( لجبر الخاطر قاصدين)
يُراودُني سؤالًا لماذا لا نكون لجبر الخاطر قاصدين؟
نَقصد بهِ كُل مُحتاجٍ وسائلٍ وحزين
نُكفكف الدموع ونملئ بالفرح قُلوبَ المساكين
أنّ نقصدَ بالجبر وجه الله ونمضي مُطمئنين
دون سابق إنذارٍ يَختطفُ الموت أحبتنا في كل حين
تتقطع نياط قلوبنا من بعدهم ويقتُلنا إليهم الحنين
ستُطاوق أعناقنا الأحزان إن لم نكن بِرضاهم فائزين
لا يُسعفنا حينها ندمًا ولن تنفعنا دموع النادمين
ولو بكينا فوق شواهِدهم بعويل الارض أجمعين
غير أن الحسرة ستأكُلنا وسنمضي العمر آسفين
ربما نُخطأ قصدًا أو سهوًا ولسنا عن الخطأ معصومين
لكن من ابتغى رضا الله أقبلَ بالتوبة وكان من التوابين
الدُنيا أرض ابتلاء وجميعنا فيها بالهموم مُثكلين
هذه الأرض لا تستحق أن نمضي فوقها بقلوب الحاقدين
ولسنا فيها إلا لنؤدي رسالةً ونسأل الله أن نكون من الصالحين
لا الأرض ستدوم لنا ولا نحن فيها بمخلدين
اليوم نحن فوقها وغدًا في جوفها مدفونين
انشرو المحبة قدر ما استطعتم وكونوا بها صادقين
لن يفيدنا في جوفها غير عملٍ صالحٍ و دعاء المُحبين
لما نُحمل أنفسنا مالا طاقة لنا به وكلنا راحلين
إن من أعظم الأعمالِ عند الله جبر المكسورين
اقصدوا بالجبر وجه الله يجبركم الله بها لو بعد حين
ضُعفاءٌ نحن لا حول لنا ولا قوة قلوبنا خُلقت من طين
فامضوا بقلوب صادقة وإذا عاهدتم كونوا للعهد مُخلصين
لا تنشروا البغضاء بينكم ولا تمكروا والله خير الماكرين
أقبلوا على بعضكم بالود والمحبة فالله يحب المتاحبين
وفي رحاب الأرض قصدًا لجبر الخاطر كونوا ساعيين
اصلحوا الذات بينكم وكونوا للجنة طامعين
نحن عباد الله بالأرض لنعبده حق عبادة ونقتدي برسوله الأمين
كيف لقلوبنا أن تقسوا كما الحجارة وقلوبنا للجبر أشد المحتاجين
لما نتصنع القسوة ولو كشفنا غطاء قلوبنا لوجدناه كطفل حزين
لم يخلق الله القلوب قاسية بل جعلها بمعسول الكلام تلين
فلا تكن بالقسوة جارحًا ولا تتعمد أن تَكُن من الجاهلين
فلا يَفُز من كان بقلبهِ ذرةً من قسوة بل هو أكثر الخاسرين
عودوا لله بنوايا صادقة واسالوه عفوًا فهو أرحم الراحمين
سبحوه كثيرًا واستغفروا وكونوا له من الساجدين
ولجبر الخواطر كونوا قاصدين
ولجبر الخواطر كونوا قاصدين....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق