مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 1 فبراير 2022

أدمنت حبك بقلم جميل شريقي

 أدمنتُ حُبَّكِ 

 

==============

أدمنتُ حبكِ ما أدري له سببا 

حتى شعرتُ بهذا القلب قد سُلِبا 

وكنتُ أحسبُ أن العشقَ مهزلةٌ

وليس يطرقني حقاً ولا سرَبا 

وأنَّ عقليَ يحميني إذا خطرت 

ميساءُ قدٍّ وأن العقلَ ما وجبا 

وأنَّ قوس الهوى بالكاد يقنعني 

أنَّ الغرامَ من الإحساس ما اضطربا 

وأنَّ حوراءَ لحظٍ لا قتيل لها 

وزاعم اللحظ والتأثير قد كذبا 

حتى رأيتكِ فاستسلمتُ بل سقطت 

من عقليَ الصُّلبِ ما أخفاهُ فانقلبا


أدمنتُ حبكِ كالأفيون أجهلُهُ

حتى تحرَّكَ في الأوصال واقتربا 

فليس يتركني أصحو ولا جلدي 

يقاومُ السحرَ حتى عاد محتسبا 

جمالك السحرُ أرداني وحيَّرني 

فما أحسُّ سوى أن الحياةَ صبا 

وأنَّ قافيتي أمست تعاكسني 

وأينعت في كروم خوافقي عنبا 

حتى سكرتُ بلا خمرٍ ولا عنبٍ

فقوة السحرِ في عينيكِ حدُّ ظبا

وعدتُ منتشياً في حبِّ غاليتي 

حتى طربتُ وزدتُ مواجعي طريا 


أدمنتُ حبكِ مذ ضاقت مرابعُنا 

وكنتِ قافلتي والركبَ إذ ركبا 

وكنتُ مبتهجاً إذ كنتِ في خلدي 

و ناظري يشهدُ البسماتِ والشنبا 

وأصبح الرملُ مروياً إذا نظرت 

تكرماً  نحوه عيناكِ فاختصبا 

أليس حبُّكِ مرآتي و فيض جوى؟ 

ألستِ غازيةً قلبي وما وهبا؟

أدمنتُ حبكِ لا شكوى تحرضني 

ولا شكوتُ ولا أحسستُ بي وَصَبا


أدمنتُ حبكِ فاغتالتكِ من فرحي 

أصابعُ الحزنِ حتى صرتُ مكتئبا 

وهاجم الموتُ من أهوى ففازَ بها

واوجعَ القلبَ واستولى وما هربا 

تعوَّدَ الموتُ أن يطوي أحبتنا 

ويزرعُ الدمعةَ الرعناءَ والتعبا 

ويسرقَ البسمةَ العجلى على عجلٍ

ويتركَ الخافقَ الولهانَ ملتهبا 


أدمنتُ حبكِ رغمَ الموتِ فانتظري 

ففي غدٍ نلتقي في برزخٍ عجبا

ونعزف الحبَّ لحناً في مقابرنا 

وتعلمين بأنَّ  الوصلَ قد قرُبا

وأنَّ حبكِ ادمانٌ غزا جسدي 

فأوهنَ العقلَ واستعلى وما اغتصبا 


بقلمي 

جميل شريقي 

(تيسير البسيطة)

سورية

السبت ٢٩كانون الثاني ٢٠٢٢م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق