يُمَحَّصُ ذُو فَضلٍ بِمَنْ دونَهُ فَضْلا
فَلَوْلا الّذي أَدْنى لَما عُرِفَ الْأَعلى
وَلَوْ لَمْ تَشُبْ بَعْضَ الشّرابِ مَرارَةٌ
لَما سَعَتِ الْأَذْواقُ بَحْثاً عَنِ الْأَحْلى
وَلَوْلا عُقولٌ أَوْهَنَتْها فَجاجَةٌ
لَما بانَ بَيْنَ النّاسِ أَرْجَحُهُمْ عَقْلا
وَهَلْ لاحَ في الْآفاقِ نَجْمٌ لِعالِمٍ
إِذا لَمْ يَكُنْ في النّاسِ مَنْ أَدْمَنَ الْجَهْلا
وَلَوْ شابَهَ الشُّعَراءُ في الْقَوْلِ بَعْضَهُمْ
لَما قيلَ ذا في الشِّعْرِ أَبْلَغُهُمْ قَوْلا
فَرَبُّكَ يولي ذاكَ فَضْلاً بِحِكْمَةٍ
وَيَمْنَعُهُ عَنْ ذا فَسُبْحانَ مَنْ أَوْلى
وَما الْبَوْنُ بَيْنَ النّاسِ إِلّا لِيَكْمُلوا
بِبَعْضٍ وَكُلٌّ في الّذي نالَهُ يُبْلى
فَيا مَنْ حَباكَ اللهُ فَضْلاً أَلا فَكُنْ
شَكوراً يَزِدْكَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَضْلا
وَلا تَجْحَدَنْ فَضْلَ الْإلهِ تَعالِياً
عَلى خَلْقِهِ وَاللهِ خابَ الّذي اسْتَعْلى
أحمد المنصور العبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق