ق. ق. ج ..
هَزَمتني السنين..
---------------
كم مرة هزمته . وأجدُ نفسي خاسراً .ذلك القرين الذي يأبى فراقي.وعندما أختلي مع نفسي أجده يتغذى على مشاعري .وكما قال أحدهم ، اذا غاب عني سائني التأخير ،فبأس الرفيق أنت.أيها الحزن المتجذر بأعماق الروح....لم أحزن على أيام الشباب وعنفوانهُ...ولا على دراسةٍ لم أكملها...ولا على ولدٍ عاق أمضيت عمري بتربيتهِ ...ولا على حبيبٍ غادر دون وداعٍ.. فظروف الحياة لا تخضع لمعاييرنا التي عرفناها...لكن أسفي وحزني. على اخلاقٍ ذهبتْ من عقولِ الناس. فأصبحَ المعروفَ منكرٌ.. والمنكرُ بعرفهم معروفُ..فكم نصيحةٍ قلتها بجمعٍ من الناس .وكلامي عندهم شاذٌّ وغريبُ. وكأني واعظٌ من العصور الوسطى. وجمعهم يستهزيء ساخراً. نعم نحنُ كبار السن قد ربينا أجيالاً. وأصبحنا غرباء على مجتمعٍ بنيناه بسواعدنا وافكارنا..فليس أفكارنا غريبةً عليهم فحسب. فملابسنا وربما طعامنا.. نعم هكذا هي الدنيا : جيلاً يسحقُ جيلْ. نعم نسير بالشوارع ونرتاد المقاهي وندخل بيوتنا آخر النهار.. لكننا غرباء . كالضيوف الثقال ينتظرون رحيلنا بفارغ الصبر..سينتهي هذا اليوم .كما انتهى ألأمسُ..وسينتهي جيلنا كما انتهت أجيالٌ سابقة ..وتمضي الحياة والسنين .. عسى أن يتذكرنا أحدٌ في يومٍ ما..
فلاح الكناني
5\1\2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق