لوعة المشتاق
بقلم د حفيظة مهني
_______________
ودعته والدمع غزير على وجنتيّ اندلق
ظننت أنها سحابة صيف ريحها بابي طرق
قلت هات كفيك فيهما طيب الأنس و العبق
سأفنى إن هجر ت مراحي و سلتني الطرق
فلمحته ينسل يديه من يديَ بمهل ما رفق
و العين تبوح بحديث وله الفيه به ما نطق
تبعثرت أنفاسي و تعثر الزفير بالشهق
كأن الوجع و الأنين على شتاتي اتفق
حينها رأيت نور الإصباح عانق هدبه الشفق
ونبض القلب أضحى رمادا جمره بي احترق
فكيف هان ودي عليه و أنا الريق و الرمق
و أنا الخمر بلياليه و قطر المطر و الودق
أراني عصي الكرى إذ شوقه بصدري طبق
يدور طيفه بكأسي كترياق أسكرني ما شفق
أو كأني نديم أغفو إن خالط كفيه العرق
و يصحو وسني إن غاب شبيه القمر و غسق
-حنانيك -كيف تهجرني وأنت الربيع و الألق
و زهر جواك أيرق بين ضلوعي عطره عبق
تمدد حرف الغزل على الشفاه وبرضابه غرق
فاشتكى القلب لوعته وأشهد الدمع و المؤق
استيقظ الجفن والروح نائمة بشرفة الحبق
كلي يتجنى وقد اضعت هنائي فمن سرق
ترفق لا تماطل الوصل فالفؤاد يكابد الأرق
يا قبس من نار فالفراش من لهيبك احترق
أدن مني فالشطرنج مع الحب لا يتفق
أو ارحل بعيداً فقميص الشوق كاد ينفتق
كسرت الأقلام و مزقت ذكراه مع الورق
ونثرت غباره من رفوفي كأنه بي ما مرق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق