في وصف الرياض
روضة رقّت حواشيها، وتأنّق واشيها، روضة كالعقود المُنظّمة، على البرود المُنمنمة. روضة قد نشرت طرائف مطارفها، ولطائف زخارفها، فطُوِيَ لها الدّيباج الخسرواني، ونُفِيَ معها الوشي الإسكندراني. روضة قد راضتها يد المطر. روضة دبّجتها أيدي الندى. أخرجت الأرض أسرارها، وأظهرت يد الغيث آثارها، وأطلعت الرّياض أزهارها. الرّياض كالعرائس في حليها وزخارفها، والقيان في وشيها ومطارفها، باسطة زرابيها وأنماطها، ناشرة حبرها ورياطها، زاهية بحمرائها وصفرائها، تائهة بعوانها وعذرائها، كأنّما احتفلت لوفد، أو هي من حبيب على وعد. روضة قد تضوّعت بالأرج الطّيّب أرجاؤها، وتبرّجت في ظلل الغمام صحراؤها، وتفاوحت بنوافج المسك أنوارها، وتعارضت بغرائب النّطق أطيارها.
حمدان حمّودة الوصيّف. تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق