أصاب فؤاديْ سهمُ عشقٍ مُحَرّمُ
براهُ غداة العيد بدرٌ مُلَثَّمُ
منيرٌ حجاب الوجهِ كالوجه بارقٌ
سناهُ يضيء الكون والشمس تُلْجَمُ
وما كنتُ إلا كوكباً شكّ عتمتيْ
ونوّر وجهي أو قدودهُ مَبْسمُ
ولم أرَ سهماً مثله دون قوسِهِ
يصيد الحنايا لو أهلّ المُحرَّمُ
فيا شهر شوّال الذي فيه ستّةٌ
وأنت لشهر الصوم شهرٌ مُتمِّمُ
وحرّم الله فيك قنص الظباء وال
طيور ، إذن ماذا يصيد المُنعَّمُ
أصاد فؤادي دون قصدٍ يسوسه
أم القلب من صادهُ والقلب أغشمُ
كنسر بلا جنحان أصبحتُ تائهاً
وجسمي غدا دوني بناءً يهدَّمُ
فلولا مراسيلٌ أتتْنيْ من الهوى
أويتُ إلى قبرٍ من الجَورِ يعصمُ
ولا حقوقٌ قيّدتْ جلّ ذمّتيْ
جعلتُ الهوى بالله يأليْ ويقسمُ
لألّا يخون الحبَّ يوماً متيّمٌ
وألّا يغشّ القول يوماً مُغمْغمُ
فهذا يمينٌ صادقٌ غير ضائعٍ
فلو نازعتني في غرامك فاطمُ
وليلى ومن صاد القلوب وعادني
سأبقى كوسْمٍ لا يشافيه بلْسمُ
فيا رَبّ ما هذا الجمال فكم غرقْـ..
تُ فيه وأحياناً كأنّه ضيغمُ
وطيّب نفسي طيْبُ من كنتُ صيدها
وأجّج شعريْ صدّها حين أحلمُ
وحظّي عذابٌ من غرامٍ شربْتهُ
وشارب حُبٍّ علّة ُ الداء يعلمُ
وكان الدواء العذب وصلاً تبرّهُ
وأشلاء جسمي دون برٍّ تُحطَّمُ
ويمّمْتُ نحو الشرق كي أزورها
وفي الغرب قاتلتُ القِلى حيث يَجثُمُ
فكان شروق الشمس من رمش عينها
وكان غروب الشمس شدّهُ مَبْسمُ
ألا قاتل الله التّذكّرَ موهناً
أنا مبعدٌ عنها ونجمي مُكَمْكِمُ
أنا في ربوعٍ لم تصادرْ أصابعيْ
وأنت مقيمٌ في ديار ٍ تُلجِّمُ
فيا رُبَّ ذكرى هيّجتْ مُتوعَّكاً
تراهُ يعاني حيث نام ويكتمُ
ألا في سبيل الحُبّ ما ذقْتُ هائماً
وفي ذمّة الله الفتى حين يُعدَمُ
فيا عرس مجدٍ أنت غيثٌ و جدولٌ
وماءٌ يجاري أرض نبْتيْ ويلْثمُ
أتذكر لمّا كنتَ تسقي قصائديْ
فلو كنتَ سلواناً يُذكّرك الفمُ
دميْ دمُكَ الساري وقلبي مضخّةٌ
يضخ الدم العشقان فينا ويسجمُ
على ضفّة العاصي عصيتُ مواجعيْ
وماذا إذا صوّتْتُ إذ كنتُ أُظلمُ
أيا عاذل الأحباب بالله لا تلمْ
أليفاً يغنّي وردةً حين يقدمُ
فذي من أريجٍ أو عبيرٍ حجابها
وأحسب ذا أو ذا كأنّهُ توْأمُ
سألْتُ وريقات الخزامى عن الندى
وحاذرتُ بستاناً كواه المُتيّمُ
فكان الجواب المبتغى ما سمعتُهُ
و ردّيْ : أحقٌ أم رياءٌ تُرَنِّمُوا
فكلّمْتُ بستاناً تجاهلْتُهُ وما
درى داخلي إنّ النجوم تُقوّمُ
فلمّا أتاني ردّهُ صاحت النجو...
مُ هذا شهيدٌ كاذبٌ لا يُقيِّمُ
كواه حبيبٌ كان يسقي جذورهُ
فكيف يقول الحقَّ من خانهُ النموْ
فواسيتهُ حتى نسيتُ اختلاقهُ
وما زلتُ في حزني أنوحُ وألطمُ
فلو مرّ بالأحزان حزنيْ يجرّها
ولو مرّ بالأفراح يبكي المُرنِّمُ
كأنّيْ من الأحزان أُنْجِبْتُ عاشقاً
وقد تنجبُ الأحزان صبّاً وتَفطِمُ
وآهات صدري تنجبُ الويل موهناً
مِخاضُهُ يُعييْ كلّ أنثى ويَعقِيمُ
أنا أنت يا من في فؤادي وضعتُهُ
وأطعمْتُهُ كِبْديْ كأنّه مُطعِمُ
وساءلتُ عصفوريْ متى في جوانحيْ
قوادمُ وصلٍ كالقوائمِ تَلْأَمُ
وأمّا أنا يا مالك الكون عابدٌ
فؤاديْ عليلٌ من ذنوبيْ مُقسّمُ
توجّهتُ نحو الحُسْن أرجو لقاءه ُ
وأنت الذي وزّعتَهُ يا مُقسِّمُ
لقاؤكَ أرجو طاهراً غير آثمٍ
فما أجمل اللقيا وجرميْ مُهدَّمُ
ذنوبي تعدّتْ كلَّ عَدٍّ أعُدُّهُ
وعندك قِطٌّ فيه ذنبي مُرقَّمُ
تجاوزْ إلهيْ عن ذنوبٍ كثيرةٍ
فأنتَ الذي تمحو ذنوباً وترحمُ
لك الملْكُ لا ندٌّ يساويكَ رحمةً
لك الحمد أنت الرَبُّ تعفو وتعصمُ
إلهيْ أنا عبدٌ أتيتكُ تائباً
وحالي عسيرٌ لو بما جُرتُ أَقْدُمُ
على جُنحتي قلبي لسانٌ مُشهّدٌ
وعيني غدت عيناً فهل ذي تُجرَّمُ
أ ساقي إلى نارٍ تفور تسوقني ؟
وما خفْتُها يوماً وأنتَ أُعَظِّمُ
وخفتُ من الخلّاق حتى دعوْتُهُ
بما قال موسى وعيسى وآدمُ
دعوتكَ يا فردٌ دعاء مُحَمَّدٍ
دعاءً جميلاً صار نبضيْ يُنظِّمُ
دعاء الذي سوّيتَه سيّد الهدى
أبو القاسمِ الخاتمِ بدرٌ مُتمَّمُ
دعوتك حتّى جفّ قاموس منطقي
وريقيْ كنبتٍ يابسٍ يَتهشَّمُ
فيا بَرُّ هل جفّتْ ذنوبي جميعها
وظنّيْ ذنوبي أصبحتْ لا تُجرثِمُ
فهذا جميل الصنع منكَ فضيلةٌ
يلاشيْ عيوبيْ كُلّها ويُعقِّمُ
فلو غصتُ في بحر الغياب رأيْتنيْ
وجسمي إذا بُتّكَ لحماً تُلملِمُ
فأين فراري منكَ أو أين ناصريْ
أيبقى غداةَ الصعقِِ غيركَ يَحكمُ
أحرّقُ جسمي أم أساويْه ذرّةً
وهل حرقهُ ينجي عبداً يُحجَّمُ
وفي الحالتين الحكْمُ يا خالق الورى
من العدلِ ، آهٌ من عيوبٍ تُسمِّمُ
ونفسي سأشفي قبل موتيْ بتوبةٍ
وقصْريْ سيبنى في جنانٍ تُنعِّمُ
فيا راحمٌ تابتْ عيوني وقاتلتْ
ظنونيْ وطاب الحب صرتُ أفهمُ
وطاب فؤاديْ خاشعاً بين أضلعيْ
وأمّا لسانيْ حُبّهُ هل يُترجَمُ
ورأسيْ على الأرضِ كثير السجودِ ما
بقيتُ ، وفي طيّاته العرق يُسْلِمُ
وعقلي سيبقى سيف عدلٍ على رقا...
بِ آثامِ أيدٍ حيث عشْتُ ويَجْزِمُ
جميع الحقوق محفوظة
أمجد عواد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق