةُ  أيا غادَةً  ؟ ... من مَوقِفٍ لا يُذكَرُ ؟


ألَيسَ في ذلِكَ بَعضُ الرِياء  ؟


قالَت كَفى  ... بَل هوَ  كُلٌُ الإباء ...  وأنا بِمِثلِكَ أفخَرُ


حينَما  يَصحو  الضَمير...  وعَلى حَقيقَتِهِ يَظهَرُ


عيني كَما مُهجَتي  ... لَيسَتا عن الصَوابِ  تَغفَلُ...


ولَستُ  مِمٌَن بِقَولِها تُجامِلُ


أنتَ فارِسي وفي الخَيالِ  رَسمُكَ  ...  وفي الضَميرِ يُحفَرَ


ماذا تَقول  يا فَتى ...  هَل تَرفُضُ مَوَدٌَتي أم أنٌَكَ تَقبَلُ  ؟


ألا تُحِسُ بالهَوى ... ذاكَ اللَهيب  ...  في خافِقي كالمِرجَلِ يُشعَلُ ؟ 


إنٌَني قَد شَرَحتُ مَوقِفي ... 


فَما رَأيكَ  ...  يا أيٌُها الغَضَنفَرُ  ؟ 


أجَبتَها  ... يا وَيحَهُ المَطَر  ...


قَد صِرتُ فَجأةً  في عَينِهِ الخَطَر  


ولَم تَزَل  في حالَةِ عِشقِها  ...  ولَم تَزَل سَماؤنا تُمطِرُ


قُلتُ في خاطِري  ...  إذا صَحَت  ...  رُبٌَما لِحُبٌِها تُبَدٌِلُ ؟


فَدَعَوت  خالِقي  ...  مِنَ الهُطولِ  يُكثِرُ


بقلمي


المحامي  عبد الكريم الصوفي


اللاذقية     .....     سورية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق