مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الجمعة، 5 نوفمبر 2021

الساحرة بقلم أحمد محمد الحاج القادري

 الساحرة 

مر عليّ يوم عصيب كنت فيه شديد التوتر شاحب الوجه خرجت من المنزل لا أعرف إلى أين أتجه ! جنّ الليل بدأت حركة الخفافيش تجوب الأجواء وأصوات الذئاب ترتفع ، يرتجف جسدي وترتعد فرائصي من شدة الخوف ، وأثناء تفكيري العميق بدأ الضوء يظهر في الأفق ويزداد كلما تقدما نحوي وإذا بامرأة عجوز تقف أمامي والضوء يشع من حولها كانت تلبس قبعة طويلة وفي يديها عصا ،  فقلت لها :-  من أنت أيتها العجوز ؟

فقالت : لاتهتم لهذا الأمر  .

قلت لها : لماذا ! وقبل أن أكمل سؤالي  ، قالت : لماذا أنت هنا وحيد شارد الذهن وشاحب الوجه ، ماهو سبب كل هذا ، أخبرني ولا تخف ، سوف أحتفظ بسرك !

فأجبتها قائلا :

أنا عاشق وغريق في بحر الهوى

حزين على عمري الذي مضى

إحترق قلبي بنار الفراق وإكتوى

نزلت دموع عيني كأنها لظى

طال شوقي لها كشوق الأرض للندى

*** فقالت العجوز : هل أوصف حبيبتك ؟!

 فهي بنية العينين رشيقة كالغزالة  وابتسامتها كشمس مشرقة كما ذكرت أيضا بعض أبيات من كلماتي التي قلت فيها :-

رقيقة في كلامها عذبة كماء السلسبيل

أحببتها وأشتاق لها كشوق للصباح الجميل

** وبعد دقائق من الصمت والإندهاش من معرفتها لأوصاف حبيبتي وأبيات شعرية لبعض حروف إسمها قلت للعجوز : نعم

وسألتها للمرة الثانية : من أنتِ ؟!

قالت :  ألم ترسل لها كلمات عتاب وقلت فيها :-

خفيفة النطق رائعة الجمال كاملة

 النِّصاب .....

عشقت عينيها ورمشها الساحر  

والأهداب.....

حين يمر طيفها من أمامي تعزف

الطبيعة بعزفها الخلاب.....

نور وجهها وإبتسامتها كشروق 

الشمس بعد الضباب...... 

صورتها بخيالي على مر الزمان 

هي حقيقة لا سراب.......

عجزتُ عن وصف جمالها وقوامها

الذي يأخذ الألباب........

حورية سبحان من صورها، كانت 

تغازلني من وراء السحاب......

أسير على وقع خُطاها لأنها

تركت أثرا على التراب.......

الكل تغنى لها وعزفوا ألحانهم 

على القانون والرباب........

 تركت فؤادي يقطر دما كنزول 

المطر من السحاب.......

جسدي نَحل وأصابه الوهن أقتات 

على ألم ورحيق العذاب........

رحلت بعيدا وتركتني أكتب رسائل

الأشواق والعِتَابِ .....

** ولكنها ردت على كلامك بقولها :-

قدرنا أن تلتقي أرواحنا خفية 

فنظرات عيوننا تحرقني......

تلتقي أرواحنا عند كل منعطفات

ذكرى عذابي وأشواقي......

وحبك باق مادامت روحي وسيبقى

إلى آخر أيام من عمري......

عندما يذكر اسمك يزداد لهيب

الأشواق فتكوى ضلوعي....

هذه حقيقة إحساسي ومشاعري 

وعذابي يفوق كل خيالي......

لم أخن عهدا لمن أحيا فؤادي 

وطيفك دائما يمر بسباتي......

*** ثم سألتها للمرة الثالثة : من أين تعرفين عني كل هذا أيتها العجوز !

فقالت : أنا أعرف عنكما كل شيء ، وأعرف أيضا ماهو اسم محبوبتك ؟ فهل تريد أن أبوح باسمها ويكتشف أمرها ! إن اسمها هو ...   

وقبل أن تبوح العجوز باسمها صرخت في وجهها 

: لا لا لا .

فقالت العجوز :حسنا ، لن أكشف عن اسمها وسوف أجيب على كل اسئلتك السابقة :- أنا ساحرة وأعرف عنكما كل شيء  وإذا كنت تريد أن ترتاح ويطمئن قلبك عليك بالنظر إلى عيوني .

فنظرت إلى عيونها فشعرت فعلا بالراحة والاطمئنان كأنني نظرت إلى عيون حبيبتي ورجعت إلى بيتي ولم أشعر بالطريق رغم طولها ،  وخلدت بنوم عميق .

بقلم/ أبوإيهاب القادري( أحمدمحمدالحاج القادري)

 2021/11/5 ميلادية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق