مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 17 يوليو 2022

غَزَّةُ بقلم حمدان حمودة الوصيف

غَــزَّةُ...
(حتَّى لا ينسى المُطبِّعون وحشيّة الصّهاينة في حربهم على غزّة). 
تَعَالَـوْا وانْـظُرُوا مَاذَا يَــدُورُ   
بِـغَــزَّةَ أَيُّــهَا الـمَــلَأُ الغَـفـِيـرُ
ويَا رَمْزَ الفَـخَامَة وَالـمَعَـالِي   
وَيَا مَلِكًا، أُجِـلَّ، ويَا أَمِيـرُ
وَيَا عُلَمَاءُ، قَدْ صَالُوا وَجَالُوا  
ويَا وُزَراءُ، دَوْرُهُـمُ خَطِيـرُ
بِـغَزَّةَ إِخْوَةٌ بِكُـمُ اسْتَـجَارُوا   
فَهَلْ مِنْ بَيْـنِكُـمْ رَجُلٌ يُجِيـرُ.؟
فَهَلْ مِنْ بَيْـنِكُمْ رَجُلٌ غَيُورُ؟
فَهَلَ مِن بَيْـنِكُمْ أَسَدٌ هَصُورُ؟
تَــوَلَّاهُـمْ عَـدُوٌّ ذُو انْـتِــــقَامٍ     
كَثِيرُ الجَيْشِ، يَمْلَأُهُ الغُـرُورُ
فَصَبَّ عَلَـيْـهِمُ غَضَبًا عَـمِـيًّا     
وقَتَّـلَهُمْ، كَـمَا يَرْجُو الكَثِـيـرُ.
تَعَالَوْا، شَاهِدُوا، هَذِي عَجُوزٌ  
تَعَصَّرَ وَجْـهَـهَا الأَلَــمُ الـمَرِيــرُ
عَلَى فَلَـذَاتِـهَا إذْ هُـمْ: قَـتِـيـلٌ   
تَعَـفَّـرَ أَوْ جَرِيـحٌ أَوْ أَسِيــرُ.
وذَا شَيْـخٌ تَـحَامَل فِي زُقَـاقٍ    
إِلَى الرَّحْمَانِ يَشْكُو مَا يَصِـيـرُ
وقَدْ فَقَدَ العَشِيرَةَ إثْرَ قَصْفٍ  
تدَاعَى مِنْهُ بـيْتُـهُمُ الـحَـقِـيرُ
وتِلْــكَ بُنَيَّـةٌ فَـقَـدَتْ أَبَــاهَا   
تُـكَـرِّرُ اِسْــمَـهُ وبِـهِ تَــدُورُ
ولَمْ تَعْــلَـمْ بأَنَّــهُ لَا يُجِــيـبُ    
فَظَلَّتْ تَسْتَجِيرُ وتَسْتَجِيرُ
وذَلِكَ، بَيْنَ أَنْقَاضِ الـمَبَانِي،   
رَضِيعٌ قَـدْ تَضَمَّــنَهُ سَـرِيرُ
وآخَـرُ قَدْ حَـمَاهُ أَخٌ كَـبِـيرٌ    
فَعَاشَ، مُيَتَّمًا، وقَضَى الكَبِيرُ
وتِلْكَ"عُوَيْلةُ"اجْتَمَعَتْ بِلَيْلٍ 
وبَاتَ الكُلُّ يَمْلَأُهُـمْ سُرُورُ
فَأَصْبَحَ بَيْــتُـهَا قَـبْـرًا كَبِيـرًا    
وَحَوْلَ رُكَامِهِ انْتَشَـرَتْ قُبُورُ.
وفِي البَطْحَاءِ أَطْفَالٌ يَـتَامَى   
تَرَامَوْا طَــابَةً، ولَهُمْ حُـبُورُ
فَـعَاجَـلَهُـْم عَدُوُّهُـمُ بِـطَـلْـقٍ  
فَخَـرُّوا سُـجَّدًا، ولَهُمْ شَخِيرُ
تَنَاثَرَ مِنْـهُـمُ الجُثْمَانُ، حَتَّى      
تَأَرَّبَ مِنْـهُمُ الجِرْمُ الصَّغِيـرُ.
دِمَاءٌ طَاهِرَاتٌ قَـدْ أُبِيحَتْ  
وهَا قَدْ يُسْـتَبَاحُ دَمٌ طَهُورُ
وكَـمْ مِنْ مَنْـزِلٍ أَضْحَى يَبَابًا     
وأَضْـحَى تُـجْمَعُ مِنْهُ القُدُورُ
ولَمْ تَسْلَـمْ مَدَارِسُـكُمْ، فَهُدَّتْ    
عَلَى رُوَّادِهَا، وَهُـمُ كَـثِـيــرُ.
فَــمَاذَا، بَعْـدَ ذَلِكَ، يَا رِجَالُ؟      
ومَا لَكُـمُ، يُـخِيـــفُكُـمُ الحَقِيرُ؟
فَـرُبَّ شَهــَادةٍ أَزْكى وأَبْــقَـى     
وأكْرَمُ مِنْ حَيَاتـِكُـمُ وخَيْـرُ
 سيَذْكُرُكُمْ بِهَا التَّارِيخُ، حَتْمًا    
وبِالتَّـارِيـخِ يَـرْتَـبِطُ الـمَصِيرُ.
أَلَا هُـبُّوا لِنَجْدَتِـهِـمْ سِـرَاعًا  
وأَوْفُوا بِالعُهُودِ ولَا تَخُورُوا..؟
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس. 
خواطر: ديوان الجدّ والهزل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق