مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 31 مارس 2022

قراءة نقدية للأستاذ وهاب السيد لنص سردي من رواية إبنة الشمس للروائية أمل شيخموس

 الأستاذ الصحفي و الأديب الناقد المتألق

 د وهاب السيد 


قراءة متواضعة في نص سردي للكاتبة الروائية

 أمل شيخموس

نداء رسالة عاجلة ,,,

المقطع السردي من رواية

" ابنة الشمس* "

 للروائية أمل شيخموس يفتح صوراً أفقية تتمدد وتشكل أمامنا لوحات فنية تعبيرية صادمة على شكل نصوص نثرية تخرج من روح السرد الحكائي في خطوة أدبية اتسمت بالشجاعة والتفرد والقوة في عملية توحيد الخطاب النثري مع الشكل السردي , مما شكل خطوة إبداعية جريئة مجددة في رسم حداثة عالية الجمال من اللوحات المجسدة , 

إنها رسالة أنثى في الحياة , رسالة لاتحتمل التأجيل , نسجتها مخيلة الروائية أمل من عمق المعاناة و الشوق النازف والبحث عن الخلاص و الإخلاص و الصدق في عمق الأزمة الإنسانية عامة .

بداية , يصطدم النظر و الحواس في سؤال بداية النص ( ماهذا العالم المصنوع من الكرتون والزجاج ) .؟.

وصف و رسم صورة للعالم المصنوع من ورق المقوى , قابل للطي والتمدد , وصورة أخرى اقتربت من التشبيه بالزجاح الذي هو قابل أيضاً للكسر والتشظي و البعثرة ! .

عالم و أفق أنثى أسرجت فيه جياد الوحشة , والغربة والاغتراب المر ! ( غريبة ياحبيبات الفؤاد القريح ) , إنها صرخة بالفم الممتلئ وجداً وحاجة و شوق و صدق , وندائها أن عجل إلى جنتك عندي , سعادة و سلام و طمأنينة .

ويفتح السرد على مصراعي النداء والبوح على شكل النثر :

ياسيد الرجال ,

هنا مملكة الغنج ,فانزع نعليك ,

وهات كفيك , مني , واقترب ,

لا سلام , بلا عينيك ,

فأنثر لهيبك في دمي , والعويل . .

صورة أخرى تنبثق سرداً للطنين المتلازم

 بلا توقف , أو هدوء , للعقل الباطن , شوق بحجم الأنثى , و الحاجة و الحب في عالم اتشح بالوحشة , لاترى فيه سوى خرائب أحلام مدمرة عبث فيها الزمن !

التحية والتقدير لهذا الهتاف الممتلئ  إحساساً دفقاً متوشحاً ومتوجاً بجمال السرد والنثر والتشكلات الصورية إبداعاً , إنها ومضة من ومضات رواية متكاملة , فكيف تكون وقفتنا أمام الرواية نفسها . . .

                                         

- ماهذا العالم الذي لا أسمع فيه صوتك و همسك و لا أرى عينيك و لا أسمع أنفاسك و لا بسماتك ؟ 

قل لي بالله : ما هذا العالم المصنوع من الكرتون والزجاج  ؟ إني أراهُ عالماً عاجزاً عن الإحساس والمحبة والحياة .. عالمٌ يفتقدك إنَّهُ عالمي المليء بالوحشة والفرقة والغربة .. غريبةٌ .. غريبة يا حُبيبات الفؤاد القريح .. أحبكَ يا صميم الفؤاد النازف يالك من أحمق ! كيف تحرم نفسك مني ؟ أنا الجنَّةُ التي ستُسعدُ فيها لا محالة وسترثُ الملك فيها وتصبحُ سيد العالم المشنوق بانتظارك المر ، أريدك شعلة محبةٍ تضيء لي الطرق المظلمة ، أفتقدكَ ولا أحد يأخذ مكانك الشاغر في روحي فكل الذين تقدموا لاحتلال مكانك الشاغر عجزوا وباؤوا بالفشل . فأنت سيد الرجال فمُدَّ كفيك إلى مملكة الغنج والدلال ولن تندم لأن أصابعكَ ستتلون ذهباً وزمرداً ومُرجاناً ، لا تتردد ياقرحة الفؤاد المذبوح برموشك كالشفرات الحادة التي حلقت في عالمي نسراً ملوناً ، كل لونٍ من حياة وكُلُ حياةٍ من هول أهوال حبك لا تدعني أنعم بالسلام ، في حبكَ رأيت العويل واللهيب في حبك البخيل ، مشتاقةٌ إليك مشتاقة ياطنين الذكريات العنيدة التي لا تأبى أن تفارق مخيلتي النازفة ، ياساكناً في اللاشعور ، في العقل الباطن أتمنى الرحيل عن الأرض مادمت إلى جانب غيري . ألا تفكر في أنكَ خلفتني  وحيدة في عالمٍ موحشٍ لا أجد فيه سوى الذباب الخبيث يحطُ على خرائب أحلامنا المدمرة ؟

رواية ابنة الشمس

الروائية أمل شيخموس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق