بعد التحية ..
إهداء :
مقدم من إدارة مجلة
ضفاف القلوب الثقافية
إلى الكاتبة والشاعرة اللبنانية ريما خالد حلواني
Rima HaLawani
حيث طرزت جدارية المجلة بإحدى قصائدها من ديوانها ( من صميم القلب )
وعنوان القصيدة ( سكنت قصيدتي )
نعم سادتي الأفاضل ..
من النافل القول بأن كل عمل أدبي مؤثر هو وليد طاقة خلاقة تدرك بقدراتها الاستثنائية ضرورات أن يكون لكل عمل أدبي بعدان ..
خارجي ميسور التناول ..
وداخلي غائر في أعماق النص وهو الرمز الذي يتوسله المبدع وسيلة فنية عميقة تكشف عن طاقة المبدع واقتداره على تجاوز المعنى الظاهر للنص الإبداعي
وهذا الترميز لا يأتي كما يظن البعض
وانما يأتي استجابة لدواع فنية ولما يبعثه من إيحاء ويثيره من متعة وتأمل ..
كررت هذا القول في مقاربات متعددة لضرورة وقوف المتلقي على هذه القاعدة المهمة لمعرفة القدرات الإبداعية للأديب ..
والرمز هو كل ما ينتج لنا أن نتأمل شيئا آخر وراء النص
فالرمز هو معنى خفي وإيحاء
أنه اللغة التي تبدأ حين تنتهي لغة النص ..
وهو النص الجديد الذي يتكون في وعيك
أنه البرق الذي يبيح للوعي أن يستشف عالما لا حدود له
لذلك هو إضاءة للوجود المعتم
واندفاع صوت الجوهر للتأمل والاستغراق في قراءة الدلالات ..
في قصيدة الأديبة اللبنانية ريما خالد حلواني
وبمهارة عالية صنعت لنفسها موقفا خاصا في مجال قصيدتها ( سكنت قصيدتي ) فاتخمتها بالرموز والدلالات وفي لغة قريبة من القلب
بتعاملات ذكية واعية مع الرموز كالتشبيه والاستعارة وحشد الصور الحسية وانمائها على طول هذا البناء الفني للقصيدة موغلة شفافيتها في استقطاب عالم الرؤى بحيث يمكننا أن نرى أن القصيدة تخاطب الوطن من خلال قراءتنا للنص :
عصفت باغصاني
تفرعت باعماقي
نعم هي كذلك طالما عنونة قصيدتها بعنوان له مدلولات نفسية تشير إلى الوطن :
( سكنت قصيدتي )
وهذا عندما نأخذ هذا العنوان على محمل ترميز
يقول ( سكنت نفسي )
هذه النفس التواقة والمحبة والمتفانية في حب الوطن
هذا الوطن الذي يبذل لأجله الغالي والنفيس
هذا الوطن الذي يتعرض لنوائب المت به عنوة
وخارجة عن إرادة محبيه
حيث إشارة بذلك في القصيدة :
بعثرت وجودي
بهواك لتحيني
بسرعة البرق
وبلمح البرق احببتك لاعاني
نعم هذا هو الانتماء الوطني لدى شاعرتنا الفذة
الذي إشارة إليه :
وتتساقط غصوني
واعود إليها لتأويني
تجري في بحار اشجاني
تنساب في وجداني
وانت قصيدتي وفكري والهامي
نعم .. تقول شاعرتنا الفذة
انت ( يا وطني العزيز الغالي على نفسي )
قصيدتي ( أي نفسي ) وفكري ووجداني اي
( لولاك لا وجود لكرامة نحيا من أجلها ..
وهنا لا يسعفنا الحرف في تثمين هذا الإيقاع لهذه القصيدة لأنها بوحية شاعرة اورقت فاغدقت واسرفت فعصفت واستتابت فتابت
فانفردت بالمفردات فولدت قصيدة روحانية عفيفة ..
قبعتي شاعرتنا الفذة .
بقلمي .
محمد إبراهيم .
احترامي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق