مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 14 يونيو 2022

يا أمة لا لها في عصرنا شرفا بقلم محمد الدبلي الفاطمي.

يا أُمَّةً لا لها في عَصْرنا شَرفا
داءٌ أَلَمَّ بِنا فَاغْـــــتالَ ماضـــــــــينا***وَهُـــدْمُ مَشْـــــــــــــــــرِقِنا أَعْمى مَآقينا
أَهانَ أُمَّتَـــــنا ذُلٌّ فَقَهْقَرها***وَشَـــلَّــها غَـــيُّـــها جَهْـــــــــــــلاً وَتَـدْجــــيــــــنا
حَتَّى كَأَنَّ أَعاصيرَ الأَسى هَجَمَتْ***على النُّــــــفـوسِ فَزادَتْ مِـنْ مَــــآســــينا
رَمى بِنا الضُّعْفُ في أَيْدي صَهايِنَةٍ***طَغَــــوْا عَلَــيــــنا بِجُــــبْـنٍ شَــلَّ أَيْـديـنا
والقُــدْسُ تَـصْرُخُ تَحْتَ الأَسْـرِ باكِيَةً***وَقُــــبَّـــةُ المَـسْجِدِ الأَقْصى تُــــناديــــنا
////
يا أُمَّةً لا لها في عَصْرِنا شَـــــرَفا***أَضْحَتْ حَضارَتُـــها عِــنْدَ العِـدى تُـحَـفـا
حُكَّامُها مِنْ بَني صُهْيونِ قَدْ وَجِلوا***فَزادَهُــمْ رَبُّــــنـــا مِنْ جُـبْـنِــــــهِمْ تَــلَـــفا
ساسوا الشُّعوبَ بِما أَمْلَتْهُ سَطْوَتُهُمْ***فَأَصْبَــــــحَ النَّـــاسُ في أَوْطانِهِمْ جِيَــفــا
وَجَوَّعوا الأُمَّةَ العَجْفاءَ فَانْبَطَحَتْ***وَسَلَّــــــمَــــتْ نَفْــــــسَها خَوْفاً فَوا أَسَــفـا
تَحْنو الشُّعوبُ إلى الحُكَّامِ إنْ ضَعُفَتْ***فَـتَفْـقِـدُ العِرْضَ والأَخْلاقَ والــشَّــرَفا
////
رَبُّ العِبادِ بِخَلْعِ الذُّلِّ قَدْ أَمَـــــــــرا***وَنَحْنُ نَعْـــتَـــبِـــرُ اسْـــتِــعْـــــبادَنا قَـدَرا
ماتتْ ضَمائِرُنا بِالذُّلِّ فَانْعَدَمََـــــتْ***فــينا الكَـــرامَةُ كَيْ نَــــبْقـــى لَهُـمْ بَــقَـرا
نَرْعى وَنُحْلَبُ كَالأَنْعامِ في وَطَنٍ***أَضْحَتْ مَـــوارِدُهُ تُعْـــطى لِمَــــنْ كَــــفَرا
يَجْني اليَهودُ مِنَ الأَرْباحِ في بَلَدي***ما يَشْتَرونَ بِهِ الحُــــكَّــــــامَ وَالخَـــــبَرا
وَيُشْحَنُ النِّفْطِ عَبْرَ البَحْرِ مُتَّجِها***إلى الــيَــــهـــودِ لِأَنَّ الأَمْـــرَ قَـــــدْ صَدَرا
////
با أُمَّةً رَكَعَتْ ذُلاًّ على الرُّكَبِ***فَأَصْبَحَـــتْ عِـــبْـرَةً مِنْ كَـثْـــرَةِ العــــــجَبِ
تَكادُ تَخْنِقُها الظَّلْماءِ في زَمَنٍ***أَلْـــقى بِها أَسْـــفَــــــــلَ الأَقْــوامِ في الرُّتَــــبِ
كَقَصْعَةٍ حَوْلَها الجَوْعى قدِ اجْتَمعوا***مِنْ مُلْحِدينَ وَمِنْ هُــودٍ وَمِــنْ عَــــرَبِ
جَرى لَها الفَأْلُ نَحْسا واسْتَبَدَّ بِها***ضُعْـفٌ فَأَحْــــرَقَـــها كَالـنَّـــارِ للحَـــطَبِ
لَمَّا رَأَتْ أَهْلَها في الغَـيِّ قَدْ غَرِقوا***خَـــرَّتْ لِنائِــــبَـــةٍ أَعْــدى مِنَ الجَـــرَبِ
////
بِالأَمْسِ كُنَّا بِدينِ الله نَعْتَــــــصِمُ***والحَــــــجُّ يَجْــمَعُـــــنـا والحِـــلُّ والحَــرَمُ
كُنَّا بِوَحْدَتِنا تُخْـــــشى مَهابَـــتُنا***والأُسْـــدُ أُسْــــدُ الوَغى والحَربُ تَحْــــتَدِمُ
واليَوْمَ نَحْنُ بِلا عِرْضٍ وَلا شَرَفٍ***وَلا انْــــتِسابٍ بِهِ الإسْــــلامُ يُحْـتَــــرَمُ
تَشَتَّتَ الشَّمْلُ فانْهارَتْ حَضارَتُنا***وأَصْبَحَ الَقــــوْمُ في أَجْــسـادِهِــــمْ نُــــوَمُ
إذا رَأَتْنا الهودُ قالَ قائِلُـــــــــهُمْ***مِنْ هَـــؤُلاءِ أَتى الإِمْـــــلاقُ والـــــعَــــــدَمُ
////
يا أُمَّةً أَصْبَحَتْ عَمْياءَ بِالفِتَنِ***فَزادَها الجَهْـــلُ ما يَكْـــــفي مِنَ المِـــــحَـــــنِ
تُمْسي وَتُصْبِحُ كَالأَصنامِ جامِدَةً***تَجْتَرُّ ماضِيَها المَدْفــــــــونَ في الزَّمَــــنِ
كَأَنَّنا أَضْعَفُ الأَقْوامِ قَاطِبَةً***مِنْ كَـــــثْرَةِ الجُــــــبْـــنِ والتَّــهْويـلِ والوَهَــنِ
وقَدْ هَدَمْنا شُموخاً شَيَّدَتْهُ لَنا***أَجْدادُنا الغُرُّ مِنْ حَـــــيْـــفا إلى الــــــــيَـــمَــنِ
وَإِنَّ قَوْمي وَإِنْ كانوا ذَوي عَدَدٍ***فَهُمْ شُـــعوبٌ مِنَ الغَـــــوْغــــــاءِ وَالعَـفَنِ
////
يا أُمَّةً أَفْلَسَتْ في القَوْلِ وَالعَمَلِ***مِنْ بَعْــــدِما أَصْبَحَتْ تَرْعى مَعَ الهَـــــمَلِ
أَطْفالُها انْحَرَفوا مِنْ بَعْدِما هُمِلوا***فَكــــانَ مُنْطَــــلَقاً أَدَّى إلى الفَـــــــــشَــلِ
ماذا المَدارِسُ في الأَوْطانِ قَدْ صَنَعَتْ***إلاّ المُصابينَ بِالعَدْوى مِنَ الكَسـلِ
فَلا عُلومٌ ولا فِـــقْــــــــهٌ ولا أَدَبٌ***ولا لنا مِهَـــــنٌ تُـــفْضي إلى العَـــــمَلِ
طالَ انْحِطاطُ بَني الإسْلامِ قاطِـــبَةً***وَلَعْـــنَـــةُ القُدْسِ جاءَتْـهُمْ على عَجَلِ
////
ماذا أَقولُ وَنُعمى النَّاسِ أَقْـــــــوالُ***وأَنَّنا بقَضاءِ الحَــــقِّ جُـــــهَّـــــــــالُ
لا تَمْتَطي المَجْدَ إلاَّ أُمَّةٌ شَــــرُفَتْ***يِالعِــــلْمِ في وَسَــــطِ الأَقْوامِ تَخْــــتالُ
لَها منَ العَزْمِ ما اخْتارَتْ إِرادَتُها***كالغيْثِ يُحْيي وَما للْغَــــــــــيْثِ أَمْثـالُ
لا أُمَّةٌ غَرِقَتْ في البُؤْسِ فَاخْتَنَقَتْ***وَالبُؤْسُ يَخْـــــنُـــقُ والإِقْــــدامُ قَــتَّالُ
إنَّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ الكـــــــــتابِ بِه***شَـــرٌّ لأُمَّــتِـــنا بِالجَهْـــــلِ يَغْــــتالُ
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق