مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 20 فبراير 2022

الإنسان ويوم القيامة القسم الخامس بقلم د فالح نصيف الحجية الكيلاني

 ( الاىنســـــــــــا ن  ويــــــو م  الـقــيــــــــــــا مــــــة )  القسم الخامس  - الاخير

.

بقلم  :  د.  فالح الكيـــــــــــــلاني

.

ومن عجيب صنع الله تعالى ان الصوت  هذا المخلوق العجيب لايبلى ولا ينتهي الى العدم بل تحتفظ به السماء في طبقاتها العليا وهذا ما اكده علماء الاصوات حديثا  ولما كان الصوت يحدث نتيجة فعل اوعمل ما   لذا تكون  اعمال الانسان واقواله  محفوظة في  جو السماء منذ خلق البشرية والى نهايتها في يوم القيامة ولا يوجد صوت يشبه صوت اخر كما في البنان  اي  لمسات الاصابع  لا توجد لمسة تشبه لمسة اخرى   او مسحتها  لذا فالاصوات كلها محفوظة في طبقات الجو العليا  وقد عمد العلماء حديثا على امكانية استعادة الاصوات لبعض الاشياء فنجحوا  ولو  توصل العلماء اخيرا الى  امكانية استرجاع الاصوات لحدثت في العالم معجزة كبيرة الا  وهي اعادة اصوات الانبياء  ومن هنا نستطيع تثبيت اقوالهم  فنتخلص - نحن المسلمون -  من كل قول نسب الى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  وهو لم يقله  اوافتري عليه به  وكم تمنيت في نفسي   منذ  ان اطلعت على  هذا الخبر في الثمانينات من  القرن الماضي  ولحد الان  ان يحدث هذا  وانا على قيد الحياة   لارى  واسمع ذلك الصوت العظيم الذي يتمنى كل مؤمن سماعه  ولتزول  هذه الغشاوة التي اكتنفت الاحاديث النبوية الشريفة  فاضطرالعلماء الى  تقسيمها بين ضعيف وحسن وصحيح  ومتواتر – ففي  يوم القيامة  يسمع كل انسان عمله بصوته وكذلك يرى عمله –مستنسخا – صورة وصوت قال تعالى:

( انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون )  سورة الجاثية  الاية \ 29

حقيقة لا مراء فيها  فلم يستطع الانسان يوم القيامة من اخفاء عمله اوفعله لانه مستنسخ وثابت يراه بام عينيه ومهما اراد ان يتخفى  في عمل سري يظهره واضحا  كما يشاهد اليوم فيلما حيا على شاشة التلفاز ثم قدر فعله وعمله يكون جزاءه قال تعالى:

( يومئذ يصدر الناس ليروا اعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره* )

سورة الزلزلة الايات \ 6-8

فيكفي الانسان ان يكون حكما على نفسه بعد رؤيته اعماله وافعاله حية  وتوثيقا لهذ ا المشهد فان اعضاء جسمه تكون شاهدا عليه  في كل مايعمل .

اذن  في هذا اليوم  يقسم  الخلق  قسمين  قسم  يؤخذ الى الجنة وقسم يسحب الى النار  وقسم اخر  ذكرهم الله تعالى هم قوم  قلّت حسناتهم عن حسنات  اهل الجنة فلا يدخلوها وهم يطمعون في دخولها  وقلت سيئاتهم عن سيئات اهل النار فلا يدخلون جهنم فهم بين بين وهم قليل غلبت اصحاب الجنة واصحاب النار عليهم . اسماهم الله تعالى

في كتابه العزيز ( اهل الاعراف )

اما اصحاب الجنة  فينقسمون الى مجموعتين  كل حسب عمله وما اكتسب من حسنات في الحياة الدنيا  \ لاحظ كتابي اصحاب الجنة في القران الكريم :

المجموعة الاولى \ السابقون السابقون وهم المقربون قال الله تعالى:

( والسابقون السابقون * اولئك المقربون * في جنات النعيم * ثلة من الاولين * وقليل من الاخرين * على سرر موضونة* متكئين عليها  متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * باكواب واباريق وكاس من معين  * لا يصدعون عنها ولا ينزفون* وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون* وحور عين*  كامثال اللؤلؤ الكنون *  جزاء بما كانوا يعملون * لايسمعون فيها لغوا ولاتاثيما * الا قيلا سلاما سلاما * )  سورة الواقعة الايات \ 10-26

المجموعة الثانية  هم الذين يدخلون الجنة ايضا الا ان حسناتهم  اقل من المجموعة الاولى وهم اصحاب اليمين قال الله تعالى :

( واصحاب اليمين * ما اصحاب اليمين * في سدر مخضود* وطلح منضود *  وظل ممدود *  وما ء مسكوب* وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة * انا انشأناهن انشاءا * فجعلناهن ابكارا* عربا اترابا * لاصحاب اليمين* ثلة من الاولين وثلة من الاخرين  ) سورة الواقعة الايات \27-40

اما اصحاب النار  فقد وصفهم الله تعالى فهم:

( في سموم وحميم * وظل من يحموم * لابارد ولا كريم*  انهم كانوا قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الجنث العظيم * وكانوا يقولون ا اذا متنا وكنا ترابا وعظاما ا انا لمبعوثون * او اباؤنا الاولون*  قل ان الاولين والاخرين * لمجموعون الى ميقات يوم معلوم * ثم انكم ايها الضالون المكذبون * لاكلون من شجر من زقوم* فمالؤون منها البطون * فشاربون من الحميم * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين *) سورة الواقعة الايات \42-56

فهم في ظلمات خالدون وفي العذاب مشتركون.

واني والله بطبيعة نفسي اكره الظلام والافول واليوم المعتم  والمغبر والعاصف واحب الضياء والنور والورد والحبور  وتنشرح نفسي عند الفجر والشروق وسناء الشمس .

اللهم اجعلنا من اصحاب الجنة من الذين ثقلت موازينهم  وسيقوا الى الجنة  زمرا  قال تعالى :

( حتى اذا جاؤها وفتحت  ابوابها  وقال لهم خزنتها  سلام عليكم طبتم  فادخلوها خالدين *  وقالوا الحمد لله الذي صدقننا  وعده نتبوء من الجنة حيث نشاء  فنعم اجرالعاملين )

سورة الزمر الايتان \ 37 و47

والحمد لله رب العالمين .

لاحظ كتابي ( يوم القيامة في القران الكريم ) وهو الكتاب السادس من موسوعتي ( التفسير الموضوعي للقران الكريم  )  طبع  دار دجلة  عمان  -الاردن .

امير  البيــــــان العربي

فالح نصيف الحجية  الكيلاني

العراق- ديالى – بلـــدروز



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق