مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 9 مايو 2022

القديسة باربارا

من هي القديسة #بربارة ؟
تقول المصادر انها ولدت من ابوين وثنيين (توفيت والدتها وهي صغيرة) وهم من الطبقة الأرستقراطية في قرية جاميس التابعة لمدينة ليوبوليس بنيقوميدية في آسيا الصغرى في أوائل القرن الثالث في عهد الملك الطاغي مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236م، وكانت وحيدة والدها ويخاف عليها لأنها كانت تتصف بجمال فائق حيث بنى لها قصرا فخماً به كل وسائل الراحة والترفيه، ويحيط به العسكر.
كان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية حيث ملأ القصر بالأصنام وكان يكره المسيحين وتذكر مصادر أن القديسة بربارة تلقنت العلوم من بيان وتاريخ وفلسفة مما قادها البحث عن الإله الحقيقي.
كان خدامها المسيحيون قد أخبروها عن العالم الكبير في ذلك العصر وهو أوريغانس فاشتاقت أن تلتقي به وبالفعل حصل ذلك وحدثها عن الانجيل وتعلق قلبها بالسيد يسوع المسيح فنذرت حياتها للمسيح، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها، وقررت أن تعيش بتولاً تكرس حياتها للعبادة.
تقدم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج.
وقد سافر والدها لفترة وعندما عاد لاحظ تغييراً في حياتها وسلوكها فسألها عن السبب فاخبرته عن الايمان بالثالوث المقدس ، فاشتّد غضباً وأخذ يوبخها، أما هي فلم تبالِ بل كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وحين كان أبوها يركض وراءها قيل "أن صخرة عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول"....
أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته وهناك وضعها في قبوٍ مظلم .
ذهب ابوها "ديوسيكورس" الى الوالي "مركيانوس" في حزن واسف شديد واخبره بـ"الكارثة الكبيرة جداً" التي حلت بسبب ان بربارة وحيدته تتبع المسيح وتكفر بالهتهم (الاصنام)، فامر الوالي باحضارها واذ رأها تعلق بها واخذ يلاطفها، ووعدها انها ستكون اميرة كبيرة ان هي تركت المسيحية وعادت الى دين ابائها واجدادها، فلم تجد وعوده نفعاً، فهدّدها بالعذاب والثبور وعظائم الامور ان لم ترتدع وتترك المسيحية، فقالت بربارة "ان جسدي سيأتي يوم ويموت، اما روحي فخالدة وستذهب الى السماء" فقال لها "اتركي السماء لانه بسببها سيحل عليك عذاب عظيم!" فقالت "لن تبعدني عن محبة المسيح شدة ولا ضيق ام اضطهاد" ، فامر الوالي "مركيانوس" بعذاب القديسة ووضعها في سجن مظلم. واقتادوها غداة سجنها، وابوها في المقدمة، مكبّلة بالسلاسل، الى الوالي "مركيانوس"، فاستشاط الوالي غضباً من ثباتها في الايمان بالمسيح، وامر بجلدها باعصاب البقر، فتمزق جسدها وتفجرت دماؤها، وهي صابرة صامتة، وطرحوها في السجن، ثانية، فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها.
استدعاها الحاكم في اليوم التالي ففوجئ بها فرحة متهللة، لا يظهر على جسدها أثر للجراحات فازداد عنفاً، وطلب من الجلادين تعذيبها، فكانوا يمشطون جسدها بأمشاط حديدية، كما وضعوا مشاعل متقدة عند جنبيها، وقطعوا ثدييها؛ ثم أمر الوالي في أن تساق عارية في الشوارع. صرخت إلى الرب أن يستر جسدها ، فسمع الرب طلبتها وكساها بثوب نوراني. رأتها صديقتها "يوليانة" وسط العذابات محتملة الآلام فصارت تبكي بمرارة، وإذ شاهدها الحاكم أمر بتعذيبها مع "القديسة بربارة"، وبإلقائها في السجن، فصارتا تسبحان الله طول الليل.
أمر الحاكم بقطع رأس "بربارة وصديقتها يوليانة" بحد السيف، فأخذوهما إلى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق. وإذ بلغتا موضع استشهادهما طلب "ديسقورس" أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة يوليانة إكليل الاستشهاد في 4 كانون الأول 303م.

ومن المأكولات التي تصنع في هذا اليوم يتم إعداد القمح المسلوق مع إضافة منكهات مثل اليانسون والقرفة والسكر الخفيف وحبات الجوز.. ويرمز القمح المسلوق الى الابتهاج والفرح بانتصار هذه القديسة.. ونسبة الى الروايات بأن القديسة بربارة عندما هربت من والدها الطاغية ركضت بين حقول القمح التي نمت لتخبئها عن عيونه..
أيضاً في هذا اليوم يتم اعداد القطايف المحشوة بالقشطة أو الجوز والمغمسة بالقطر.. ولهذه الحلوى دلالة دينية قديمة فهي تشير إلى جسد القديسة الذي تناثر أشلاء بين الدماء كما تفعل القطايف عند رميها في الزيت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق