مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 18 يوليو 2022

وحيدٌ انا بقلم محمد قرموشة

وحيدٌ أنا
* * * *
أيها الموتْ 
اقرأ كلماتي واستشعر 
لذة التحدي لدي
فهذا السجنُ ماعادََ يكفيني
إني قدْ مزقتُ 
صكَ عبوديتي.        
وأدمنتُ الرحيلَْ
أيها الموتُ الأصمُ 
إني أبحثُ
عن كفنٍ تغزلهُ الملائكةُ لي
بخيوطٍ من أهدابِ الشمس
فردائكَ الملكي 
لا يتسعْ لأحلامي
ولا يتسعْ لجبيني 
فلاتغلقْ عليَ حدودي
كي لاتبقى
وحيداً يُحاصِركَ الرعبْ
فربما تقتلكَ العزلةُ
فلا تجدْ من يؤانسكً
وتبقى مرمياً في العراء 
تجفُ الحياةُ في عروقكَ
رويداً رويداً 
وتُنسىَ كالهشيمِ ....
مغيبٌ لا ذِكرٌ لك ولاتقويمْ
أيها الموتْ. .... 
خُذ ْمني ماشئتَ 
ودعني خالداً 
في مملكةِ العدلْْ
هناكً حيثُ ولدنا توأمين
وحيثُ مارسَ القدرْ
حدودَ سلطتهِ  
فأنتخبني
سفيرَ عشقٍ ومبشرَ سلامْ 
غرسَ من دوحهِ شتلةَ نورٍ
في صدري 
كمشكاةٍ تنيرُ الظلام
أعرف أني عابرُ سبيل
وأعلمُ أن لي وطناً تخطى
حدودَ الشمسِ اتساعاً
وتركَ خلفهُ القِفار
أيها الموتّ
أيُ إصرارٍ لديكَ 
أغلقتَ عليَ حدودي 
ونسيتَ أني قطعةُ نور
طاقتي لاتحدها قيودكَ
ولاترهبني سطوتكَ
لرائحة الدم في أنفي
عبير الرياحين 
لاترتعدْ تشبثْ أيها الموت
إني لم أقرر بعد 
لحظة الرحيل
إجمع أكفانك ونعوشك
وخذ كأسك الخمري 
وتمدد هناك 
على خشبة المقصلة
تمدد ريثما أنهي 
حروف القصيدة
نصل كلماتي حاد وماضِ 
لن تشعر بالألم
وعداً لن تشعر إلا بالأثر
أيها الموت
هذه الدنيا قيلولة 
لِماَ أنت يائسٌ 
جِدارُ الصمت تهاوى
 سجادكَ الأحمرَ 
بَلاطك عتبةٌ
أقفُ عليهما بكبريائي
وغُلبُ حرابكَ 
تستجدي مني 
رمقَ الكرامة
ياموت.......
رسالتي إرثٌ لايزول
وشمٌ منقوشٌ 
على جبين الحقْ
* * * * * * * *
⌘همسات من الذات⌘
 ❀محمد قرموشة❀
 ❀❀أبو الفداء❀❀

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق