مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

صفحة 51 و 52 من رواية إبنة الشمس بقلم أنل شيخموس

 القناع وبانت حقيقتها السُميٍّة ، والسببُ هو أنَّها تغارُ من أمي أشدَ الغيرة لأنَّها كانت تحظى بزوجٍ وسيمٍ ميسور الحال لهُ وجاهتهُ الإجتماعية المرموقةُ بين الناس على عكس زوجها المبتور الساقين والآن بدأت برحلتها الإنتقامية من صغار بثينة وخاصةً أنا لأني الكبيرةُ من بين أخواتي . . ترددت الصرخاتُ القويةُ في باطن أعماقي أمي أين أنتِ ؟ لِمَ رحلتِ ؟ الحاجةُ إليكِ لم تنطفئ ولن تنطفئ ، فالإنسانُ مهما عاش وكبر يبقى بحاجة إلى أم يغمسُ أحلامهُ في صدرها ليرتاح جراء ما يعتريه من مشاكل عقيمةٍ في الحياة ، لتجذبهُ من أكوام الألم إلى ينابيع الحب الوضاء بالعطف الرحيم . . منَّ اللهُ بتلكَ العاطفة الساميةِ على الأم السائرة في دمائها متلخصةً بحبٍ نقيٍّ لجنينها المتشبث في أحشائها المرتوي من إناء صلاحها أو . . وهنا ستُبذَرُ للعالم إما بذرةُ خيرٍ أو شر . . 

صوتُ جدتي يرتطمُ بمسمعي فأهرولُ إليها منتزعةً نفسي من بين أنياب الماضي أمسحُ آثار قضمهِ لفؤادي ، رددت جدتي بانكسارٍ :

- ما الخطبُ وداد ؟ 


الصفحة - 51 - 

 رواية ابنة الشمس*

الروائية أمل شيخموس


- فأجبتها : 

- لا شيء سوى أني تأثرتُ لذكر سيرة أمي الحيَّة في وجداني . . 

- فهمهمت : 

- من المؤلم أن تبتلعنا الأيامُ الغابرة . . 

وإزاء شعورٍ مضخمٍ بالذنب تجاه شحوب جدتي أعدتُ للحديث حلاوتهُ فقلتُ مداعبةً : 

- أخبريني لِمَ تفضلين الذكور على الإناث ؟ 

- فردت بتعجبٍ : 

- ألا تعلمين بأنَّ حياة الإناث محفوفة بالصعاب وأنهنَّ في رصدٍ دائمٍ لحركاتهنَّ وسكناتهنَّ . . 

- فأعقبتُ :

- لا نستطيعُ تعميم هذه القاعدة على الكل . . نحن نخلدُ إلى قمقم الجهل . . فكلا الجنسين متساويان في الشرائع السماوية . . وشدَّ ما نحجزُ فكر أبنائنا خلف أسوارٍ مزنجرةٍ بالسلبية الرعناء ، ولا ندعها تتنفس وتطير إلى ما خلف المستحيل . . الآفةُ هي ضيقُ العقول . . وخاصةً هذا الجو  


الصفحة -  52 - 

رواية ابنة الشمس*

الروائية أمل شيخموس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق