جَيْـش الحشَرَاتِ... (من ذكريات إعارتي في بلد عربيّ)
جَيْـشٌ مِن الحشَرَاتِ هَـاجَمَنِي عِشًا
وَأنَا الـذِي جِئْتُ الـغَـدَاةَ مُـسَـلّـِمَــا
لَـمْ يُـبْـقِ في بَـدَنِي الـمُـعَنَّى بُـقْـعَةً
إلَّا وَأشْـبَــعَـهـا أذًى وتَـأَلُّـمَـــــا
لَـمْ يَرْعَ حَـقَّ الضَّيْـفِ في إكْـرَامِهِ
بِاللّسْعِ ،لا بالـثَّـاغِـيَـاتِ تَكَــرَّمَـا
طَيَـرَانُـهُ سِـرْبُ البَـعُوضِ مُطَنِّنًا
ومُقَنْبِلًا في الـجِسْـمِ لَسْعًا مُؤْلِـمَـا
مَا أَنْ خَـبـتْ غَـارَاتُـهُ حَتَّى أتَـى
سِرْبُ الذُّبَـابِ أَشَدَّ مِنـه وأَعْـظَـمَـا
لـمْ يُــرْضِـهِ أنِّـي سَـألْـتُـهُمَا مَـعًا
حُسْـنَ الجِـوَارِ، فَمَـا بِرَأْيِـيَ سَـلَّـمَـا
بَلْ أَخْبَرَا "الدّبَّـابَ "ضَعْفَ مَوَاقِعِي
فَــأتَـى بِـلَيْلٍ دَاحِــسٍ وتَـقَـدَّمــَــا
فَـذُهِلْتُ وارْتَعَدَتْ جَـمِيعُ فَرَائِصِي
وتَـغَلَّقَتْ كُـلُّ الـمَنَـافِـذِ عِـنْـدَمَـــا
ظَهرَتْ "جَنَازِيرُ" العَـقَارِبِ، ليْلَـةً،
في غَـارَةٍ، حُـمَّ الـقَضـَـاءُ وأُبْـرِمَـا
فَعَـرَفْتُ أَنَّ العُمْـرَ رَهْـنُ إشَـارَةِ
وهَـرَعْتُ للـرَّحْـمَانِ بَـرًّا مُـسْلِــمَـا
أرْجُـوهُ رَحْـمَتَـهُ الّتي قد أُسْبِغَتْ
مُتَـوَسِّلًا بالـمُصْطَفَى أَنْ أُرْحَـــمَـا
ولَزِمْتُ بَيْـتِـي، والـحَرَارَةُ شِدّةٌ،
لَكِـنْ تَصِيـرُ مَعَ البَـلِيَّـةِ أرْحَـمَـــا
فَالسِّـجْنُ ، في قَيْـظٍ بِغُرْفـةِ مَنْزِلِي،
خَيْـرٌ، لَدَيَّ، من المَـمَـاتِ مُسَـمَّـمَا.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق