ابتهال و تفاؤل
حياة الخلائق قضاء و قدر و لكل امرء مآل
فلكل عبد قدر و طوبى لكل مبتل له آمال
و الدنيا دار ابتلاء و لا يتحمل إلا المتفائل
و لا ريب أن وعد الله حق و الله لا يخذل
إنما يؤخر الفرج لاختبار العبد و للقدر أجل
ذلك حكم الله فقد عاش البلاء كل الرسل
و ما أوتي الأنبياء التمكين إلا بعد الأهوال
و قد ذاقوا الشقاء و مروا بالشدائد الثقال
ذلك برهان حب الله لعباده و ذلك الدليل
فللواثقين بالله فرحة بالبلاء و عزم يتحمل
و إذا غلقت الأبواب فباب الكريم لا يقفل
و إذا علق الله عبدا بأمر فإن العطاء مقبل
و الطامع في تأيد الجبار يستغفر و يحوقل
يسجد بين يدي الله مفتقرا يدعو و يبتهل
يلجأ لله يسبح بحمده في الغدو و الآصال
أمله في كرم الله و إنه لا يخزي و لا يخذل
فإنه جواد لا يصد من يتضرع إليه و يتقبل
هو سند المضطر و الذي يغيث و يتفضل
فلا يغضبه إلحاح العباد الواثقين و لا يمل
فإنه مقسم الأرزاق للعباد و إنه هو الكفيل
ذلك ما وعد الخالق و ذلك ما أكده التنزيل
فالأرزاق بيد الوهاب و لا تجدي معها حيل
و لا تبديل لكلمات الله و إن حكمه فاصل
إنه قضاء و قدر و قد سطره الله مند الأزل
فمن كذب بآياته فإن القهار شديد المحال
أنت غايتي في الدعاء فأنت الحلم و الأمل
حباني الكريم بقلبك و أنت التوأم و المثيل
فسواك لا أريد و أنت المهجة و نور المقل
و دونك أنا كطير مكسور الجناح قلبه عليل
أو كربان يتقاذفه عباب اليم و نجاته محال
كتائه دخل أجمة فضل سبيله في الأدغال
كفلول خميس منذحر و قد غشاها الجندل
انت المراد الوحيد و ريحانة ليس لها مثيل
جذبني وجدك كسحاب تسوقه رياح جفال
أفر منك إليك لأنك آمنة و مرادي المأمول
دونك أنا كعدم و في قربك السعادة تتمثل
فأنت أميرة الحسان كأنك بدر حين يكتمل
تواضع رفيع و خلق نبيل و بهاء أخاذ يذهل
زمردة نفيسة عريقة الأصل يشهد لها الكل
وقار الأكابر و عزة نفس يضرب بها الأمثال
لؤلؤة كالدر المكنون و طيبة ليس لها مثيل
فأنت عطر مسك يتشرف به البوح الأسيل
انت حظ منقطع النظير أكرمني بك الجليل
هكذا أراك و إن الخالق شاهد على ما أقول
آ.خ.حمو أشوخان
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق