فن الأقصوصة القصيرة
بقلم
محمد جيد
لا يوجد ذكريات للفقراء
بل مزيجٌ أكل عليه الدهر وشرب من الصدمات والمواقف المحرجة وأوقات ضاق فيها التنفس في الكثير من اللحظات.
كثيرا ما يكون الحاضر أجمل و قد أنقذنا بعض رفات الطفولة....
أتذكر لحظة سلام واحدة في السابق حينها أحدق في النجوم مع منتصف الليل فوق سطح المنزل وأستمع لمسلسل تاريخي في مذياعي المُهشّم و أتمنى ديمومة تلك اللحظة كما أتمنى توقف الزمن كي لا ينتهي الليل وكي لا تنتهي تلك السعادة العسليّة و أكره طلوع تلك الشمس و تهكّم أشعّتها وتهكّم الناس معها و سوء خلطتهم و عهر تفكيرهم وسفاهة أحلامهم ..... قد ندرك بحرا من السوء فيلطخنا موجه بتلاطمه و تدفعنا مياهه نحو القاع حتى نكاد نهلك فنُبعث من جديد حين نقذف الى شاطىء أو تتلقفنا بعض الأطواف ..بحر الماضي لا يهجع قلما يركد وشاطئ الحاضر يخضع نوعا ما الى ما كنا نرنو اليه في الصغر ... سرعان ما نفقد فطرتنا الغضّة الطرية بين هذه الأحياء القصديرية الملعونة و تُهجّنُ طموحاتنا المتحوّرة فتستحيل خزعبلات وردية نكاد ننساها مباشرة اثر التفكير فيها ... هنا ينادي العم صالح على أحد أبناءه أن يا "مطيع " أدرك أخاك انه في بالوعة الحي يصيح "أخرجوني"..... فيمتنع مطيع ثم يهرب الى الحي المجاور..... فيسب صالح الدين فتخرج مباركة فيسبها أيضا ويحرّك أرنبة أنفه المجعّد قائلا "يا مباركة يا وجه النحس ادركي ابنك انني لا أقدر قطع لعبة الورق أكاد أربح" ....
... "يتبع"
بقلم
محمد جيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق