مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 7 فبراير 2022

رسالتي إلى أمي بقلم زهير قنبر

رسالتي 

إلى أمي"

من  أين  أبدأ  لا  أدري  
و الحرفُ يُعاندُ سطري
أضناه  ويضنيني
بركانُ  الشوق  تؤججه 
نيران  البعد  فتكويني

ما عادَ  العيدُ بأفراحٍ 
طفلاً لأضم  تناديني
كي تراني تناديني
ما عاد البيت يضجُّ كما كانَ 
ما عاد الرَّجْعُ دعاءً ألحانا
سبحانك ربّي !
ملأت  القلبَ  حنانا
وغدا  الحضن بدفءٍ  أمانا 

يشدني العطفُ يستهويني
مازلت طفلاً والرفق يغريني
كبرتُ والأحفاد تناديني
وأنا الذي أنادي 
 ألا أمي  فضميني
أمامك لا أكبرُ أبدا
أشكو الهمَّ وأرجو سندا
من هدهد طفلاً يهجره النوم
من ذاق اللوعة يتعبه اللوم
من واسى نفساً من قلقٍ 
ليشع الوجه بهياً من ألقٍ   
أحنُّ إلى هدهدات سريري 
والغفوَ على لمس ذراعٍ حريرِ
وصوتك مازال يشجيني

عجز الوصف بألفاظٍ مكررةٍ 
فما عادت تكفي وتكفيني
يبوح الصوت بنبرته
فيمزق أشلاء القلب
أماه  أناديكَ وشوقي
لهبٌ يغلي بدماءِ شراييني
لولا الحياءُ لذرفت دمعا
من البعد القاتل المُهين
أترانا نلتقي والرجاء بخالقي
آه كم أخشى غدر السنين 
مزقنا الجور و بعدٌ
 والأنيابُ تقطع بسكينِ 
طارد الأحلامَ وهمٌ 
 في فضاء البعد يا قرة العين
فما وجدت لها دوحا
وأخشى الفراق يرديني

ماذا أصف ؟
 حناناً ام عطفاً ام لهفةً
ام رقة القلب ام 
خوفاً تلفَّع بحنينِ
ولو شئتُ ملأتُ  دواويني

غصت  ألفاظ الشعر  وأبحره
فما عادت تساعدني 
أو تسليني
ولا ماء بها يروي
ولا حَمَلت سفيني
أو رسا بشطها مركبي
تاه سفيني
والغيمة التي كانت تظلني
ما عدت أراها
هبت رياح تنوء بنا 
فما عادت ترويني

 أتعطي الشمسَ نورا إذا أطلت
أم تأخذُ منها خاب يقيني
حسبها الإشراق أينما حلت
يشع  نورها بالتقى والدين 
ماذا أقول في عيدِك 
فيومٌ لا يكفي
عجز الوصف 
والألفاظ تحشرجت
ضاعت ترانيمي

  تاهت حروفي
فما اهتدت  لتهديني
كبرتُ وأشتهي ضمةً أو قبلةً
تزيلُ همي وأنيني 
 أتراه يعود الحصاد لتخطفي
جرزة القمح من أمامي إذ تسابقيني
أراها تعود جلساتنا في الحقل والبساتين
أو ركضٌ خلف فراشاتِ 
هربا من قطف الزيتون
 والصوتُ ينهر كسلا
 تهديدك الحاني يزيد عنادنا 
 تخفي الضحكةَ كي لا نرى هزلا 
وصوت الجِدِّ بالمبينِ

ندعو لكِ اللهَ  بطول عمرٍ
 يمدّه 
وذوات الحنان من أمهاتِ العالمين 
✍زهير قنبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق