مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 30 يناير 2022

في الشتاء و وصف البرد و الثلج بقلم حمدان جمودة الوصيف

 في الشتاء ووصف البرد والثلج 

ألقى الشّتاء كَلْكَله، وأحلّ بنا أثقاله. مدّ الشتاء رِوَاقَه، وألقى أَرْوَاقَه، وحلّ نِطَاقَه. ضرب الشّتاء بِجِرَانِه، واستقلّ بأَرْكَانِه، أناخ بِنَوَازِلِه، وأرسى بِكَلَاكِلِه، وكَلَحَ بوَجْهه، وكشّر عن أنيابه. في الشتاء كَلَبٌ، وفي الهواء غِلَظٌ، قد عادت هامات الجبال شَيْبًا، ولبست من الثّلج مُلَاءً قشيبا. شابت مفارق البُروج، لتَرَاكم الثّلوج. ألمّ المشيب بهامات بِيضَتْ لِمَمُها، قد صار البرد حِجَابًا، والثّلج حِجَازًا، برد يعبس له الوجه الطَّلْقُ. برد يُزْوِي الوُجوه، ويُعْمِش العُيُون، ويُسِيل الأُنُوف. برد يُغَيِّر الألوان، ويَقْشِف الأبدان. برد يُقَضْقِضُ الأعضاء، ويَنْفُضُ الأحشاء. برد أَجْمَد الرِّيقَ في الأشْدَاقِ، والدَّمْعَ في الآمَاقِ. حال بين الكَلْبِ وهَرِيرِه، والأَسَدِ وزئيره، والطَّيْرِ وصَفِيرِهِ، والماء وخَرِيرِه، نحن بين لَثَقٍ ودَمَقٍ وزَلَقٍ.

حمدان حمّودة الوصيّف ... تونس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق