مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 29 نوفمبر 2021

الصداقة وقسوة الأب بقلم توفيق المشجعي

​طويله لكن اقرأوها كامله


#الصداقه_وقسوة_الأب


يحكى ان كان هناك طفلان احدهما ابن شيخ القريه والاخر ابن رجل بسيط.كانايلعبان سوى ويمشيان سوى تربطهم علاقة صداقه يقظون يومهم سوى لايفرقهم الا النوم .وكان والد الطفل البسيط مغترب نادرً مايتواجد بالبيت، وكانت الأم هي من تتولا تربية الولد ربته على الاخلاق وفن المعامله مع الاخرين حتى صار عمره سبع سنوات التحق هو وصديقه بالمدرسه وهم كاتوأمان لايفترقا،عاد والد الطفل من الغربه ليرى ولده لابس الزي المدرسي حاملاً على ضهره حقيبه فيها دفاتر واقلام سال الوالد ولده ماهذه الاشياء الذي تحملها اجابه الولد انها حقيبتي واني قد التحقت بالمدرسه غضب الاب وصاح في وجه ولده لاتذهب المدرسه لانه لايريده ان يتعلم يريده ان يساعده في العمل، الا ان الام توسلت اليه وقالت انه مايزال صغير دعه يتعلم القراء والكتابه على الاقل وعندما يكبر سيقوم بمساعدتك قبَل الوالد وتركه يذهب وكان اكثر مايغيضهُ الامر عندما يراه برفقة ولد الشيخ وعندما يعود الولد من المدرسه يرافقه صديقه الى الباب ساعتها والد الطفل يقول للولد لاترافق هذا انه ابن شيخ ونحن بُسطاء انه سيلهيك عن داراستك يكتمها الولد بقلبه ويتسلل ويخرج للقاء صديقه لكي يلعبو مع بعض .وكان في بعض الاحيان يذهب مع صديقه الى بيتهم فيقوم الشيخ بتقبيلهم ويقعد معهم ويُقص عليهم قصص تقوي صداقتهم واخووتهم ويحثهم  على ان لا يتفرقا وانهم سيكون لهم شان في البلد عند كبرهم.

ومرت الايام وذهب والد الطفل الى الغربه وكان يعمل في شركه سائق لتوصيل العمال الى اماكن عملهم وتوالت السنين وحصل على استِغنا من الشركه ثم عاد ولولد في المرحله الاعداديه مقبلاً على المرحله الثانويه وعاد وهو فاقد الأمل قعد في البيت ولولدقد صار محبوبا لدى كل اهل القريه ولدى اساتذته حتى الشيخ احبه وكان يحبُ ان يراه مع ولده كل يوم اذاراء ولدهُ وحيدا ً يساله اين صديقك اليوم يجيبه انه في دارهم فيرسل من يقوم باستِدعائه لكي لايحس ولده بالوحده فيحظر الولد وكان كلما جاء شخص لإستِدعاء الولد الاب يغضب واينتظر عودة ولده ويقوم بتهديده واحيانا بظربه الاان الولد لايستطيع فراق صديقه الذي تربى برفقته منذو نعومة اضافره ومرت الايام ولولد كل يوم يحصل من ابيه صفعةٌ مؤلمه يريد منه ان يذهب الى الغربه ولولد مُصراً على إستكمال دارسته يريد ان يصنع له مستقبل يضمن عيشه بسعاده وفي يوم من الايام عاد الولد مسرورا بحصوله على المركز الاول في المدرسه وصل الى باب البيت وطرق الباب مناديا يااماه يريد ان يبشرها اذا يتفاجئ بصفعةً قويه من ابيه كادت ان ترديه مغشيا عليه من شدة الألم .

احتضنته امه وادخلتهُ الى الداخل وتحظهُ على الصبر والتحمل،  الا ان الولد لن يستطيع ان يتحمل تظاهر بأبتسامةً كاذبه لكي رضاء امه. ونام وهو مكسور الفؤاد حتى جاء منتصف الليل تسلل وخرج هايماً لايدري الى اين يتجه ورحل من القريه وقلبهُ يتقطع على فراق امه الا ان الوضع لايُحتمل،

مشى حتى وصل قرية تبعد عن قريتهم بعدة كيلوهات وتنكر وغير اسمه لكي لايعرفه احد من اي بلد هو. استقر هناك في تلك القريه ياكل من فاعلين الخير وينام في المسجد استمر حوالي اسبوع حتي رأه رجل فسأله من انت وماذا تفعل هنا منذو ايام فاخبره انه ضايع ولايدري وين بلده ليذهب اليها، عرض عليه الرجل ان يعمل عنده بالمزرعه حتى يأتي من يدلهُ على بلده لعلى عابر سبيل ياتي ويتعرف عليه.

استمر يعمل في المزرعه وكان معروفا بامانته وحصل على حب الناس له وزاد تعلق صاحب المزرعه به فكان يحبه حبٌ جما،حيث كان لايملك اولاد سوئ بنت واحده فكان يعتبره ولداً له دارت السنين ولولد يعمل بالمزرعه وكان كل نهاية شهر ياخذ نصف الراتب ويعطيه لرجل وثق به في تلك القريه يدله على قريتهم ومنزلهم ويقول له اذهب بهذا المبلغ ودق الباب وعلقه على مقبض الباب وانصرف دون ان يعرفك احد وهذا سر بين وبينك لاتخبر به احد كان كلما وصل ودق الباب تصرخ الام ولدي ولدي. ويخرج الاب فلم يجد احد في الباب سوى كيس فيه ضرف في داخله نقود ولايدري من الذي تركها واختفي وكماتعلمون ان للقلب عيون خاصةً قلب الام كانت تمسك النقود بيدها ودمعها يسيل على خدها وتقول اني اشم فيها ريحة ولدي حتى أُتهمت بالجنون ومرت السنين وهو علي هذا الحال كل شهر ياتي ويترك النقود ويختفي.

وماكان من صاحب المزرعه اذ عبر عن حبهِ للولد قام بتزويجه ابنتهُ الوحيده حتى جاء يوم وفاته اوصى له بنصف المزرعه والنصف الاخر لابنته وتوفى الرجل وصار الولد هو مالك المزرعه وقام بأستِأجار عامل يقوم بترتيب المزرعه والعنايه بالاشجار .

واهل القريه قامو بتعينه هو اماماً للمسجد وكان صوته جميل وحافظً للقران ودارت السنين وقام صديقهُ بزيارةٍ الى تلك القريه التي هو متواجد فيها حتى جاء وقت صلاة المغرب وراح ليصلى بالمسجد واذ به يسمع الامام يقراء القران فستغرب صديقه بان هذا الصوت ليس غريبا عليه وكأنه يسمعه من سنين،وماان انتهت الصلاه واذا به يرى رجل شيخ مسدل لحيته الى صدره وقميصه قصير قام الاداء سنة الراتبه ثم قعد في وسط المسجد ودار حوله الاطفال ويحفظهم القران جلس صديقه يدقق النظر فيه وتدور في رأسه عدت اسئله من هذا وكاني اعرفه ولكن منعه حيائه ان يسالهُ من هو حتى جاء المؤذن واذن لصلاة العشاء لحظة واقيمت الصلاه وتقدم ذالك الشيخ في هذه المره اصطف صديقه وراءه تماماً وشرع الامام بالقراءه وصديقه يستمع ويراجع بمخليته لمن هذا الصوت الذي محفوظ بذاكرتي الااني لااتذكر لمن حتى دارت الذاكره ووقفت على صديقه ابن جارهم الذي رحل من سنين، وماان انتهت الصلاه بادره بالكلام هل انت فلان انكرعليه الشيخ انه ليس هو فكرر السؤال مرةً ثانيه هل انت فلان انا صديقك فلان الم تعرفني لم يستطيع الشيخ تمالك نفسه وهطلت دموعه كالمطر ثم احتظنه قائلاً نعم انا فلان وانت اخي استغرب المُصلين كيف يمكن ان يكون فلان واسمه عندهم اسم اخرفسألون مالامر قال تلك قصه ساخبركم بها فيمابعد،وكان اول سؤال يطرحه على صديقه بالامر الذي يشغل عقله ويعكر مزاجه ويقلق راحته وهو هل امي حيه ان قلبي يتقطع كل يوم لشوفته ولكن لا استطيع بعد الذي حصل اجابه صديقه نعم هي حيه ولكن ثم سكت ساله مابك مالامر هل اصابها مكروه قال فقدة بصرها من كثرة البكاء على فراقك ومازالت تسال عنك كل من تسمعه بجوارها هل انت فلان هل عاد فلان فبكاء الشيخ حتى سمع نحيبهُ من كان خارج المسجد ثم ساله وهل ابي حياً قال لا انه قدمات منذو عام رفع يديه ودعاء له وطلب من الله العفو والمغفره له وسامحه هو ثم خرج من المسحد فورا وامر بسياره ان تذهب وتأتي بامه كي تعيش معه ماتبقى من عمرها.

وماان وصلت السياره ونادو على امه واخذوها اليه، ولحظة وصولها كان باستقبالها هو وابنائه وكانو لم يخبروها الى اين ذاهبين بها.

وعند نزولها من السياره امسك بيدها ولدها وهي لم تكُن تعرف انه ولدها الا ان قلب الام دليلها صاحة باعلى صوتها ولدي وحظنته وحظنها حتى صارو جسدا واحد واهل القرية يرقبون المشهد مرددين لا اله الا الله واذا به تعاتبه وتقول له لما تركتني وحيدةٍ ياولدي ولما امتني وانا حيه ابعد كل هذي السنين تعود لي وانا لم اراك وهو يبكي لايستطيع الجواب واخذها قبل ان يدخلها البيت ذهب بها الى المستشفى لعلاجها كي يعود نظرها ولكن عجز الطبيب ان يعالجها وكتب تقرير انه لايمكن علاجها وقد عدت فترة القبول للعلاج وعاد بها الى البيت وكانت كل صباح تطلب منه ان ياتي اليها فتضمه وتقبله ومر عليها ايام قليله وهي على هذا الحال وفي يوم من الايام يتفاجئ بانها اتت اليه بنفسها وضمتهُ واخبرته بانها ترى سبحان الله عاد نظرها كما ذهب بنفس السبب


القصه من تأليف /توفيق حسن المجعشي


الغرض من القصه هو عدم معاملة الابناء بقسوه لتنفروهم ولاتحرموهم من حقوقهم لكي يعطوكم حقوقكم

والعبره من القصه

هو الرفق بالام فان قلبها لايتحمل الفراق


محتواها

الصداقه الحقيقه ثمره لابد ان تجني حصادها يوما ما


هذا والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق