مِنْ وَحْيِ وَفَاةِ رَضِيعٍ فِي مُخَيَّـمٍ لَيْلَةَ العِيدِ.
(حتّى لا ننْسَى مُعَانَاةَ إِخْوَةٍ لَنَا يَعِيشُونَ في مُخَيَّمَاتِ اللُّجُوءِ)
الدَّمْـعُ يَشْفِي بَعْـضَ آلَامٍ بِـنَا
ويَـصِـحُّ قَـوْلِـي: إِنَّهُ لَا يَـنْـفَـعُ.
والحُزْنُ دُونَ المَوْتِ يَشْفَعُ قَوْلَهُمْ
ذَهَبَ العَزِيزُ، فَمَا لَهُ لَا يَذْهَبُ؟
مَدَّ الـمَنُونُ بَرَاثـِنًـا وَسَطَ الدُّجَى
لَيْلَ الطَّوَافِ، فَسُلَّ صَبْرِي أَجْمَعُ
وذَوَى سِـرَاجٌ كَانَ أَهْـلُـهُ حَوْلَـهُ
يَـتَـرَقَّـبُـونَ شُـعَـاعَـهُ، فَـتَجَـمَّـعُـوا
أَمِلُوهُ ضَوْءًا، فِي دُجَاهُمْ، سَاطِعًا
بِسَنَـائِـهِ، فَـرَأَوْا ضُـحًى يَـتَـهَـزَّعُ
ورَأَوْهُ، بَيْـنَ يَدَيْ خَـلِيلَـةِ مَهْدِهِ
يَـدَعُ الـحَـيَـاةَ، بِنَظْـرَةٍ، ويُوَدِّعُ
يَـتَـضَـاءَلُ الأَمَلُ الـمُـشِعُّ بِعَيْـنِهِ
فَيَصِيرُ يَأْسًا، فِي الـحَشَا يَتَوَزَّعُ
نَجْمٌ هَوَى مِنْ بَيْنِ أَطْوَاقِ السَّمَا
فَـهَـوَى لَـهُ عَرْشٌ وآخَـرُ يُـزْمِعُ
وغَـمَامَةٌ بَـرَقَتْ ودَمْدَمَ رَعْدُهَا
فَتَحَلَّبَتْ، فَرَحًا لِصَـوْتِهِ، أَدْمُـعُ
لَكِنْ تَصَـدَّتْ دُونَ مَقْدَمِـهَـا يَـدُ
القَدَرِ العَظِيمِ، ومَا المُقَدَّرُ يُدْفَعُ .
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق