عشق الطفولة
هادي صابر عبيد
.
ولِدتُ في الحياة الدُنيا أقدار
طفلاً بين الناس أتنقلُ كالمهار
.
عشقتُ والعِشقُ لا عيبَ ولا عار
قريبةَ الأبوين تقطُن في الديار
.
رحلت إلى الشام والشوقُ نار
حتى بدى فُراقُها نارا وإعصار
.
ذمَني الأبوين وادعيا العِشق أهتار
بدى نهاري ليلٌ والليلُ نهار
.
أزورها في الشام أُمتع بها الأبصار
وطلب الزواجِ دون الأبوين عار
.
تمنيتُ أبوح لها بما في قلبي أسرار
الحياءُ والخجل منعني في كُل مشوار
.
صبرتُ وعلَ الفرجَ بالانتظار
حتى نالت من كيدها أُمي إجبار
.
تمت خطوبتي على عجلٍ دون استعبار
ولم ينفعُ رفضي حُججٌ ولا أعذار
.
بِتُ كالتائهِ بين مقامي شُعيب وعبد مار
أشكو ظُلم أُمي ولم ينفع بشكواي المزار
.
ذهبتُ إلى الشام علَ بهُدى تُطفئ النار
رأيتُها في السويداء زادت بالنارِ انفجار
.
ما علمتُ لِما رفضت السلام دون أعذار
أشعلت بقلبي النار وبالعيون أمطار
.
بِتُ مُسافراً أتنقلُ بين الأقطار
يُرافِقُني ظِلُها في كُلِ مسار
.
أتغزلُ بِها بالحروف أشعار
حتى بِتُ شاعِراً بين الشُعار
.
ما كُنتُ للشعرِ كاتباً ولا مغوار
لولا نار العِشق للشعرِ منار
.
هُدى ما كُنتُ لعشقُكِ إشهار
إلا لأطفئ في قلبي لهيب النار
.
صمتُكِ زاد برياح العِشقِ إعصار
ليتَ بكلمة من صوتُكِ لقلبي تِذكار
.
ثلاثون عاما أكتِبُ لكِ الأشعار
صمتُكِ يشُقُ قلبي كالسيف بتار
.
لو وضعتُ شِعري على جبلٍ انهار
أعجبُ بقلبُكِ أصلبُ من الحِجار
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق