..........الصدمة
_ بين رميم أحلامها التي تزلزلت وألهبتها نار الخيبة ، وبين سحب الخيانة تعانق الأوهام ، و وسط صمت رفات عشقها تناثرت مشاعرها متعفنة في كل مكان ، وخلف أصوار الصدمة الرهيبة تستمع لأنين قلبها الجريح ، ودموع تنهمر للفراق وشموع تنطفئ للنسيان ، وعمر ينتهي لفقدان الوفاء ، والشمس الدافئة في برد الشتاء ، تجلس هناك بعيدة عن الأنظار ترقب النجوم والسماء الصافية ، تفكر في من يبلل قلبها المحترق نغما جميلا و يملأ روحها الظمأى طربا لتهدأ النفس من عذاب الإكتئاب إنتقاما من حبيبها .
_ هناك بعيدة عنه تحاصرها الأحزان منتصف الليل ويهزها البكاء متدفقا كالسيل ، ويلتهمها الهم كالوحش الجائع تحاكي المآسي والمحن و أحزان تمزق أوصالها بلا ندم .
_ وهو هنا مهموم مكبل يسخر منه الزمن ، انسل منه الحلم ورحل عنه الأمل مترنما وزاد الأنين واشتد به الهول مبتسما ، وروحه تناجي الحزن أن ينجلي ، صوته المنادي يفجر الألغام في القلب ونبض شرايينه يواسي الفؤاد الكئيب ، و وجع يعصر رقته ويشد أنفاسه .
_ فسلام على الوفاء حين يعانق العذاب وعلى الألفة حين تعبث بها شيطنة البشر ، أيها الزمن إنهما يغرقا فترفق بقلبين يتمزقا .
_ نعم أقسمت أن تنتقم وكان إنتقامها ذا وقع شديد وعنيف ، فبكل مكر ودهاء عرفت أين ترسو سفينة قلبها ناسية العهد والوفاء الحب والإخلاص .
_ رست بها عند أقرب الأصدقاء الذي علمه كيف الأهداف تصاب .
_ و بدأت تتغنى بمن وهبته أرضها ليكسوها أحلاما من نسيج الأوهام ، وتتباهى بالفارس المزيف لتغيضه وتنغص أيامه ، تنعته بأبشع الأوصاف وتمادت كثيرا ، لكن بتصرفها الطائش فهي تدمر نفسها ... وذات مرة نشرت موضوعا تهجوه به في مجموعته المفضلة تترنم بالوافد الجديد .
_ أحس بالإهانة وكتب قائلا :
_ لا ترغميني على الحديث لخيبة تحرك ما بداخلك فأمواج البحر عاتية شتاء من ينجو منها مرة يغرق ثانية .
_ يا امرأة كنت رفقتي سيدة واليوم أصبحت فريسةبين مخالب الحياة وأنياب الألم أسيرة الندم على حصير من شوك تتمرغين ، من تهجو الرجل بقصد أو بغيره هي في حبه مازالت متيمة ، لأمثالك من الشيطان أنزع كلماتي أنثرها عليك لعنة ليستقر بك المقام في الجحيم ، ابقي بعيدة وعيشي نغم الحزن على الأطلال ، فأيام البشائر مضت وهاهي ساعة الصدمة دقت ، تمتمي وعانقي الهذيان لا تحاولي كتم الأوجاع فأنا لك لن أركع وعلى ظهري لن تحملي المتاع ....بقلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق