مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 4 يونيو 2022

الحجر الأسود بقلم د علوي القاضي

 ... الحجر الأسود

... اللهم ارزقنا استلامه ولمسه وتقبيله 

... اللهم إنا نعلم أنه حجر لاينفع ولا يضر ولولا أن قبله رسول الله صل الله عليه وسلم ماقبلناه

... يعتبر أهم قطعة في الكعبة 

... فهو حجر مكون من عدة أجزاء بيضاوي الشكل أسود اللون مائل إلى الحمرة قطره 30 سم 

... يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج 

... وهو نقطة بداية الطواف ومنتهاه 

... ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفًا

... وهو محاط بإطار من الفضة الخالصة للحفاظ عليه

... ويذكر التاريخ أن عبد الله بن الزبير أول من ربط الحجر الأسود بالفضة عندما تصدع من الأحداث التي جرت عام 64 هـ 

... بعدما احترقت الكعبة بسبب الحرب التي دارت بين عبدالله بن الزبير الذي تحصَّن داخلها وجيش يزيد بن معاوية

... وتكرر نفس الحدث سنة 73 هـ على يد الحجاج بن يوسف الثقفي 

... ثم أضاف إليه هارون الرشيد تنقيبه بالماس وأفرغ عليه الفضة 

... ثم تتابع الخلفاء في عمل الأطواق من الفضة حوله كلما اقتضت الضرورة

... وفي شعبان 1375 هـ وضع الملك سعود طوقاً جديداً من الفضة 

... وقد تم ترميمه في عهد الملك فهد في سنة 1422هـ

... وعن سواد لونه فيرجع إلى الذنوب التي ارتُكبت فقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : 

« نزل الحجر الأسود من الجنة أبيض من اللبن فسودته خطايا بني آدم » 

... وهو سواد في ظاهر الحجر أما بقية جسمه فهو على ما هو عليه من البياض

... والحجر الأسود من حجارة الجنة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : 

« الحجر الأسود من حجارة الجنة » 

... فهو ياقوته من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورها ولو لم يطمس نورها لأضاءت ما بين المشرق والمغرب »

... وأجريت العديد من الدراسات حول طبيعة الحجر الأسود 

... حيث وصفته أنه أحجار مختلفة مكونة من البازلت والعقيق وقطعة من الزجاج الطبيعي ونيزك حجري

... وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر الاسود لما أرادت قريش إعادة بناء الكعبة 

... ولم يتعرض الحجر الأسود لنقل أو تغييب منذ عهد قصي بن كلاب إلى بناء عبد الله بن الزبير للكعبة

... وتعتبر حادثة القرامطة هي أفظع ما مرّ على الحجر الأسود فقد أغاروا على المسجد الحرام وقتلوا ما فيه وأستولوا على الحجر وغيبوه 22 سنة

... ورُدّ إلى موضعه سنة 339هـ. 

... وهناك حوادث كثيرة تعرض لها الحجر الأسود ومحاولات لسرقتة أو سرقة أجزاء منه

... ومن السنه لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود ( أي يلمسه بيده )

... ويقبله عند مروره به فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها 

... فإن لم يستطع استلمه بشيء معه ( كالعصا وما شابهها ) وقَبَّل ذلك الشيء

... فإن لم يستطع أشار إليه بيده وسمى وكبّر ( بسم الله والله أكبر ) 

... وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول : 

« إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » 

... وجاء في فضل مسحه واستلامه أنه يحط الخطايا والذنوب 

... فعن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

« إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً »

... صل عليك الله ياعلم الهدى ماهبت النسائم وماناحت على الأيك الحمائم 

... تحياتي ... 

د. علوى القاضى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق