مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 13 فبراير 2022

و تحت الرغوة اللبن الصريح بقلم محمد الدبلي الفاطمي

 وتحت الرّغوة اللّبنُ الصّريحُ

سأبحثُ عنك في كلّ المناحي***وقد تعب الفؤادُ من الكــــــــــفاحِ

وعنك سأقرأُ الفرقان حـــــــتّى***أجدّد فطرتي بندى النّـــــــــجاح

سأسأل أحرفي شــــــعراً ونثراً***لأبدع ما يقودُ إلى الصّــــــــلاح

فأنتِ من الصّبا لغتي وحسّي***وأنت الفجرُ في فلك الفـــــــــــلاح

وفي خلدي سأنبشُ كلّ يوم***تلحّفَ بالمــــــــــــــساءِ أو الصّــباحِ

////

أسيرُ وراء فاتنة الخيال***وآملُ أن تجــــــــيبَ على سُـــــــــؤالي

حديث عيونها نظمٌ رفيع***به الأشعارُ ترقــــــــصُ في خـــــــيالي

سكرتُ بروعة الإبداع لمّا***تبعثرت الرّؤى فــــــــي قـــــعْر بالي

كأنّ حروفها نـــــــورٌ ونار***بضوئهما أسافر فـــــــي اللّـــــــيالي

وتلكم في الهوى لُغتي وفكري***بها الألفاظُ خلّدت المـــــــــــعالي

////

لساني قد تعلّق بالقمرْ***فأجبرني على رســـــــــم الصُّــــــــــوَرْ

قرأتُ به النّهى أدباً وفقهاً***فعلّمـــــــني الحــــياة من العِــــــــــبرْ

فرشتُ له المودّة في فؤادي***وبالعـــــــــــينين قبّــــلهُ البــــــصرْ

عشقته في الصّبا مذ كنتُ طفلاً***فكان من القضاء هـــــو القـــدرْ

تبعته في الخطى ركضاً ومهلاً***فكان تَنقّلي نعــــــم السّـــــــــفرْ

////

لسانُ الضّاد مفخرةُ القلمْ***تعلّمهُ الكثــــــــــــيرُ من الأمـــــــــــمْ

تطوّعه العقول إذا استعدّت***وتدركه العزائم والهــــــــــــــــــممْ

يحبّك إن أتيـــــــت وأنت حرّ***لتصـــــــحبه إلى أعلى القــــــمم

فيسمعك العروبة في عكاظ***ويسمعك البـليغ من الحـــــــــــــكم

فعلّم ما استطعت بكلّ جدّ***لأنّ الله علّــــــــــــــم بالقــــــــــــلـم

////

أحبّك أنت يا لغةَ العقول***أيا لغة التّـــــــــــــنوّع في المــــيول

أتيتك بالسّلاسة من معين***به الألفاظ تهـــــــجم كالـــسّــــــيول

ومن خلف اليراع تلوت شعرا***تحفّ بنظــــــــمه لغة الفــحول

أسافر كالهلال مع اللّيالي***لأكتشف المــــزيد مــن العـــــــقول

وأبحث في البلاغة عن بيان ***بذاكرة تمــيل إلى الأصـــــــول

////

بهاء ثقافتي أدب ملـــيح***بروعته المــــــــــشاعر تـســــتريح

يشّع به البيان كمثل شمس***أشّعتّها لها الأثر الصّــــــــــــحيح

ونظمه للكــــــــــلام له غناء***وتحت الرّغوة اللّبن الصّـــريح

فكيف تغيّر التفـــكير فينا؟***وحرف الضّاد حاصره الطّـــــليح

أعاق ثقافة الإبداع لغـــــــو***بفعل سواده انقرض المــــــــليح

محمد الدبلي الفاطمي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق