مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 14 أبريل 2022

هنا جنين بقلن حسن أحمد الفلاح

 هنا جنينْ

أنتَ الذي طبعَ الحجارةَ 

فوقَ أجفانِ السّحابْ 

أنتَ المدجّجُ من صخورِ الأرضِ 

في زمنِ الغيابْ 

كم مرَّةٍ تُحيي المدائنَ 

فوقَ أشرعةِ الضّبابْ 

هل فاضَتِ الأحزانُ 

من رمقِ البنفسجِ 

مع ترانيمِ النّدى 

كي يستردَّ الفجرُ أنفاسَ التّرابْ ؟ 

لا الأرضُ تحيا من رمادِ الأولينْ 

لتميدَ من جمرِ المنافي 

مع تراتيلِ السّنينْ 

قمرٌ هنا يحيا على سُحِبِ الحجارةِ 

من ركامِ اللاجئينْ 

والشّمسُ تحكي قصةً أخرى 

على وجهي المحنّى من دموعِ الليلِ 

في جوفِ البنينْ

وهنا على قمرِ الضّحى 

برقٌ على أسفارِنا 

يحيي رعوداً من خصابِ الأرضِ 

في سِفرِ الجنينْ 

وهنا على جمرِ الضّحى تحيا 

مجاديفٌ لعودِ الأرضِ من رمقِ الوتينْ 

وهنا على جمرِ الأجنّةِ 

تزهرُ الأقمارُ في حضن البلادِ 

على سحابٍ 

يحملُ الأكوانَ من حينٍ لحينْ 

وهنا على جمرٍ لبركانِ الضّحى 

تحيا جنينْ 

تحيا على أسوارِها قممٌ تنادي 

اللهَ في صخبِ الأماني 

مع سيوفِ الفاتحينْ 

عربٌ تخدّرهم جفونُ العارياتْ 

طفحَتْ على أنسامِهم قبلُ الرّعاةْ

طُبِعَتْ على أنفاسِهم ذلُّ الحياةِ 

على مواخيرِ الزّناةْ 

وهنا جنينْ 

تحيا على صخبِ الحنينْ 

تحيا لترسمَ من رمادِ الفجرِ 

أنوارَ الدّجى 

في ليلةِ القدرِ التي تنمو على

عشبِ الثّرى 

لتزفّ من أحزانِنا جمرَ  اللظى 

في سورةِ الأرضِ التي 

تهتزُّ من ضجرِ الأنينْ 

بقلم حسن أحمد الفلاح



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق