طفت المقابر كلها حتى ارى
قد عاد ميتا للحياة فلم ار
وسألت اهل الذكر حتى قيل لي
اجننت ويحك ام خيالك عفرا
تلك الشواهد والقبور تدلنا
هل عاد من تحت التراب مدثرا
ان القبور مواعظ فيها لنا
صوت يجلجل للعباد تذكرا
يا غافلا ان الحياة قصيرة
والموت حق لا اخالك تنكرا
فاذا دنت عند الفراق منية
وتراخت الاطراف حد الغرغرا
ورأيت في عين المسافر رجفة
وراى الظلام يسد عين المقبرة
والقبر اشرق نحوه ليضمه
ليحطم الاضلاع منه ويكسرا
لما اتاه المنكران جلافة
وهناك تأتأ بالجواب فزمجرا
ورأى الجحيم لهيبها كحلا طغى
واستنفرت غيظا تقاد وسعرا
وتراقصت منه الفرائس راجيا
ربي رجوتك ان اعود وثرثر
يا تائبا تحت التراب الا ترى
ان القيود توثقت فيما جرى
ان الخيول الى المفاز صهيلها
الا حصانك كان يعدو للورا
من اين تاتيك النجاة وكلما
ذكر اللقاء هزئت تيها منكرا
فاشرب كؤوسا كنت انت تظنها
لهو الحديث وجاه نفسك قررا
فارقب مكانك في الجحيم فانه
بالشوق يسرع في خطاه لتصقرا
يا صاحبي كل الحياة كأنها
ذاك السراب فلا تتوه وتهدرا
يا صاحبي انفاسنا معدودة
مهما لهونا فالحياة ستقفرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق