إن الصدقة ثمرة حلوة , تنبت في أرض خصبة, تسقى بماء واحد.. يستودعها الله قلوب من يشاء من عباده , فتجود بها أكفهم, فيربيها لهم كما يُربىَّ المهر في مراعى الإبل , فيعيشون حدائق ذات بهجة , سماءٌ كالسماء ونجومٌ كالنجوم لا يدركهم الخوف , ولا يصيبهم الوهن , يملكون ولا يُملكون , يجرون الدنيا بقرنيها كما يجر الرجل دابته بخطامها وهو عنها معرض , لقد أقبلت حين أدبروا , ودانتْ حين زهدوا , وذلتْ حين عزُّوا , جعلوها في أيدهم فلم تبلغ قلوبهم , فانقادت كما ينقاد البعير, وكلما أرخصوها بذلاً زادت إقبالا فازادوا اعراضا , حتي وفدوا عليه فأكرم وفادتهم , وقد أدهشهم مما أعدَّ لهم من النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول!!.
هائل الصرمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق