مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 29 مارس 2022

حاتم الطائي بقلم أمجد عواد

..              .....حاتم الطائي.....            ....
ذات سوارٍ  قد أهانتْ حاتمَ
وما درتْ إن السخاءَ حاتمُ
لو علمتْ إنكَ تفْضل الندى 
ما لطمتْ خداً سناه طاعمُ
أبا عَدِيٍّ قد أجرتَ عائلاً
وما أجار الفقر إلّا عاصمُ
في كفّكَ الجود وأنت أهلهُ
في بطنكَ الجوع وأنت كاظمُ
ما مُتَّ يا ابن العزّ في عرينك 
ختى نعاكَ البحر والغمائمُ
هذا جوادكَ الذبيح شاهدٌ
لمّا ذبحتَهُ لمن تزاحموا
إذا تكون السارحات مُلْككَ
تجْزرها حتى يغوص العَالَمُ
أو أن يضيق الكون عن لحومها
أو أن تعيق سيفكَ الطلاسمُ
وتجْزر الأنعام لو ما حزْتها
فطبعكَ الشريف طبعٌ دائم
إنْ كنت يا من تبتغي دراهماً
ضاقتْ بكَ الدنيا هو البلاسمُ
يعطي بلا سُؤْلٍ نزيلَ بيته
ومن لقاه في القرى يزاحمُ
لا تبتأس يا واجلٌ لِمَا أتى
ذا حاتمٌ كأنّه الضبارمُ
في صوته زئير ليثٍ واثبٍ
في قلبه بركان طودٍ هاجمُ
فيه سِماتٌ نالها بهمّةٍ
لم تُؤتَ شبه ما اقتنى الضراغمُ
عاش الفتى في جاهليّةٍ مضتْ
لكنْ أيُنسى من رثاه العالَمُ
ما خطّ حرفاً في كتابٍ قد مضى
أو قد أتى وإنّهُ المعاجمُ
لم تعرفِ العربان فرداً مثلهُ
وما رأتْ مثله قطْ أعاجمُ
هذا الذي قيّد نفسهُ فدىً
لمُبهَمٍ صُفِّد ليس ظالمُ
أتعبتَ أمّةً خلتْ من مثلكَ
يا هاشمٌ وأُرهِقَتْ جماجمُ
متى تُجرْ بحراً سقيْتَهُ الندى
تَسْقُطْ عن الأكارم العمائمُ
حللْتَ عن خصمٍ خبيثٍ جُرمهُ
ما حلّ جُرم الخصم إلّا حالِمُ
قد كنتَ أغلى عسجدٍ عرفتُهُ
واليوم مُيِّزتْ بكَ الصوارمُ
واسمكَ حيٌّ يا أبا سفّانةٍ
يقتل بخلاً إنْ خبتْ مكارمُ
سيلكَ عدٌّ لا يجفّ ماءه
يروي ألوفاً لو نمتْ مغارمُ
والشمس تنثني إذا لَحَظْتَها
حتّى تردّها لكَ البراجمُ
كنتَ إذا أظهرتَ وجهكَ الذي
نُوِّرَ طافتْ حولكَ الحمائمُ
أبا عَدِيٍّ نمتَ في راموسكَ
مُطَهَّراً حتى بكاك الحائمُ
عِشْتَ عفيف اليد واللسان في
زمان جهلٍ ما أتاهُ عالِمُ
أزعم لو عاصرتَ دِيْنَ أحمدٍ
لكنتَ بَنّاءً وليس هادمُ
وكنت شبه الصحبِ تحمي الدينَ وال
نبيَّ حتّى يُهْزَم َ المُصَادِمُ
لكنْ مشيْئة الإله قد جرتْ
والله وحده الذي يحاكمُ
       
              جميع الحقوق محفوظة
                                           أمجد عواد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق