مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 31 مايو 2022

الألم 1 بقلم حسين حطاب

 الألم 1
_ لما استفاقت من الصدمة بعد أيام الحسرة والشقاء ، الذل والقهر وما فعلت بنفسها التي باعتها إنتقاما وثأرا ، أحست بالألم وعرفت أن الذي إختارت تلاعب وتفنن في بناء قصور السعادة والهناء لينال مبتغاه ،تركها لسبيلها و ذهب لسبيله ينشد السعادة لمن كانت تنتظره ويرقب ليلة العمر وإياها ، وهي تبكي فراغها يوم سمعت بزفافه ، بقيت كالسيارة المسرعة المجنونة بلا مكابح في انحدار عميق تجنح يمينا ويسارا.
_ يوم وجدت في حياتها فراغا رهيبا عاشت الهم والغم والعذاب البطيء كأنها في أسر سجينة تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة مزعجة ، وفي إنتظار القطرات الأخرى المتتالية يصيبها الهلع والجنون . ذاك الفراغ ذبحها نحرها شنقها فجعل شفاءها مستحيلا ، وهي  على فراش الحزن تمسح الدموع وتضطرب لأنها ملدوغة .
_ تتوالى الأيام وذاك العذاب الدائم ينحر جسدها النحيف حتى نسيت صوتها وحركتها وكلامها وموهبتها ، والأخرون فرحون مبتهجون بمعاناتها وهمومها وهي تنصهر في ظروفها لوحدها ، تعاني أزمتها ولا من سائل عنها ، تعانق العزلة والوحدة تتآكل في صمت رهيب . ذاك الإختلاط الهمجي حسبته سعادة وإنما حرب شعواء على الذات والنفس ، وتهديد خطير  لحياة الأمن والإستقرار ، لأنها سمعت لمن نهلوا من مناهج الشائعات و تتلمذوا على يد أساتذة الفتن والتشتيت حتى قتلوها في اليوم عدة مرات قبل أن يزورها الموت ، فهذا ما يجنيه السامع من مجالس الإختلاط .
_ الإحساس بالألم والعيش في الندم  والإستفاقة من الصدمة والفراغ القاتل والوحدة المؤلمة أسباب لم تجعلها تواصل سيرة التفرد وهي على فراش الندم تئن تعانق ما بقي لها من رصيد الشقاء ، تنام على التعاسة وتستيقظ على الذل والمهانة ، تصبح على القلق وتمسي على الظلمات والدواهي ، يا لها من حياة تعيسة بلا مؤنس .
_ الآن إقتنعت بأنها أخطأت في حق المغضوب عليه بعد ما اتبعت شهواتها وهواها منزوعة بذرة الفضيلة ، وعرفت أنها المسكن لذاك الكهل الذي أحبها بشغف .
_ كم اشتاقت إلى رفق معاملته ولين كلامه ورقة بسمته الصادقة وطيبة قلبه ودستور أخلاقه ، كم اشتاقت إلى أشعاره وقصائده همساته وعذب حديثه ،كم اشتاقت إلى عباراته المتفتحة وهي تتابع قدرة قلمه وهو يكتب على صفحات قلبها حروف الجمال التي كانت تراها حدائق غناءة ذات أفنان وبهجة وأناقة من روض الجنان .
_ نعم اشتاقت لأنه ..........يتبع 
بقلمي / حسين حطاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق