مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 14 أبريل 2022

الحب طريق النجاة بقلم محمود عويضة السايس

 بقلم محمود عويضة السايس 

                         الحب طريق النجاة 

بين رغبات النفس البشرية وأنوار الروح الربانية خط رفيع اسمه الحب لا نراه إلا بعين البصيرة التي نطل بها على كل المعاني الجميلة المنبثقة من القلب حينما يتسارع نبضه بين الضلوع بصوته العالي المسموع تارة يكون شوق واشتياق وحنين يخرج دفئه إلى الآفاق ورقة وحنان يصل إلى من نحبه دون برهان بدفء

 كشمس الشتاء وروعة كطيف السماء وتارة أخرى يكون حزن وأوجاع وخوفاً من الفراق والضياع حيث تظهر بين تجاعيد الوجه والملامح هذا الطوفان الجامح من الاحاسيس والمشاعر النقية التي تخرج من الروح في دمعة تبكيها العين في فراق عزيز علينا أو إنكسار طفل قد رأينا وفرحة تشع كنور البدر  وضلوع تتسابق لتحطم الصدر لتعانق من إشتقنا إليه بشغف بعد ما وقفت الايام والسنين في المنتصف فما بالكم إن كانت هذه المشاعر تصدر من إنسان لانسان فكيف يكون الشعور حينما تكون هذه المشاعر والأحاسيس المتدفقة من القلب خارجة إلى مصدر الحب ذاته وهو الله حينما يطرق السمع بآية من القرآن الكريم فيرتجف الجسد رعشة وخشوع ودمع عين لله مرفوع وعقل هائم يتنفس في هذا الملكوت الإلهي فلا يشعر بأي شيء دنيوي ولا يفكر في هذه اللحظة إلا بهذا النور الروحاني الذي يحيط به 

كل هذه المعاني سالفة الذكر تسمى حب  حيث أنها خارجة من الروح ولكن ماذا عن هذا الشيء الأخر  الذي يندفع من النفس كالوحش يلتهم ويقضي على أى شيء جميل في الحياة على أن الناس تسميه في النهاية حب والحب بريء منه حيث أنه يسمى شهوة تملأها الرغبة في إقتناص اكبر قدر من المتعة من الشيء الذي نحبه على أن كل الاشياء التي تشتهيها النفس البشرية يزول رونقها مع السنين فالشيخوخة بعد الشباب وتجاعيد الوجه بعد النضارة  وزوال جمال المرأة بعد الأناقة في الصبا وضياع القوة والصحة في الرجال بعد عنفوان الشباب فهل إن ذهبت هذه النعم عن الاشياء التي نحبها نتركها نعم سوف تتركها النفس البشرية إن لم تكون مدعومة بحب روحي لأنه إذا ذهبت النعمة ذهبت الشهوة والرغبة فيها لأن النفس البشرية ترغب في إشباع غرائزها من حب النساء والأموال والجاه والسلطان والابناء وهذا أمر خطير للغاية إن كان الإنسان يملك شهوة وغريزة دون أن يملك حب روحاني يعطي لكل شيء تحبه النفس قيمة لدى الإنسان وذلك يتضح في الآتي

إذا أحب الرجل إمرأة يظل يعشقها وهي جميلة وحتى إن دار الزمان بها حيث أنه لا يريد أى نفس آخر غير نفسها وأي رائحة غير رائحتها ولا يشعر بدفء إلا في جوارها ولا يشعر بالرغبة إلا إن بادلته نفس الرغبة وذلك لأن كل رغبته أن يراها منتشية وفرحة فتزول عنه الرغبة الحيوانية البهائمية للتحول إلى حب روحاني تتدفق من كل النفحات الجميلة من عطاء وتضحية ورحمة بمن نحبه وحفاظاً علي مشاعره حيث من يحب لا يريد كسر من أحبه بل يريده دوماً رافع الرأس 

كذلك إذا أحب سلطة أو جاه يتقي الله فيها حيث إن كان يملك حب لله إستخدم هذه السلطة في الخير لعباد الله 


بقلم/ محمود عويضة السايس

مصر/ دمياط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق