مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 30 أبريل 2022

قيس و ليلى

 أعظم قصة حب في التراث العربي : 


للعرب في قصص الحب باع طويل ، توارثتها الكتب والمؤرخون ، وشملتها طيات الزمان كمصادر للدلالة على العشق الممنوع ، وكانت أغلبها تنتهي نهاية محزنة ، إلا أنها تعتبر من أجمل ما حمل لنا التاريخ من عبير الأيام الخوالي ، المتقد بالدفء والحنين ، ويذكرنا كلما مررنا بقصة من قصصه بالجمال والبساطة المغلفة بالحب .


قيس وليلى :


ذكر التاريخ لنا قصة قيس وليلى ، أحب " قيس بن الملوح" فتاه تدعى "ليلى بنت المهدي" وهما صغيران يرعيان ابل اهلهما ، ولما كبرا حجبت عنه ليلى ، وظل قيس على حبه وبادلته ليلى الحب ، ولما شاعت بين الناس قصة حبهما غضب والد ليلى ورفض زواجه منها فحزن "قيس" واعتلت صحته بسبب حرمانه من ليلى فذهب والده الى والد ليلى وقال له : إن قيس على وشك الهلاك أو الجنون فاعدل عن عنادك وإصرارك ، إلا أنه رفض وعاند وأصر على أن يزوجها ، فلما علم بحبها لقيس هددها إن لم تقبل بزوج آخر ليمثلن بها ويقتلها ، فوافقت على مضض ، ولم تمض إلا عدة أيام حتى زوج "المهدي" ابنته من "ورد بن محمد" فاعتزل قيس الناس وهام في الوديان ، ذاهلا لا يفيق من ذهوله إلا على ذكرى ليلى . وأصبح قيس يزور آثار ديارها ويتألم وينثر التراب على رأسه ويبكي وينظم الشعر في حبها ، حتى لقب بالمجنون .


وبادلته ليلى ذلك الحب العظيم حتى مرضت وألم بها الداء والهزال ، فماتت قبله ، وعلم بموتها فما كان منه إلا أن داوم على قبرها راثيا لها ولحبها ، حتى مات بعد عدة أيام من البكاء المتواصل فوق قبرها .


من أجمل أبيات مجنون ليلى - قيس بن الملوح - :

لو كانَ لي قلبان لعشت بواحدٍ

وأفردت قلباً في هواك يعذبُ

لكنَّ لي قلباً تّملكَهُ الهَوى

لا العَيشُ يحلو لَهُ ولا الموت يقربُ

كعصورة في كف طفلٍ يهينها

تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ

فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها

ولا الطيرُ مطلوقُ الجناحينِ فيذهبُ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق