مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 28 مارس 2022

أجراس الوداع بقلم أسماء جمعة الطائي

 أَجْرَاس الْوَدَاع

مالي أطيل النظر إلى مرأتي

أَلْمَح مَلامِح يخيم فِيهَا

شَبَح الحزن والألم 

وتبقى الأقدار العابرة تهزني بِقُوَّة

لتسقطني فِي بَحْرِ الهموم والأحزان

وأسأل نفسي مَرَّات عدة 

 ألا يطرق بَاب قَلْبِي النِّسْيَان

ألا تزورني وَلَو غَفْلَة مَلامِح وَجْهَك الْبَاسِم.

تعال إلي فلم يَبْقَى مِنْ الْعُمْرِ عمرا لأعيشه بدونك

تعال إلي فما عَادَت حدائقنا مزهرة كَالسَّابِق

تعال أيها الغائب والتائه فِي متاهات الطَّرِيق،

فَقَد كَسَا الخريف الأبيض خصلات شِعْرِي بَاكِرًا

وَعَصَفَت رِيَاح الْهَرَم وَالْقَهْر بقلبي 

فأسقطتني كزجاج مُتَناثِر فَوْق

 شلالات الْغَضَب العَارِم

 ويراودني الف سُؤَال..؟؟

لِمَاذَا تَرَكْتَنِي بَيْن حُطَام السِّنِين ؟

لماذَا رَمَيْتنِي في أحضان الحزن واليأس  والأنين..؟

أين ذهبت مَشَاعِرِنَا الجياشة.

أين حبنا... أين أحلامنا... أين رسائلنا...

أين شوقنا... لهفتنا لِلِقَاء ؛

 أين واين وَأَيْن؟

وأبقى أسأل نفسي لِمَا هَجَرَتْنِي؟

لِمَا حَطَّمَتْ مملكة أحلامي وشجوني... 

لِمَا وعدتني بالأمان والأمنيات


وها أنت فِي طرقات الزحام والضياع والظلام،

لتجعل مِنْ قَلْبِي سَفِينَة محطمة مَهْجُورَةٌ

لَيْس لَدَيْهَا مَكَان ترسو إليه.

لما وَلَمَّا وَلَمَّا

أسئلة كثيرة محبوسة في ثَنَايَا الضُّلُوع

بحاجة إلى إجابة منك

وَبَقَايَا جُرُوحٌ ممزقة نازفة مِن صَمِيم

حِكَايَةِ مَنْ الْمَاضِي البَعيدُ

تُخْفِي فِي داخلها ألف حيرة وحيرةٍ

حَتَّى لحظاتنا الْجَمِيلَةِ الَّتِي حِلْمُنَا بِهَا

قَتَلَتْهَا بهجرك الْقَاسِي.  

أين هي.. هَل تَلَاشَتْ..؟

أم ما زَالَتْ فِي ذاكرتنا

تُسَبِّحَ فِي بُحَيْرَة الشوق والألم

أم أصبحت أحلامنا شتات مَاضِي

سَحيق فِي مَهَبِّ الرِّيحِ

كُنَّا نَنْتَظِر سوية أي شيء يُوَاسِي

جراحنا.. غربتنا..

لَكِنْ لَمْ يَبْقَى سِوَى ذِكْرَيَات

هائمة ووعود كاذبة وأماكن شاغرة  

أين الوعود وَالْعُهُود الَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا !!!

أين تلك المشاعر والأحاسيس التي غَرَسْتهَا

بِقَلْبِي الْمَلْهُوف 


لَا زَالَتْ فِي الْفُؤَادِ حَسْرَة 

حِينَ تَخْرُجُ تَهَيَّج مَشَاعِر الْحُزْن

 لا أستطيع تحمل الْمَهَا

اتَّخَذَت قرارك لوحدك بِالرَّحِيل

وَلَم تَعِي لمشاعر إنسان أحبك بكل جَوَارِحِه

وَتَرَكْت أحاسيس تَتَلَاشَى وتتحول إلى ذكريات عَابِرَة

لَا شَيْءَ يَبْقَى سوى الأماكن التي زرناها سَوِيَّة

كُلّمَا مَرَرْت فِيهَا اِبْتَسَم اِبْتِسَامَةٌ شَوْقٌ وَحُنَيْن

 لماضيك الذي أتعبني 


وَكُلّ مرة أقول لم ولن أعود إليها.

كَي لَا تَذْكُرُنِي بِك يَوْمًا مَا

ولكنني أجد نفسي عَاجِزَةً عَنْ فِعْلِ ذَلِكَ

لا لشيء وإنما لان قَلْبِي مَا زَالَ يَحِن لذكرياتك الموجعة

التي لم تَكْتَمِل حِكَايَة عشقنا 

وَيَدُور حَوْلَهَا تَفَاصِيلَ كَثِيرَةٍ لِقِصَّة مَجْهُولَة

يَستحيل تركها وسط طَرِيقٍ طَوِيلٍ.

وتدق أجراس الوداع كغيمات الْوَدْق

معلنة نِهَايَةٌ حِكاياتُنا الْجَمِيلَة


اسماء جمعه الطائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق