فستان الغياب
وبعد قرار حازم ..
اقتنيت من أعلى درج بخزانة ذاكرتي في الرواق الأوسط ..فستان الغياب ذو اللون الأسود المشع لمعانا وأناقة ..
يمينا على المنضدة الخاصة بأدوات الزينة كحلت أحداق عيني برحيل حلمي ووضعت من قلم الشفاه أحمر قاتم على شفتاي بلون الصمت المطبق ..
لا ضير في أن أجمل خداي بلمسات من ظلال الصمود ..مع رش قطرات عطر فواحة بأنفاس متمردة في جوف الحرف .
حملت حقيبة الخيبة ومفاتيح الوهم ..مع قليل من عملة بيع الضمير ودفتر شيكات نصب واحتيال ..
مع رقعة معاهدة تنص على الوفاء والوعد بالبقاء الأبدي..
وأخيرا ..انتعلت كعب كبريائي العالي قبل الخروج من باب البيت شربت نخب الموت المجهول تجرعته بمرارة القرار ونشوة التحدي ..
قدت سيارتي بسرعة عمري الماضي وتوجهت إلى مقبرة الأحلام دفنت جثة الأمل بعد ما دثرتها بكفن النسيان معطرة إياها ببخور الصبر والسلوان ..
رسمت قبلة أخيرة على جبين جثمان الحب العقيم
دفنته بين شغاف القلب وصليت ركعتي انتصار مرتلة
آيات الفقد والخذلان ..
ربما إن شئت مع مرور الزمن نفخت في صور الندم وبعثته وربما صعق نبض قلبي وبعثنا كلانا بعد زمن طويل ...
بقلمي
سلمى العزوزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق