مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 1 يونيو 2022

نور من نار بقلم عطر محمد لطفي

 نور من نار


يوجد أحد يراقب تحركاتك لا تراه لكنه يراك، ليس بالبعيد ولا بالقريب، تعرفه وتجهله، كنت تستأنس بالحديث معه ومشاورته في أمورك، يصارحك ويحادثك، تحس أنه توأمك. 

لكن هنالك لغز في نظراته وتصرفاته، ظننت أنه يساندك فخدعك بمعسول الكلام وخدع جميع من حولك، اغتابك لكي يبعدك عن كل أحد ، جمع كل شيء عنك ليشوه صورتك، ساومك وتلذذ في تعذيبك غير آبه لمصيره الأسود الذي ينتظره، ثم انقلبت الموازين بعدما كان صديق أصبح عدو مبين، ما السبب؟!! .

كم هو إنسان حسود، معقد فاشل أناني، مدمن أحزان وجريء في نفس الوقت يحتاج إلى طبيب نفساني يحلل شخصيته ويخرجه من عالمه الخيالي.

ذلك أو تلك - كانوا في فترة ما من الزمن - محل ثقة وأمان.

نظرتك الغاضبة تحزنني فقد تغيرت تماما لم تعد مثل السابق. 

لم تكن هكذا، كنت تثق به ثقة عمياء، تراه النور الذي يريح عيناك، حينما حادثته واستشرته وفكرت أنه يحب لك الخير لم تفكر إطلاقا أنه سيصبح مصدر قلق وإزعاج وخذلان.

غير نظرتك للأمور يا صديقي فليس كل نور هو من القمر او الشمس، يوجد نور من نار يحرق الأخضر واليابس ولا يبقي ولا يذر، يترك قلبك محروق مكسور مشوه من كثرة خيبات الأمل.

ذلك النور خدعك وخدع كل من حولك، جعلك تنفر من كل الناس ولا تثق بأي أحد مهما كان .

التقط أنفاسك يا رفيق فليس كل أصابعك تشبه بعضها البعض، ستجد قلوبا تنبض بالحب والصداقة والود، فلا تستهن بهذه الحياة فمن خلقها جمع كل المتناقضات فيها لنعيشها ويمتحن القوة التي فينا.

أنت قوي وأنت كذلك وأنت وأنت، فلا تسمحوا بالقلوب المزيفة أن تخرج أسوأ ما فيكم، فالحقيقة ستظهر للعيان مهما مر من الزمان لأن الأسود لا تخشى أحد وستبقى أسود فكن أسدا تخشاه الكلاب ولا تصغي لنباحهم فلن يجدي نفعا .


بقلم الأديبة عطر محمد لطفي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق