مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 19 يونيو 2022

إلى المدفع العربي بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

إلَى المَدْفَعِ العَرَبِيّ.

حَـتَّـامَ تَبْقَـى صَـامِـتًا يَا مِـدْفَـعُ؟
الحَـقُّ يَـدْعُوكَ فَهَلْ لا تَسْـمَــعُ؟
هَلْ عَلَّـمُوكَ الصَّمْتَ مِثْلَـهُمُ هُـمُ
أَمْ كَبَّـلُـوكَ فَلَــمْ تَـعُـدْ تَتَـطَـلـَّـعُ؟
الـبَـرْدُ أَرْهَـقَـهَا، مَـدَافِـعُـنَـا، فَـلَا
تَـدْرِي قِـتَـالاً أوْ لَـهِـيـبًا يَلْـفَـعُ
جَـفَّـتْ مَحَـابِـرُنَـا عَلَى أَقْـلَامِـنَا
هَـذَا يُـنَـدِّدُ، ثُـمَّ ذَاكَ يُــفَــزِّعُ
فَـنُّ الـخَـطَابَةِ نَحْـنُ مِنْ أَبْطَالِه
أَمَّـا القِتَـالُ فَلَـيْسَ فِيـهِ نَـنْـفَــــعُ
جُـرْحُ الكَرَامَةِ نَـازِفٌ مِنْ عِـزِّنَا
حَتَّـامَ نَبْكِـي لِلْوَرَى ونُـرَجِّــــعُ؟
أَشْـلَاءُ إِخْـوَانٍ لَكُـمْ، يَــا أُمَّـةً
أَبْـطَـالُــهَا عِنْـدَ الكَـلَامِ تُـرَوِّعُ،
فِي كُـلِّ سَاحَاتِ المَجَازِرِ مُـزِّقَتْ
بِـرَصَاصِ غَـدَّارِيـنَ لَـمْ يَـتَـوَرَّعُوا
أَبْـنَـاؤُكَـمْ قَدْ قُـتِّـلُوا، قَدْ شُـرِّدُوا
ونِسَاؤُكُـمْ نَادَيْـنَ: هَيَّا، فَافْـزَعُوا.
هَـلَّا سَأَلْـتُـمْ زَوْجَـةً مَا خَطْبُـهَا
هَلَّا سألْتُـمْ صِبْـيَةً قَـدْ رُوِّعُـوا؟
هَلًّا سَألْـتُـمْ مَنْزِلًا قَـدْ دُمِّرَتْ
أَرْكَـانُهُ فَـوْقَ الـجَمِيـعِ فَجُمِّـعُوا؟
هَـلَّا سَأَلْــتُـمْ طِفْـلَــةً مَـوْؤُودَةً
قُرْبَ المَجَارِي؟ فَاسْأَلُوا كَيْ تَسْمَعُوا.

لَـهْـفِي عَلَى مَاضٍ مُضِـيءٍ مُشْرِقٍ
هَـا أَنَّ نُــورَهُ، بِالـمَـذَلَّـةِ أَبْـقَــعُ.
يَـا خَـالِدُ انْظُـرْ مَا بَـدَا مِن أُمَّـةٍ
أَضْحَتْ شَتَاتًا، بِالهَزِيـمَةِ تَشْبـَعُ
هَانَتْ عَلَـى أَعْـدَائـِهـَا، حَتَّى إِذَا
قَالُوا، عَرَفْـنَا أَنَّـهُـمْ لَنْ يَـصْنَـعُـوا

نَـادَيْتُ عِزَّ العُـرْبِ بَـعْـدَ سُبَاتِـهِـمْ
هَلْ مِن مُـجِيبٍ؟ قُلْ لَنَا يَا مِدْفَعُ.
قَـدْ كُنْتُ مُـنْـتَـظِـرًا فِـدَاءَ أُخُـوَّةٍ
لَكِـنَّـهُـمْ خَـضَعُوا، الغَدَاةَ، وطَبَّعُوا.

. حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق