========
لا أعشقُ الشعرَ لكن دونما سببِ
أصبحتُ مفتتناً بالشعرِ والأدبِ
وجدتُ في الشعرِ أمواجاً لها غضبٌ
يقارعُ الشطَّ ، ما أحلاهُ من غضبِ!
وجدتُ فيه عذابَ الظالمينَ وقد
شدَّ الخناقَ وأجرى حاميَ اللهبِ
وجدت في الشعرِ ماقد قال شاعرُهم:
( عندي من الماء ما في الأرضِ من حطب)
قد يصعقُ الشعرُ جيشاً ماله عددٌ
ويشحذُ الهمةَ الشمَّاءَ بالخببِ
وقد يسوقُ أخا يأسٍ لمرحلةٍ
فيوقظُ النفسَ بالآمالِ للرتبِ
وقد يعيدُ وجوهاً ماتَ ناظرُها
فيشرقُ القلبُ بعدَ اليأسِ والنصبِ
لا يكذبُ الشعرُ مادامت رسالتُه
أن يقهرَ الناسُ حبلَ الجُبنِ والوصبِ
حلاوةُ الشعرِ إحساسٌ به رمقٌ
وصوتُ داعيةٍ حُرٍّ بلا حجُبِ
مثل السلاحِ يراعٌ خطَّ من وجعٍ
درباً إلى النصرِ رغمَ الضعف ِ والتعبِ
ولفظةُ الشعرِ سهمٌ من دواخلنا
يصيبُ ما غيَّبَ الإعلامُ من حقبِ
بجانبِ السيفِ يزهو الشعرُ منتفضاً
على الظلامِ وأهلِ غمامةِ النسبِ
ويعلنُ النصرَ قبلَ النصرٍ في ثقةٍ
إنَّ القصائدَ نبضُ السحرِ والعجبِ
لا أعشقُ الشعرَ لكن باتَ يأسرني
فلستُ أملكُ غيرَ البحثِ عن سببِ
وصرتُ كالعاشقِ الولهانِ في ولهي
يلومني الكاشحُ اللاحي على كربِ
ولستُ أملكُ إلا ان أقولَ لهُ :
دعني، فلستُ إلى ماقلتَ في رَغَبِ
وهل يلامُ محبٌّ في صبابته؟
وهل يقادُ بغيرِ مشاعرِ العرب؟؟
رسالةُ الشعرِ إن نعلي حضارتَنا
نعيدُ معتصماً في همةِ النُّجُبِ
ونطفئُ الفتنةَ العمياءَ تذبحُنا
فلا نقاتلُ لاجلِ المالِ والشنبِ
ولا نُهجِّرُ بعضاً من مساكنهم
ولا نهيمُ بياقوتٍ ولا ذهبِ
رسالةُ الشعرِ إنسانٌ بلا عُقَدٍ
يطيرُ للمجدِ بين الحبِّ لا العطبِ
لا أعشق الشعرَ فالأشعارُ في وطني
كتهمةٍ تودعُ الأحرارَ في القضب
والشاعرُ الحرُّ محكومٌ بحاشيةٍ
توزِّعُ الحبَّ بين الناسِ بالكذبِ
كم من قيودٍ على الأفواه قد وُضِعَت
ومثلها اوجعَ الأشعارَ بالطلبِ
ورغم ذلكَ يبقى الشعرُ غايتُهُ:
( لا توقدوا النارَ .. إبراهيمُ كانَ أبي)
========
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق