((( على نخبك يا وطني )))
بالأمس ذاك القريب
كنا صغارا
نجري ونلهث
نسابق الريح و لا نتعب
فطِنٌ كان
ذاك الذي
على عينيه عصابة
و الكلّ يتخفّى
مخافة اللّمس مَهابة
و كم كانت شحيحة
بؤرُ التّخفّي
و كم كان محظوظا
ذاك الذي عيناه يَعصُب
غٌمّيضةٌ.... يا لها من لعبة
نحن حبكنا قوانينها
فكم كنّا لها نطربٌ
أمُا الآن
عُنوة... أضحت حِرفة
وضعوا على أعيننا غِشاوة
و أمرونا
أن اصمُتْ و خِطْ فاك
و دُسَّ رأسك في التُّراب
و استعذِب
أ ما كُنت من قبلُ تلعب؟
أ لم تقرأ عن ليلى
أ لم يأتك نبأ الذّئب؟
إيّاك أن تنبس ببنت شفة
فترهقنا و نفسك تُتعب
تلك أسماء
سمّيتُموها بأنفسكم
فأنّى لك أن تستغرب ؟
كُلْ لُقمتك في هدوء
و اهنأ
ذاك شرابُك و هذا مشربُنا
فلا تفسد علينا المأرب
إن كنت في الحياة ترغب
غابا ... بات المكانُ
مرتعا
لذئب و ثعلب
و الكُلّ يتفنّنُ
بجرابه ألف مَقلب و مَقلب
و الأمُّ مريضةٌ
تتلوّى وجعا
عسيرٌ مخاضُها مُشفق
هي ذي البقرة إذا اعتلّت
شُحِذت لها السّكاكينُ و استُلَّت
لك الله يا وطنا
فأيّ خطء ذاك الذي اقترفته
فخانتك العلوج و ما بَرّت
الخير في أمّتي
أشاوسٌ فيها ما نقُصت
من الشّمال إلى الجنوب
بهم الخضراء قد رَحُبت
سننحت في الصّخر
بأمّ أظافرنا و إن أدمت
فلْتتشقّق أيدينا
و لْتحفً أرجُلنا
و إن على الشُوك مشت
سنقطف القمر و نغرس الشّجر
و نتشمّم أريج فجر قد انبلج
و نودّع سنونا عجافا خلت
و نرقص على نخبك يا وطني
نكالة في تلك العِصابة
تلك التي أضمرت لك الخراب
و إلى أفول نجمك سعت
فحمدا لله
ها قد أفِلت و على اعقابها ارتدّت
فطوبى لنا بك وطنا
شدت لك العصافير و غرّدت
ابن الخضراء
الاستاذ داود بوحوش
الجمهورية التونسية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق